"الوطني للأعمال" يستعرض تجربتي "زوايا" و"مزون" ضمن مبادرة "ريوق" الشهرية

مسقط - الرؤية

استضاف المركز الوطني للأعمال، التابع للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، بقاعة مجان في ولاية صحار، أمس، حميد بن صالح المسلماني المؤسس والمدير التنفيذي لشركة زوايا للتصميم والاستشارات الهندسية، وأسماء بنت محمد الفطيسية مدير عام شركة مزون للاستثمارات العقارية، وذلك ضمن مبادرة "ريوق" الشهرية التي ترعاها الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وذلك للحديث عن تجربتهما في مجال ريادة الأعمال.

وبدأت الفعالية بعرض توضيحي حول حاضنة "ريادة"، التي انضمت مؤخراً لإدارة المركز الوطني للأعمال، قدّمه إسماعيل بن عامر الحجري باحث تسويق في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح الحجري أن حاضنات الأعمال هي مؤسسات تعمل على دعم المبادرين الذين تتوافر لهم الأفكار الطموحة والدراسة الاقتصادية السليمة، وبعض الموارد اللازمة لتحقيق طموحاتهم، أيضاً وهي المكان الأمثل الذي يشجع الشباب ممن لا يملكون الخبرة الكاملة لخوض تجربة العمل ولا يمتلك القدرة المادية. وأشار الحجري إلى أنّ تدشين حاضنات ريادة كان في 8 ديسمبر 2014، لتنضم إلى إدارة المركز الوطني للأعمال في مايو 2015 لتكون منصة رئيسية لتطوير ودعم رواد الأعمال في السلطنة. وبيّن الحجري أنّ الحاضنة تهدف إلى زيادة فرص نجاح المشاريع، وربط المؤسسات الصغيرة مع بعضها، والمساهمة الفاعلة في بناء اقتصادي وطني متماسك، وإيجاد منافذ تسويق متنوعة، بالإضافة إلى تعريف الجهات الاستثمارية بالإمكانات الحقيقية، وتحقيق مبدأ التنمية الاجتماعية من خلال التنمية الاقتصادية لأفراد المجتمع، وتقليص معدل الباحثين عن عمل، علاوة على دعم المهارات والإبداعات وتوفير بيئة ملائمة لنشأة المشاريع الصغيرة، والتشجيع على إيجاد مستثمرين غير تقليديين.

وأشار الحجري إلى أنّ الخدمات التي تقدمها حاضنة ريادة تنقسم إلى ثلاثة مجالات، وهي خدمات إستراتيجية تتمثل في - المساعدة في إعداد خطط العمل، وتقديم استشارات وإستراتيجيات تسويقية وتمويلية، وكيفية التسجيل في الملكيّة الفكريّة، بينما تتمثل الخدمات الإجرائية في الإجراءات التي تحتاجها المشاريع المحتضنة مثل المساعدة في توفير مصادر التمويل والتسويق والموارد البشرية، وشبكات الاتصال، وأية إجراءات تساعد المشاريع المحتضنة في بداية مراحل انطلاقها، بينما تكون الخدمات الأساسيّة عبارة عن توفير المكان المناسب والأثاث وخدمات الإنترنت والفاكس والهاتف وقاعات اجتماعات وغيرها، وبيّن الحجري أنّ شروط الاحتضان تتمثل في أن يكون المشروع ذا طابع إبداعي، وأن يجتاز مقدم الطلب مقابلة لجنة قبول طلبات الانتفاع بحاضنات الهيئة، وأن يكون مالك المؤسسة أو أحد الشركاء في الشركة عمانيين متفرّغين لإدارة المشروع تفرغًا كاملا على ألا يزيد عدد العاملين في الشركة عن أربعة موظفين من ضمنهم مقدم الطلب، وألا يكون مقدم الطلب مالكًا لمؤسسة أو شريكًا في شركة أخرى، وألا يكون مقدم الطلب منتفعًا أو سبق حصوله على الانتفاع من إحدى الحاضنات التابعة للجهات الحكوميّة الأخرى، بالإضافة إلى التزام صاحب العمل ببرنامج التدريب والتوجيه للحاضنة في حال قبوله، حيث يعتبر الطلب وتوقيع عقد الانتفاع لاغيا في حالة ثبوت مخالفة لأي من الشروط السابقة، وتستهدف هذه الحاضنات الرياديون ممن يملكون أفكاراً إبداعيّة مميزة، والمؤسسات والشركات الصغيرة أو الناشئة، الطلاب حديثي التخرج من الجامعات والكليات والمعاهد.

وبعد ذلك بدأ الحديث مع ضيوف الفعاليّة. وقال حميد المسلماني إنّه حصل على شهادة بكالوريوس هندسة مدنيّة في جامعة السلطان قابوس عام 1992 وشهادة ماجستير إدارة مشاريع في جامعة كاردف عام 1996، وبدأ مسيرته العملية بالعمل كمهندس ثمّ مدير لمنطقة نزوى الصناعية، كما عمل كمدير عام لشركة الكروم العمانية، ومن ثمّ كمدير إقليمي (الباطنة ومسندم والبريمي) في شركة عمانتل، وأيضًا مديرا عاما لشركة محاجر الباطنة، وفي عام 2009 قام بتأسيس مكتب زوايا للاستشارات الهندسيّة والتفرغ له في 2012. وأوضح المسلماني أنّ زوايا للتصميم والاستشارات الهندسية هي شركة متعددة التخصصات، ويقع المقر الرئيسي لها في ولاية صحم؛ حيث تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الاستشاريّة للمشاريع الهندسيّة، كما تعمل الشركة في إنشاء وتنفيذ مشاريع مفيدة وذكية، من خلال تقديم الدراسات والتصاميم وبناء المرافق التي يحتاجها المجتمع بطرق ذكيّة في مجالات عدة كالتعليم والصحّة وغيرها. وأشار المسلماني إلى أنّ الشركة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الهندسيّة في عمان والتي تشمل التصميم المعماري، الهندسة المدنية، الهندسة الإنشائية، الطرق، والبنية التحتية للنقل والجسور، بالإضافة إلى أنظمة المياه والصرف الصحي، والتخطيط العمراني، والتصميم الداخلي، وخدمات إدارة المشاريع.

من جهتها، قالت أسماء الفطيسية إنّها حصلت على شهادة بكالوريوس رياضيات تطبيقية من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن (2001)، وبدأت مسيرتها العملية بالعمل في قسم العلاقات العامة بشركة داود للتجارة من عام 2001 لعام 2004، كما عملت كمحاسبة بقرية الأثاث من عام 2004 لعام 2006، وعملت كمديرة حسابات بقرية الأثاث من عام 2006 لعام 2008. وأضافت الفطيسية أنّها بدأت بإدارة شركة مزون للاستثمارات العقارية كمدير عام، والتي تمّ تأسيسها في عام 2008، كما تملك الفطيسية شركة زلفى للتجارة والتي تُعني بخدمات ترميم وتنظيف المباني. وأوضحت الفطيسية أنّ أسرتها شجّعتها على الدخول في مجال ريادة الأعمال في بداية مسيرتها العمليّة ومؤكدة على أنّ المرأة قادرة على النجاح وتحقيق الإنجاز في مختلف المجالات والأعمال التي تسند إليها.

يشار إلى أنّ مبادرة ريوق الشهرية تجمع كوكبة من العقول الرائدة في مجال ريادة الأعمال من القطاعين العام والخاص ويتم خلالها تبادل الأفكار والخبرات، حيث نظمت المبادرة سلسلة من اللقاءات التي تهدف لتعزيز ودعم رواد الأعمال والمشاريع المحتضنة بالمركز، وفتح فرص التميز والبروز وتقديم الأفكار البناءة أمام الشركات الناشئة لتعزيز ريادة الأعمال في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ويتبنى المركز الوطني للأعمال هذه المبادرة التي قدمتها مجموعة من الشركات المحتضنة، وهي شركة إنجاز عمان وشركة قدرات وشركة رؤية شباب وشركة البوصافي للتصميم، وتأتي هذه المبادرة لترسيخ مساعي المركز الوطني للأعمال بالجوانب المتعلقة بدعم المشاريع المحتضنة ودعمها فنيًا واستشاريًا ولوجستيًا ولتطعيم جهود الشباب بالأفكار الجديدة في السوق المحلية العمانية وإشراك أصحاب الأعمال الذين يعتبرون قدوة لرواد الأعمال المبتدئين ليستفيدوا من أفكارهم وخبراتهم الطويلة في عالم الاقتصاد والأعمال عن طريق إيجاد جو من التواصل والاحتكاك المباشر لدفع عجلة أفكارهم ومشاريعهم كرواد أعمال في بداية طريقهم في الأعمال والمشاريع الخاصة.

ويسعى المركز من خلال "ريوق" إلى إطلاع رواد الأعمال المحتضنين من قبل المركز على أهم التطورات فيما يخص ريادة الأعمال والوقوف عليها لتكون القاعدة التي ينطلق منها هؤلاء الرواد لتطوير إمكانيّاتهم وأفكارهم، وكذلك طرح مقترحاتهم على أصحاب الخبرات والرواد في عالم الأعمال بالسلطنة للاستماع إلى وجهات نظرهم واكتساب النصائح التي تسهم في صقل هذه الأفكار قبل خروجها للنور.

وقامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية بتأسيس المركز وتدشينه عام 2013 ليكون منصة رئيسية لتطوير ودعم ريادة الأعمال في السلطنة من خلال خدماته التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، تتمثل في خدمة ما قبل الاحتضان، والتي تهدف إلى بث الوعي وتنمية فكرة المشروع، والمراجعة الدوريّة لمسودة المشروع، بالإضافة إلى دعم تخطيط الأعمال، أمّا خدمات فترة الاحتضان فتتمثل في تفعيل مخطط المشروع، وفتح قنوات تسويقية، وتطوير (المنتج/ الخدمة)، وصقل الشخصية (غرس الحس التجاري) إلى جانب صقل الشخصية (غرس الحس التجاري). أمّا مرحلة تسريع نمو الشركات فيسعى المركز من خلالها إلى تطوير نمو الشركات في السوق، وغرس التنافسية، والتركيز على الاستقرار الإداري والمالي، علاوة على ضمان حصص السوق المحلي، وتتلخص الأهداف العامة للمركز الوطني للأعمال في دعم المبادرات الابتكاريّة والإبداعيّة الفرديّة والجماعية وغرس مفهوم الريادة والمبادرة في المجتمع عامة والشباب بشكل خاص، وأيضًا زيادة فرصة نجاح المشاريع الجديدة، إلى جانب توفير بيئة ملائمة لنشأة المشاريع الصغيرة وحمايتها في مراحلها الأولى، وإيجاد جيل جديد من أصحاب وصاحبات الأعمال في قطاعات حيوية مختلفة، بالإضافة إلى دفع الشركات الناشئة للنمو والنجاح وذلك من خلال توفير الدعم المعنوي والإرشادي. ويقوم المركز بتقديم مجموعة من التسهيلات للشركات المحتضنة أبرزها توفير مكاتب مؤثثة بمساحات مختلفة وبأسعار إيجار رمزية شاملة تكاليف الصيانة والخدمات الأساسية إلى جانب أنظمة إلكترونية حديثة لإدارة المرافق، وتوفير خدمات الاتصالات والانترنت فائق السرعة وبأسعار رمزية وتقديم مساعدات فورية فيما يخص الخطط التسويقية، وإيجاد قنوات اتصال بين الشركات الموجودة بالبرنامج والخبراء الماليين والإداريين، وتنظيم دورات تدريبية مجانية في مواضيع تجارية مختلفة كإدارة المشاريع والإدارة المالية وغيرها، علاوة على توفير قاعات وغرف خاصة للمناقشات والاجتماعات الدورية.

تعليق عبر الفيس بوك