دراسة عمانية تبشر بمستقبل واعد في مجال تصنيع الأدوية الطبية الطبيعية

مسقط - الرؤية

توصلت دراسة بحثية واعدة في مجال التحليل الكيميائي والأحيائي للنباتات العمانية أجريت بتمويل من مجلس البحث العلمي إلى معلومات وتفاصيل جيدة تبشر بمستقبل جيّد في مجال استثمار والاستفادة من النباتات العمانية البرية وتفتح آفاقاً رحبة في مجال البحث وتصنيع المُركّبات العلاجية. وقد أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الباحث الدكتور جافيد حسين أستاذ مشارك ورئيس قسم كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى.

عملت الدراسة على اكتشاف الثروات الطبيعية بالسلطنة، وذلك بدراسة الجانب الدوائي للنباتات العمانية باستخدام التقنيات العلمية المتطورة، والعمل على فصل المركبات المكونة لهذه النباتات الطبية واكتشاف تركيبتها الكيميائية باستخدام أجهزة فصل متطورة وحساسة. إضافةً إلى فحص تأثيرها على مختلف الكائنات الحية الدقيقة كالفطريات والبكتيريا وفحص المركبات السامة في النبتة إن وجدت وشكل هذا المشروع نواة حقيقية لمركز أبحاث متخصص في النباتات الطبية العمانية في السلطنة بشكل عام وفي جامعة نزوى بشكل خاص.

وركزت الدراسة على اختيار أنواع معينة من النباتات الطبية العمانية لتحليلها وفصل مكوناتها الكميائية والتحقق من تراكيبها الكيميائية ومن ثم إجراء اختبارات الأحياء الدقيقة عليها وإجراء التجارب الطبية على هذه المكونات. كما ركز المشروع على تصنيع المركبات التي يتم فصلها والتي أثبتت فاعليتها الحيوية من أجل إنتاجها بكمية كبيرة يتم استخدامها مستقبلاً لأغراض صيدلانية، حيث يدخل هذا العمل ضمن الجهود الدولية لاكتشاف مركبات جديدة كبدائل للأدوية الموجودة أو لعلاج أمراض مستحدثة. وعن الدراسة قال الأستاذ محمد البرومي الباحث المساعد بالدراسة البحثية إنّ النباتات الطبيعية تلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان في غذائه ومسكنه وعلاجه، موضحاً تزايد الاهتمام بالنباتات الطبية في العالم المعاصر لما تحمله من بدائل مفيدة في الثورة الطبية، مؤكداً أنّ سلطنة عمان تتمتع بتنوع طبيعي حيوي في النباتات ذات التطبيقات الطبية، وبالرجوع الى استخدام النباتات الطبية العمانية في الطب التقليدي العماني، نجد الإنسان العماني ومنذ عقود من الزمن استخدم هذه النباتات لأهداف دوائية بطريقة تقليدية وبسيطة، آملاً أن يسهم مشروع الدراسة في إضافة اكتشافات جديدة في مجال الأدوية.

وحول آلية عمل الدراسة يقول الأستاذ محمد البرومي إن الفريق قام بفصل مئات المركبات من خلال استخدام مختلف المذيبات العضوية وأجهزة الفصل المتطورة وإنشاء قاعدة بيانات تسهل عمل الباحث بالرجوع لها في أي وقت، وفي الوقت الحالي تخضع هذه المركبات إلى دراسة مكثفة للخواص الإحيائية والانتقال من التجارب المخبرية إلى الواقع كتجربتها على برامج تفاعلية أو على أجهزة الحاسب الآلي كما أننا على مشارف إنهاء التجهيزات اللازمة لفتح مختبر يتم فيه تجربة المواد المستخلصة على الكائنات المخبرية.

ويؤكد الأستاذ محمد البروميبأن الفريق البحثي بالمشروع عمل على نشر العديد من الأوراق البحثية العلمية في مجلات بحثية دولية مرموقة، وأنه تمّ تقديم خمسة من المخطوطات الأولية لمجلات عالمية وتوفير العديد من الفرص لعمل مشاريع التخرج لطلاب السنة الأخيرة بجامعة نزوى وكذلك تعتبر المعلومات التي تم الحصول عليها من هذا المشروع معلومات قيمة وفتحت آفاقا جديدة في البحث وتصنيع المركبات العلاجية، إضافة إلى أن هذا المشروع أتاح الفرصة لتدريب الكوادر العمانية الشابة في الكيمياء والأحياء الدقيقة والطب ما أسهم بدوره في بناء الكادر الوطني المؤهل.

يذكر أن الفريق البحثي يتكون من مجموعة من الباحثين بجامعة نزوى مثل الدكتور جاويد حسين الباحث الرئيسي بالمشروع والبروفيسور أحمد الحراصي والأستاذ محمد البرومي، كما تم تدريب وتأهيل باحثين عمانيين وخلق علاقات دولية مع جامعات مختلفة على الصعيد الدولي بهدف تبادل الخبرات وإنشاء فرص تدريبية، ومن ثمرات المشروع ابتعاث باحثين عمانيين إلى سويسرا من أجل تدريبهم وتأهيلهم.

ويأمل البرومي في إنشاء قاعدة بيانات للمركبات المكتشفة يستطيع الباحث من خلالها التعرف عليها ودراستها دراسة أكثر تفصيلاً. إضافة إلى ذلك ستتم دراسة كل مركب على حدة وإمكانية إيجاد أغراض دوائية عن طريق دراسة المركبات الثانوية لهذه المركبات. كما ستتم إضافة نباتات عمانية أخرى لهذه القائمة ودراستها بشكل مكثف من جميع النواحي الكيميائية والعلاجية. بالإضافة إلى دعم الشباب وتعريفهم بأهمية النباتات العمانية في المجال الطبي ونشر الأوراق البحثية العلمية في مجلات عالمية ذات سمعة دولية.

تعليق عبر الفيس بوك