عمل الزوجين في مؤسسة واحدة.. فرصة لمزيد من التقارب أو باب إضافي للغيرة والخلاف

المقبالية: على الزوجين تدريب نفسيهما على الفصل بين العلاقة الشخصية ومصلحة العمل

الكحالية: تزيد من حساسية الزوجين تجاه الزملاء وتقلل من الفرص المتاحة لإبراز القدرات

باعقبه:العمل في موقع واحد يسهل وسائل الانتقال ويمنح الشعور بالاطمئنان على الشريك

الرؤية-خاص

تباينت الآراء حول أفضلية عمل الزوجين في مؤسسة واحدة ومدى تأثير علاقات العمل على استقرار الحياة الزوجية، وقدرة كل طرف على تقبل تعامل الطرف الآخر مع الزملاء في العمل دون شعور بالغيرة، حيث يراها البعض فرصة لمزيد من التقارب بين الزوجين بينما يرى آخرون أنها باب إضافي للمشكلات التي سرعان ما تنتقل من مكان العمل إلى المنزل.

وترى إيمان بنت حمد المقبالية، باحثة اجتماعية في لجنة التوفيق والمصالحة، بوزارة العدل، أن شكل العلاقة بين الزوجين اللذين يعملان في مؤسسة واحدة يجب أن يكون رسمياً وألا تطغى على تلك العلاقة المصالح الشخصية على مصلحة العمل، ونصحت الزوجين ألا يكونا في نفس المكتب، وألا يتشاركا نفس الزملاء؛ حتى يتركا لبعضيهما شيئا من الخصوصية المطلوبة في الحياة الزوجية، والتي تمنح الطرفين دافعا للاشتياق.

وتضيف المقبالية: على الزوجين أن يدربا نفسيهما على الفصل بين علاقتهما الشخصية وعلاقتهما في العمل، وألا تؤثر إحدى العلاقتين على الأخرى، وفي حال حدث بينهما أي خلاف أو سوء فهم، يجب عليهما التعامل مع المشكلة بموضوعية بعيدًا عن الرغبات الشخصية.وتشير المقبالية إلى إيجابيات عمل الزوجين في الوظيفة نفسها، ومنها التوافق الفكري الذي قد ينتج من تشارك الزوجين أمور المؤسسة نفسها؛ إذ إن العمل في مكان واحد يؤدي إلى تقريب الأفكار، ومشاركة نفس الاهتمامات والمواضيع. كما أن التشارك قد يسهل عملية التواصل بين الزوجين، فتكون علاقتهما ببعضهما علاقة مباشرة؛ إذ يمكن اعتبارها من أساسيات قوة العلاقة الزوجية وتعني مقدار تواجد الزوجين مع بعضهما.وتضيف أن من الإيجابيات الشعور بالاطمئنان، إذ إن كلا الزوجين يتواجدان في نفس المكان، فلا مجال للقلق على الآخر، كما أن تشجيع أحدهما للآخر من خلال الاطلاع على عمله من الإيجابيات التي يمكن الحصول عليها إذ عمل الزوجان في نفس المؤسسة.

وعن الجانب الآخر لنتائج تشارك الزوجين المؤسسة نفسها، تقول المقبالية: قد ينتج عن ذلك الغيرة؛ خاصة إذا كان أحدهما لا يتقبل وجود زملاء لشريكه من الجنس الآخر. كما أن المنافسة إذا كانت بصورة سلبية قدتؤثر على علاقتهما الزوجية، إضافة إلى الإرهاق؛ وأعني الاستمرار في الحديث عن الأعمال حتى خارج العمل.

وتباينت نظرة عدد من الشباب والفتيات حول قبول أورفضالعمل في المؤسسة التي يعمل بها الزوج أو الزوجة، حيث يقول محمد بن علي بن جمعة الإسماعيلي، طالب بجامعة السلطان قابوس: أفضل أن تكون زوجتي ربة بيت، بيد أنّه في كل الأحوال فإنّشخصيتي لا تقبلأن تكون معي زوجتي في نفس مؤسسة العمل.

وتوافقه الرأي نرجس ناصر سعيد الكحالية بقولها: لا أوافق أن يكون زوجي في نفس المؤسسة التى أعمل بها وذلك لعدة أسباب من بينها الحساسية التي قد تنشأ بيني وبين زوجي؛ بسبب طبيعة العمل التي تحتاج إلى احتكاك مع زملاء العمل بمختلف الجنسين، مما قد يجعل زوجي غير راضٍ، فتتولد الخلافات. كما لن أتمكن من أداء عملي على أكمل وجه ولن أتمكن من إبراز نفسي وإظهار قدراتي؛ لأنّ زوجي سيرفض ذلك بحكم أنني لست بحاجة إلى فعل ذلك.

أما إسراء بنت عبدالله بن أحمد باعقبه، طالبة بجامعة السلطان قابوس، فرأيها يمكن أن يحتمل إجابتين، حيث ترى أن وجود الزوج في نفس المؤسسة التي تعمل بها فيه تسهيل من ناحية المواصلات، كما أن وجود الزوج في المؤسسة نفسها بمثابة محرم، خاصة إذا تطلبت الوظيفة التي تعمل بها السفر لمهمة عمل خارج حدود العمل، فوجود الزوج مهم. وعلى الجانب الآخر تقول إن مجال العمل الذي يجمع الزوجين في نفس المؤسسة قد يفتح المجال للغيرة بين الزوجين؛ نتيجة تعاملهما مع زملائهما في العمل. كما من المحتمل أن يخلط الزوجان بين العمل والحياة الشخصية المنزلية، فليس بمقدرة الجميع أن يفصل بين الجانبين.

وتقول وفاء سيف محمد المعمرية، طالبة جامعية، إنها لا تفضل أن يكون مكان عمل الزوج هو نفسهمكان عمل الزوجة، حتى إذا ظن الزوجان أنهما لا يحبذان الابتعاد لساعات كثيرة عن بعضهما، لأن أسباب الخلاف لن تنتهي وستسبب التنافر على المدى البعيد، وعلى سبيل المثال يشعر الزوج بالغيرةتجاه زوجته إن اجتمعت في مكتب واحد مع رجال غيره وهو في نفس مكان العمل ولكنه في قسم آخر، فهذا أحد الأسباب التي قد تنشئ خلافات بين الزوجين تعود بنتائج سلبية، كما يمكنأن يكون الزوج مدير قسم ما، فيجد نفسه يمنح الأولوية لزوجته في أن تحصل على الترقيةحتى وإن كان غيرها مؤهل أكثر منها، إضافة إلى أن اختلاف مجالي العمل بين الزوجين يوسع مدارك المعرفة وسبلها، فيفيد كل طرف الآخر في مجاله.

وتقول شيماء بنت بشيرالمعمري: لا أفضل العمل في نفس المؤسسة التي يعمل بها زوجي، ولا أفضل العمل في نفس الوظيفة التي يعمل بها، لأنني أرى أن كل جنس له وظيفة تناسبه؛ في ظل التباين بين صفات شخصية الرجل وشخصية المرأة التي يجب مراعاتها والانتباه إليها عند تحليل الشخصيات أو التعرف عليها، سواء كان ذلك في الإحساس أو السلوك أو حتى في طريقة التفكير، كما أوضحت بعضالدراسات أن هناك فروقاً بين شخصيتي الرجل والمرأة في أمور عدة، مثلالمناصب والترقيات في العمل، إذ نجد الرجل يهتم عادة في عمله بالترقيات والمناصب العليا وكيفية الوصول إليها،على عكس المرأة التي لا تهتم كثيراً بذلك بقدر ما تهتم بتكوين الصداقات بينها وبين زميلاتها في العمل؛ مما يقوي بينهن روح التعاون ومن ثم تقديم نتائج أفضل، كما أن معظم النساء لا يتقبلن الانتقادات أبداً، بل إن لديهن حساسية مفرطة من أيّ تعليق أو أيّ انتقاد يوجّه إليهن، على عكس الرجل الذي غالباً ما تكون (روحه رياضية) نظراً لأنه يعد أكثر تقبلاً للنقد من المرأة.

ويرى محمد الصبحي أن الزواج من فتاة تعمل في نفس المؤسسة التي يعمل بها يفتح المجال بشكل أكبر لتكوين ثقة ومصداقية في العلاقة الشخصية بينهما، كما أن بيئة عمل الزوجة سواء كانت نفس المؤسسة التي يعمل بها أم لا تحتم عليها التعامل مع الجنسين في المكان الذي تعمل فيه؛ كما أن العمل في ذات المؤسسة يوفر الوقت والجهد والمال؛ إذ إن النقل يكون مشتركاوالطريق واحدة والمؤسسة واحدة وهذا ما يسهل على الزوج عملية التوصيل.

ويوافقه الرأي محمد الشمري، حيث يرى أن عمل المرأة سواء في المؤسسة التي يعمل بها الزوج أو غيرها لا يمكن أن يخضع لتحكم الرجل، لأن المرأة لو أعطيت المجال لتبدع؛ فإنها تقدم كل ما لديها لتخدم وظيفتها؛ وكل ذلك من أجل أن ترتقي بنفسها.

ويضيف الشمري أنه لا يعارض عمل زوجته في المؤسسة التي يعمل بها، خاصة إذا درست التخصص نفسه، والمهم هو إيجاد فرص لنفسها لتثبت ذاتها، والتصرف معه ومع الموظفين بموضوعية، حتى لا يفتح مجال للغيرة.

وعن الغيرة، يقول حاتم المعمري إن عمل الزوجين في نفس المؤسسة قد يفتح بابا للغيرة والرغبة في التحكم بالطرف الآخر من ناحية الزملاء ومع من يجب أن يتحدث، وهو ما يهدد استقرار الحياة الزوجية، خاصة وأن المشاكل التي تقع في العمل ستنتقل إلى المنزل وتثير نزاعات بينهما، لذا يرى أن على الزوجين العمل في مؤسسات مختلفة ما داما غير قادرين على التحكم بمشاعرهما، كما أن ذلك سيتيح فرصة لاشتياق كل واحد منهما للآخر.

تعليق عبر الفيس بوك