نحو سياحة مستدامة في ظفار

سيف سالم المعمري

saif5900@gmail.com

تشهد محافظة ظفار خلال موسم الخريف من كل عام توافد السياح من داخل السلطنة ومن دول مجلس التعاون الخليجي حيث يستمتع السائحون وأسرهم بقضاء إجازاتهم في أجواء خريفية مصحوبة بتساقط الرذاذ والاستمتاع بالغطاء الأخضر الذي تكتسي به سهول وجبال المحافظة خلال الموسم والذي يمتد فلكياً من الحادي والعشرين من يونيو وحتى الحادي والعشرين من سبتمبر.

وتشهد المحافظة تنامياً ملحوظاً في المرافق والخدمات السياحية عاماً بعد عام وهي جهود مقدرة من قبل الجهات المعنية لتحفيز السياح بالاستمتاع بأجواء المحافظة الاستثنائية، لكن لا تزال المحافظة بحاجة إلى مزيد من المنشآت الفندقية والمراكز الترفيهية والتي يُمكن أن يستفاد منها لاستدامة السياحة بالمحافظة طوال العام.

وقد جاء افتتاح مطار صلالة الجديدة في يونيو الماضي ليضيف أهمية كبيرة للنشاط السياحي للمحافظة وتقديم خدمات متطورة للسياح القادمين إلى المحافظة عبر الجو، وفي الجانب الآخر هناك حاجة ملحة لتسريع ازدواجية طريق أدم - ثمريت نظرًا لكون معظم زوار المحافظة يصلون إليها عبر الطريق الذي لا يزال يشكل تحدياً للسياحة بالمحافظة نظرًا لكثرة الحوادث التي تحدث فيه كل عام والتي يذهب فيه العديد من الأرواح، وإن كانت وزارة النقل والاتصالات تبذل جهودا مقدرة في تطوير قطاع النقل بالسلطنة حيث وقعت الوزارة مؤخرًا اتفاقيتين لازدواجية طريق أدم - ثمريت لمسافة 245 كيلومترا وبتكلفة إجمالي تقدر بأكثر من 200 مليون ريال عُماني ويؤمل الانتهاء من تنفيذ المشروع منتصف عام 2018م، لكن الطريق لا يزال بحاجة إلى تسريع إسناد اتفاقيات ازدواجية المسافات المتبقية والتي تزيد عن 500 كيلومتر.

كما أصبح من الأهمية أن يتم العمل على ازدواجية طريق عبري - تنعم - عويفية بطول 118 كيلومترا والذي يسلكه معظم السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ومن محافظات البريمي والظاهرة والداخلية وشمال وجنوب الباطنة، حيث تتضاعف خطورة الطريق نسبة لمرور الكثير من الشاحنات والقاطرات التي تعبره إلى محافظة ظفار وإلى مناطق الامتياز وحقول النفط التي يمر عليها الطريق.

كما أن السياحة بالمحافظة بحاجة إلى إعادة نظر بجميع الخدمات التي تقدم للسائح وخاصة ما يتعلق بالمطاعم والمقاهي والباعة المتجولين، مع الأخذ في الاعتبار أنه في موسم خريف العام الماضي ضبطت إدارة حماية المستهلك بمحافظة ظفار تجاوزات كبيرة جدًا للعمالة الوافدة في إعداد وبيع حلويات الأطفال وأخرى في بيع الكمم العُمانية المستعملة وأثناء زيارتي لعين دربات لموسم الخريف في العام الماضي توجهت لأحد الباعة بأحد الأكشاك لشرب شاي الكرك وأثناء حديثي معه تبين لي أنه يعمل في محل لتصليح أجهزة التكييف في صناعية ولاية مرباط وأنه يقوم ببيع شاي الكرك والذرة وحلويات الأطفال في موسم الخريف، وتساءلت في حينه كيف يتم السماح لعامل وافد بتقديم المأكولات والمشروبات للسياح ومهنته الأصلية فني تصليح أجهزة تكييف.

أما فيما يتعلق بالبرامج والأنشطة الترفيهية التي تقام بمركز البلدية الترفيهي فمعظمها لا يلبي ذائقة الزوار خاصة وأنّ معظم الأركان بمركز البلدية هي للمؤسسات الحكومية والخاصة التي تقوم بتعريف الزوار عن خدماتها ورسالتها، ولو كان زوار المركز يقتصرون على العُمانيين فلا بأس أن يكون المجال متاحاً للاستفسار عن الخدمات الحكومية ولكن هل الزوار والسياح القادمون من خارج السلطنة تعنيهم تلك الأركان في مركز البلدية الترفيهي، لذا على اللجنة الرئيسية لمهرجان صلالة السياحي أن تعيد النظر في الفعاليات والبرامج التي تقام في موسم الخريف وأن تتوزع مواقع الفعاليات وتتنوع مجالاتها واهتماماتها وأن يكون هناك تجديد في تلك البرامج عامًا بعد عام.

حيث يجب أن يتم توزيع البرامج الترفيهية خلال موسم الخريف في معظم المواقع السياحية بالمحافظة وألا تقتصر الفعاليات على مركز البلدية الترفيهي بمدينة صلالة بل يتم توزيعها على مواقع مختلفة وعند العيون المائية حيث يتوافد زوار المحافظة عليها وفي السهول والجبال الخضراء بالمحافظة، وفي الشواطئ الجميلة كشاطئ المغسيل ومرباط مثلا، كما يجب استحداث فعاليات ومسابقات رياضية متنوعة وكذلك الأنشطة والمسابقات الترفيهية.

وعلى جميع الجهات المعنية كمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار ووزارة السياحة واللجنة الرئيسية لمهرجان صلالة وغيرها من المؤسسات أن تضع خطة واضحة للبرامج السياحية بالمحافظة وألا تقتصر السياحة في المحافظة على موسم الخريف، وأن يتم وضع خارطة طريق للسياحة المستدامة في محافظة ظفار.

تعليق عبر الفيس بوك