"العشرين": "الأموال الرخيصة" فقط غير كافية لتحقيق نمو متوازن.. ورفع الفائدة "ضرورة"

◄أمريكا تحث الصين على ضرورة السماح لليوان بالتحرك صعودا وهبوطا

أنقرة- رويترز

اتفق الزعماء الماليون لمجموعة العشرين أمس السبت على أن المبالغة في الاعتماد على الأموال الرخيصة التي تتيحها سياسات نقدية ميسرة للبنوك المركزية لن يؤدي إلى نمو اقتصادي متوازن وانه مع تعافي النشاط الاقتصادي فإنه سيتعين رفع أسعار الفائدة.

ورفضت صيغة البيان الختامي لاجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية للمجموعة التي تضم أكبر 20 اقتصادا في العالم ضغوطا من الأسواق الناشئة لوصم زيادة متوقعة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بأنها تشكل خطرا على النمو.وجاء في البيان "ستستمر السياسات النقدية في دعم النشاط الاقتصادي بما يتناسب مع التكليفات المنوط بها البنوك المركزية لكن السياسة النقدية وحدها لا يمكنها أن تقود إلى نمو متوازن".

وقال البيان الختامي "نشير الي انه في ظل تحسن الافاق الاقتصادية فإن تشديد السياسات النقدية بات أكثر ترجيحا في بعض الاقتصادات المتقدمة".

وبحث وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمجموعة الدول صاحبة أكبر 20 اقتصادا في العالم قضايا الاقتصاد العالمي في أنقرة عقب اضطرابات بالأسواق نتيجة توقعات للمستثمرين بتباطؤ النمو في الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي السياق، قالت الرئاسة التركية لمجموعة العشرين إنه يوجد اجماع بين وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين على أن الاقتصاد الصيني سيواصل النمو بحوالي 7 بالمئة سنويا في الاجل المتوسط.وقال نائب رئيس الوزراء التركي جودت يلمظ أيضا أن بعض أعضاء مجموعة العشرين جادلوا بأنه ينبغي لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أن يقرر زيادة متوقعة في أسعار الفائدة عاجلا لا آجلا لكن آخرين دعوا إلى تأجيل القرار.ومن ناحية أخرى قال يلمظ إن البنك المركزي التركي يحاول دعم النمو دون اتخاذ أي خطوات قد تتعارض مع مساعيه لضمان استقرار الأسعار.

فيما قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد إن على الاقتصادات الكبرى في العالم تكثيف جهود الإصلاح لتعزيز النمو كي يتماشى مع الأهداف التي وضعتها هذه الاقتصادات العام الماضي، بالاستعانة بسياسات نقدية تيسيرية وسياسة مالية وإصلاحات هيكلية.وقالت لاجارد "بالنسبة للاقتصادات المتقدمة من المتوقع أن يزيد النشاط (الاقتصادي) بدرجة متواضعة فقط هذا العام والعام المقبل. بالنسبة للاقتصادات الناشئة ضعفت التوقعات في 2015 مقارنة بالعام الماضي رغم تكهنات ببعض التعافي في العام القادم". ومضت قائلة "نحتاج لتضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات بما في ذلك مواصلة سياسة نقدية تيسيرية في الاقتصادات المتقدمة وسياسات مالية تساعد على تحقيق النمو وإصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاج المحتمل والإنتاجية". وقالت لاجارد "من الضروري أيضا أن تزيد مجموعة العشرين جهودها لضمان تنفيد فعال وفي الوقت المناسب لإستراتيجياتها للنمو".

إلى ذلك، قال مسؤول أمريكي إن وزير الخزانة الأمريكي جاك لو أبلغ وزير المالية الصيني لو جي وي أن من الضروري أن تسمح الصين لعملتها اليوان بالتحرك صعودا مثلما يتحرك هبوطا وتجنب أي إجراء لخفض قيمته لكسب ميزة تنافسية في التجارة العالمية.وقال المسؤول في بيان يلخص محادثة بين الوزيرين جرت على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في أنقرة "وزير الخزانة لو ... ذكر أن من الضروري بالنسبة للصين أن تشير إلى أنها سوف تسمح لضغوط السوق بتحريك (اليوان) صعودا وكذلك هبوطا .. وأنه ينبغي للصين السماح لسعر الصرف لديها بأن يعكس العوامل الأساسية .. وأن تتفادي الاختلالات المستمرة في أسعار الصرف وتمتنع عن خفض قيمة العملة لكسب ميزة تنافسية".

وفي الأثناء، قال بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين إن الصين أبلغت كبار المسؤولين الماليين بمجموعة العشرين بأنها ملتزمة بمواصلة الإصلاحات الهيكلية ودعم النمو الاقتصادي.وقال موسكوفيتشي عقب الاجتماع إنه خرج برسالتين من المداخلة التي أجراها وزير المالية الصيني لو جي وي في جلسة مجموعة العشرين.وأضاف "الأولى كانت الثقة في قدرة الصين على النمو ورغبته في مواصلة الإصلاحات الهيكلية في الصين. قال إنه وقت الإصلاحات الهيكلية في الصين". وتابع قوله "والثانية كانت العزم الراسخ من جانب السلطات على فعل كل ما يلزم لتعزيز النمو. مجموعة العشرين تشعر بالثقة بوجه عام بشأن هذا. عبر البعض عن دعمهم للسلطات الصينية.. كانت تلك أجواء النقاش".

تعليق عبر الفيس بوك