"فراشات الروحاني" لمحمود الرحبي تحت مجهر مختبر السرديات العماني

مسقط - الرؤية

شهدت جلسة مختبر السرديات حضورًا لافتًا لمناقشة رواية فراشات الروحاني، للكاتب محمود الرحبي، وقدم الدكتور خالد البلوشي ورقة المناقشة بحضور القاص حمود الشكيلي محاورا. ولاقت الرواية استحسان الحضور وأثارت الكثير من التساؤلات لما تحمله من شخصيات متنوعة ذات أبعاد نفسية واجتماعية مختلفة، حيث إن تعدد هذه الشخصيات باختلاف سماتها يمنح القارئ فائدة مضاعفة لفهم الأبعاد والاختلافات بين الأفراد، كل حسب ثقافته وخلفيته الاجتماعية. والتنقل بين فصول الرواية بين أمكنة متعددة بما تحمله من سمات قام بوصفها الكاتب بكل دقة، مما أضفى نوعًا من العمق في أحداث الرواية.

وحلل الدكتور خالد الشخصيّة الرئيسية في الرواية، من البعد المنهجي والبعد الفنّي، استعان في ذلك بعلم النفس الفرويدي وفكرة التورية لتفسير أنماطها. وذكر أنّ الرواية تبدأ برمزية تكمن في الطفل، الروحاني الذي يسقط وهو يلاحق الفراشات، والمراوحة في السرد بين علاقة الأم بزوجها وبطفلها يشكل الخط السردي للرواية، فالفراشات تشير أيضا إلى النساء. وأضاف أنّ اللجوء إلى الروحانية هو هروب من الطفولة المقموعة، فيبغض الروحاني الأحلام لأنّها تعيده إلى ما كان يهرب منه ويطهر ذاكرته منه. وتابع: ما يهرب منه البطل هو عالمه الحقيقي، لو أقام علاقة سويّة مع الطرف الآخر لكانت حياته أكثر متعة، تتلاشى صور الماضي وحضور أمّه. والشخصية الروائية مضطربة تلجأ إلى العالم الروحي هربا من عالمها فهو لا عاشق ولا معالج ولا فاعل خير.

وأشار حمود الشكيلي إلى تقطيع الرواية إلى أربعة أجزاء متسائلا إلى أي مدى استطاعت الرواية أن تبدو نخبوية وجعلت شخصية الروحاني حيّة في ذهن القارئ؟ فأجاب الرحبي بأنّه جاء إلى الجلسة مستمعا، مشيرا إلى الفارق بين كتابة الرواية وصدورها، منوّها أنّ الناقد وضعه أمام أسئلة جديدة لم تخطر على باله، مضيفا أنّ الرواية تدور في محورين؛ الفقد.. فقد الأم والجودة.. والتعويض مع ظهور الفتاة، وتساءل: لماذا لم يتوقف الناقد مع قصر السراب والفتاة.. فهل هو طبيعة المنهج في ترسيخ شخصية البطل فقط؟

ورأت الكاتبة هدى حمد في مداخلتها أنّ الورقة النقدية ممتعة وعميقة على المستوى النفسي، وشعرت برواية مختلفة خاصة التقاطة الطفولة والفراشات والبحث عن منافذ أخرى للتفكير فيها، فيما اعتبر الكاتب محمد اليحيائي رواية محمود الرحبي جميلة، وعمل بذكاء فلا يوجد حضور للسارد العليم، لكنه رأى ثمة خلل كبير في تحديد الأمكنة، ورأى الكاتب سليمان المعمري أنه كان يمكن أن تكون شخصية سعيد هاشم شخصية لا تنسى في الرواية لكنها بقيت شخصية مستمعة لمن يعالجهم.

وأعلن مختبر السرديات عن تخصيص الجلسة المقبلة لقراءة المجموعة القصصية (الإشارة برتقالية الآن) للكاتبة هدى حمد، كما نوّه عن فعاليته الخارجية المقبلة والتي ستكون في البحرين مطلع نوفمبر المقبل، عارضًا على الساردين العمانيين المشاركة في هذه الفعالية.

تعليق عبر الفيس بوك