سوريا تنتقد تدخل بريطانيا في شؤونها.. وأمريكا تبلغ روسيا قلقها بشأن دعم الأسد عسكريا

متشدد يعترف بمسؤوليته عن تفجير سيارتين وقتل 37 شخصا بينهم زعيم درزي

عواصم - وكالات

نددت وزارة الخارجية السورية أمس "بالتدخل" البريطاني في شؤون سوريا بعد تصريحات وزير بريطاني رفيع بأن بلاده تقترب بشكل أكبر من القيام بعمل عسكري في البلد الذي تمزقه الحرب.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن وزارة الخارجية أرسلت خطابين إلى مسؤولي الأمم المتحدة تعترض فيهما على "المواقف السافرة" التي يتخذها المسؤولون البريطانيون واتهمت بريطانيا وفرنسا بتبني سياسات "استعمارية".وكان وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن قال يوم السبت إنه يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سوريا الذي فجر أكبر أزمة مهاجرين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ووصف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها "شريرة".

وقال أوزبورن في مقابلة مع وكالة رويترزعلى هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في تركيا "لابد من مواجهة المشكلة في المنبع وهي نظام الأسد الشرير وإرهابيو داعش ولابد من خطة شاملة لسوريا أكثر استقرارا وأكثر سلاما."وقالت صحيفة صنداي تايمز إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يريد إجراء تصويت في البرلمان في أول أكتوبر تشرين الأول لتمهيد الطريق أمام توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لتنضم بذلك إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويقوم بحملة جوية ضد التنظيم على مدى العام الماضي.لكن أوزبورن قال أمس إن الحكومة لن تدعو لمثل هذا التصويت إذا لم تضمن دعم المعارضة. ومني كاميرون قبل عامين بهزيمة مهينة في البرلمان بشأن القضية ذاتها.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق يوم السبت إن فرنسا تفكر في شن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وفي جانب آخر، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف أن واشنطن تشعر بقلق عميق بسبب تقارير تقول إنّ موسكو تتجه نحو تعزيز عسكري كبير في سوريا يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يهدف إلى تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مسؤول أمريكي رفيع لرويترز إن السلطات الأمريكية اكتشفت"خطوات تمهيدية مقلقة" تشمل نقل وحدات إسكان سابقة التجهيز لمئات الأشخاص لمطار سوري فيما قد يشير إلى أن روسيا تجهز لنشر معدات عسكرية ثقيلة هناك.وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى روايات إعلامية تلمح إلى"تعزيز عسكري روسي مدعم وشيك."

وقالت الخارجية الأمريكية إن"وزير الخارجية أوضح أنه إذا كانت مثل هذه التقارير صحيحة فقد تؤدي هذه الأعمال إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر وتؤدي إلى إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وزيادة تدفق اللاجئين وتخاطر بحدوث مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعمل في سوريا."

وقد تشير الأعمال الروسية إلى جهد مكثف لدعم الأسد حليف روسيا منذ فترة طويلة والذي انكمشت المنطقة التي يسيطر عليها إلى خمس الأراضي السورية أو أقل بعد حرب أهلية طاحنة تدور منذ أكثر من أربع سنوات.وقال المسؤول الأمريكي إن من بين أحدث الخطوات التي قامت بها روسيا تسليم وحدات إسكان مؤقت ومركز متنقل للمراقبة الجوية لمطار قرب مدينة اللاذقية الساحلية وهي أحد معاقل الأسد.وأضاف المسؤول إن الروس قدموا أيضا طلبات لدول مجاورة للسماح بتحليق رحلات جوية عسكرية.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز إنه بالإضافة إلى ذلك أرسلت روسيا فريقا عسكريا إلى سوريا.

ونقلت عن مسؤولين أمريكين لم تنشر أسماءهم قولهم إنه على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى اعتزام روسيا إرسال قوات برية ضخمة فإن وحدات الإسكان يمكن أن تأوي نحو ألف مستشار عسكري وأفراد آخرين وتتيح أن يصبح المطار مركز إمدادات أو نقطة انطلاق لغارات جوية روسية.لكن المسؤول قال لرويترز " لايُعرف على وجه الدقة ماهي نية الروس.لم نر انتشارا فعليا لمعدات عسكرية أو طائرات أو قوات."وقال المسؤول إن النتائج استُخلصت من "مصادر شتى ."وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز أن المخابرات الأمريكية جمعت الأدلة من صور التقطتها أقمار تجسس .وقال مصدر أمني أمريكي لرويترز إن هناك علامات على تحرك روسي للتدخل في سوريا على نحو أبعد من دور الدعم العسكري القوي الذي تقوم به موسكو بالفعل والذي يتضمن تقديم أسلحة وتدريب.وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة ستراقب الوضع لترى ما إذا كان أي تزايد للوجود العسكري الروسي في سوريا سيستخدم لصد تنظيم الدولة الإسلامية أم لدعم الأسد.وامتنع المسؤول الأمريكي عن توضيح رد لافروف على مخاوف كيري. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الإثنين اتفقا على مواصلة المناقشات بشأن الصراع السوري هذا الشهر في نيويورك حيث تلتقي الجمعية العامة للأمم المتحدة

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التفجيرين دفعا الدروز للخروج في مظاهرات بالسويداء قتل خلالها ستة من قوات الأمن الحكومية ودمر خلالها تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد الرئيس بشار.

وألقى قيادي درزي لبناني يدعم الانتفاضة ضد الأسد مسؤولية مقتل الشيخ وحيد البلعوس على الحكومة. وكان البلعوس يعارض الحكومة والإسلاميين الذين يقاتلونها. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قوات الأمن اعتقلت متشددا إسلاميا من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة اعترف بأنه المسؤول عن التفجيرين وبالتورط في الاضطرابات التي وقعت بعدهما.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين.

تعليق عبر الفيس بوك