دورة "مشاريع الطاقة المتجددة" بإبراء تستعرض النظام الهجين الذكي وضوابط الملكية الفكرية

إبراء - بدر الحبسي - سميرة الجابريَّة

استعرضتْ الدَّورة التدريبيَّة التخصُّصية في تصميم وتركيب مشاريع الطاقة المتجددة الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح والشبكات الذكية -في يومها الرابع- بمركز الاستكشاف العلمي بتعليمية شمال الشرقية في محافظة شمال الشرقية، النظامَ الهجين الذكي، وأساسيات الملكية الفكرية، وسط تفاعل كبير من جانب المشاركين في التجارب العملية المنفذة من قبل شركة نفاذ للطاقة المتجددة، المشرفة على تنفيذ الدورة التدريبية، والتي يُشارك فيها 100 مبتكر عماني من طلاب الكليات والجامعات المجيدين والمبتكرين بالسلطنة من الجنسين.. وتأتي الدورة ضمن برامج جائزة الرؤية لمبادرات الشباب للعام 2015، وبدعم من شركة أوكسيدنتال عمان، وتختتم أعمالها اليوم.

وقالتْ أسماء البلوشيَّة من شركة نفاذ للطاقة المتجددة -المنفِّذة للدورة- إنَّ الدورة شهدتْ في اليوم الرابع استعراضَ النظام الهجين الذكي المرتبط بالشبكة، والذي يتكوَّن من خلايا شمسية وتوربينات الرياح والبطاريات ومحول مربوط بالشبكة؛ حيث إنَّ النظام يحافظ دائما على أن تكون البطاريات مُمتلئة بالطاقة؛ وذلك بشحنها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والفائض من الطاقة يتم إعادته إلى الشبكة، وفي حال عدم توافر الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح يتم الاستعانة بشبكة الكهرباء، وفي حالة انقطاع المصادر الثلاثة للطاقة الشمسية والرياح وشبكة الكهرباء يتم أخذ الطاقة من البطاريات، وهذا يضمن استمرارية توافر الكهرباء.

وأضافتْ البلوشية بأنَّه من الممكن استخدام هذا النظام في الأماكن الحساسة؛ مثل: المستشفيات؛ لضمان استمرارية توافر الكهرباء، كما أعدَّت شركة نفاذ للطاقة النظام؛ بحيث يمكن التحكم فيه وأخذ القراءات عن بُعد.

واستعرضتْ شيخة بنت ناصر الأخزمية رئيسة قسم الملكية الفكرية بدائرة الابتكار وريادة الأعمال بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل حول الملكية الفكرية والبحث في قواعد براءات الاختراع؛ تعرَّف من خلالها المشاركون على الملكية الفكرية وأساسياتها، وكيفية الحصول عليها من الابتكارات والاختراعات العلمية، والتعريف بأهمية براءات الاختراع ودورها في تشجيع الابتكارات العلمية.

وقال المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة: إنَّ الدورة التدريبية بدأتْ طرح مقدمة عن الطاقات المتجددة والطاقات البديلة وتعريفها ومفهومها، والتعريف بالدوائر الكهربائية وطرح توصيلها، ومن بعدها تناول موضوع الألواح الشمسية وآليات عملها والعوامل المؤثرة عليها وعلى كفاءتها، ومن ثم الانتقال إلى التجارب العملية من خلال تنفيذ عدد من التجارب والمشاريع المتعلقة بالخلايا الشمسية والتربوينات والشبكات الذكية، والتطرق إلى طاقة الرياح وحساب الطاقات الشمسية وإنتاج الطاقة وتوظيف البرامج العالمية في الحسابات الرقمية بهذا المجال، إضافة إلى التطرُّق إلى موضوع الشبكات الذكية؛ حيث إنَّ نجاح مشاريع الطاقة المتجددة مرتبط بكفاءة الشبكات الذكية؛ لأنَّ الهدف العام هو إيجاد منظومة بين مشاريع الطاقة القديمة والمتجددة، وربطها مع بعض. وفي نهاية الدورة، سيتم استعراض مشاريع المشاركين، وكذلك التعرف على أفكارهم التي خرجوا بها في أيام الدورة، وعرض كذلك بعض التجارب والمشاريع العالمية في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى جلسة العصف الذهني لإيجاد حلول وخطط إستراتيجية للتغلب على تحديات الطاقة المتجددة بالسلطنة، وهذا ما نتوقع الخروج به في نهاية الدورة.

وأضاف السعيدي بأنَّ أفكار المشاركين تتجدَّد مع مواضيع الدورة يوميًّا؛ حيث إنَّ تناول التحديات التي تواجه مشاريع الطاقة المتجددة بالسلطنة والبحث عن حلول لها أبرز ما تم التطرق إليه من قبلهم؛ لذلك أرى أنَّ الطريقة الأنسب لكسب المعلومة الصحيحة وصقل المهارات العلمية لهم من هذه الأساسيات وهذه الطريقة المناسبة للابتكار هو طرح المشكلة والبحث عن الحل المناسب وحقيقة لدى المشاركين أفكار رائعة لمجموعة من المشاريع التي ممكن تطبيقها في السلطنة لما تتمتع به السلطنة من بيئات تساعد على إيجاد جملة من مشاريع الطاقة المتجددة وفي مجالات مختلفة وعلى نطاقات واسعة.. مشيرا إلى أنَّ هناك مجموعة من المشاركين متميزين في الأفكار والطرح وهو ما يساعد في نجاح الدورة التدريبية وأتوقع أن تكون المخرجات جيدة بالمشاركة الفاعلة في مواضيع وبرامج الدورة.

وأكد السعيدي تفاعل المشاركين بشكل كبير خلال الدورة -خاصة المشاركين الذين يعرفون أساسيات الطاقة المتجددة- ومن خلال الجوانب النظرية والعلمية والتجارب التي شارك بها الجميع وهو ما ساعد على توصيل المعلومة الصحيحة والهامة للمشاركين.. مشيرا إلى أنَّ المشاركين بلغ عددهم 100 مشارك، وكانت البداية معهم بالأساسيات لأنَّ الصعوبة في مثل هذه الدورات القصيرة على مدى خمسة أيام تكمُن في توصيل الكم الهائل من المعلومات في وقت قصير، لكن تجاوبهم وتفاعلهم ساهم في التأقلم مع مواضيع الدورة التي تتنوع من يوم لآخر؛ لذا أتوقع أن يخرج المشاركون باستفادة كبيرة من المواضيع المتعلقة بالطاقة المتجددة في هذه الدورة التدريبية.

وأكَّد المهندس عبدالله السعدي أنَّ شركة نفاذ للطاقة المتجددة تبحث عن المجيدين من المبتكرين وهو مكسب لنا، خاصة وأنَّ الدورة التدريبية الحالية تضم مشاركين من مختلف محافظات السلطنة؛ فنسعى للاستفادة من أفكارهم ومبادراتهم حتى تتبنى الشركة جملة من هذه الطاقات الشابة مضيفا أن الشركة تتطور منذ إنشائها قبل ثلاث سنوات، وتملك مجموعة من المشاريع. وكان من أولويات أهدافنا البحث والتطوير؛ لذا أوجدنا قسما خاصا للبحث والتطوير باعتبار القطاع في حاجة ماسة إلى البحث والتطوير والدراسات المتنوعة خاصة في السلطنة؛ لذا من أهدافنا كشركة في الدورة التدريبية الحالية كسب أفراد متميزين بأفكارهم لضمهم إلى مجموعة الأفراد بالشركة حتى يكون التميز لهم كمبتكرين من جهة وللشركة والعاملين بها من جهة أخرى.

وأشار السعيدي إلى أنَّ الدورة التدريبية بحاجة إلى وقت أطول؛ لأنَّ خمسة أيام لا تكفي للتطرق إلى تفاصيل متنوعة عن الطاقة المتجددة؛ لذا أرى أنَّ أسبوعين مدة كافية لتناول كل ما يتطلب تناوله في هذه الدورات التدريبية المتعلقة بالطاقة المتجددة، كما أرى أنَّ البدء بطرح المواد النظرية على المشاركين قبل انطلاقة الدورة أفضل حتى تتكون فكرة لدى المشاركين والدخول مباشرة إلى الجانب العملي واستغلال الوقت في أكبر عدد من التجارب والمشاريع العملية؛ باعتبار أنَّ البعض لديهم فكرة عن مشاريع ومجالات الطاقات المتجددة وعند البدء بالجوانب النظرية في دورية ثرية وعميقة في هذا المجال يخلق بعض الملل لدى المشاركين والصعوبة في استوعاب البرنامج والدورة.

وتوجَّه المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة، بالشكر إلى كلِّ من ساهم في إيجاد وإنجاح الدورة التدريبية بداية من جريدة "الرؤية" -متمثلة في جائزة مبادرات الشباب لعام 2015- وشركة أوكسيدنتال عمان، ومركز الاستكشاف العلمي بتعليمية شمال الشرقية، والشكر موصول إلى أعضاء شركة نفاذ المساهمين في تنفيذ الدورة، وكذلك الشكر للمشاركين من طلاب الكليات والجامعات والمبتكرين من مختلف محافظات السلطنة.

وقالت منال بنت مُحمَّد الخروصية -إحدى المشاركات بمجموعة سفراء الفكر- "استمرت الجهود في مركز الاستكشاف العلمي بتقديم إحدى المشاريع التابعة لشركة نفاذ للطاقة التي أوضحتْ فيه شرحًا وافيا لطريقة عمله ليساعد المبتكرين على إكمال ابتكاراتهم على النحو الصحيح، وقد حضر أعضاء من الفريق الوطني للمواهب والابتكار لحصر أسماء المشاركين ومن لديه براءة اختراع وملكيات فكرية، والذي ساعد على توسع ثقافة المشتركين بفضل ما قدمته الاستاذة شيخة الأخزمية حول الشروط اللازمة للحصول على براءات اختراع ومجالاتها إلى جانب بعض البرامج التي تساعد المخترعين على تصنيف مشاريعهم".

وذكرتْ الخروصية أنَّ الدورة بمثابة الحافز لكل المبدعين والمبتكرين من جميع الجامعات والكليات لإبراز مواهبهم الابتكارية والاستفادة من المختصين والمدربين في مجال الطاقة. وعلى الرغم من أنَّ تخصصي بعيد عن هذا المجال، إلا أنَّني شاركت في أهدافها المثرية التي تصنع فكرا ملازما لاستغلال الطاقات المتجددة التي تتمتع بها السلطنة.

وقال محمد بن عبدالله الرئيسي من مجموعة الجودة: إنَّ الدورة التدريبية في يومها الرابع أظهرتْ طاقات إبداعية لكل مشترك بما قدمته شركة نفاذ للطاقة في مشروعها الذي يعمل على ربط الشبكات الذكية، وربط عدة أجهزة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المحلية لاستخدامها في أماكن بحاجة دائمة إلى الكهرباء، وكذلك علمنا أهمية الحقوق الفكرية وبراءات اختراع وأهميتها.

وأوضح الرئيسي أنَّ أهمية الدورة التدريبية ترجع إلى تضمنها البرامج العلمية النظرية والعملية، إلى جانب فرصة التعرف على خبرات بعض المبتكرين والاستفادة من المختصين مدربي الشركة المنفذة، والتأكيد على ضرورة حصول المبتكر على الملكية الفكرية وبرءاة الاختراع.

تعليق عبر الفيس بوك