4 تجارب عملية في اليوم الثالث لدورة مشاريع الطاقة المتجددة بمركز الاستكشاف بإبراء

◄ الجابري: المشاركون يتعرَّفون على خصائص الخلايا الشمسية وكيفية التوصيل

◄ الصبحي: "نفاذ" تضم طاقات شبابية عمانية نفخر بالتعاون معهم في الدورة التخصصية

شهدتْ الدَّورة التدريبيَّة التخصصيَّة في تصميم وتركيب مشاريع الطاقة المتجدِّدة "الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح والشبكات الذكية"، في يومها الثالث بمركز الاستكشاف العلمي بولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية، تفاعلا واسعا من جانب المشاركين في التجارب العملية المنفذة من قبل شركة "نفاذ للطاقة المتجددة" المشرفة على تنفيذ الدورة التدريبية التي يُشارك فيها 100 مبتكر عُماني من طلاب الكليات والجامعات المجيدين (من الجنسين)؛ وذلك ضمن مبادرات جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب للعام 2015، وبدعم من شركة "أوكسيدنتال عمان".

وحَوْل برنامج اليوم الثالث، قال ناصر بن سيف الجابري من الشركة المنفذة: إنَّ البرنامج كان ثريا وممتعا، واشتمل على تنفيذ أربع تجارب عملية؛ حيث قام المشاركون خلال التجربة الأولى والخاصة بالنظام غير المربوط بالشبكة بتصميم توصيلة النظام، وتعرفوا على الأدوات التي يحتاج لها النظام الذي يحتوي على خلية شمسية ومتحكم ومحول وبطارية تخزين، وبعض الأحمال الكهربائية؛ مثل: المصابيح والمراوح، وتمكنت المجموعات المشاركة من التوصيل الصحيح للنظام، وتعرفوا على السلبيات التي مُمكن أن تؤثر في النظام.

إبراء - بَدْر الحبسي - سميرة الجابريَّة

وعن التجربة الثانية، قال الجابري: إنَّها كانت حول خصائص الخلايا الشمسية ومشكلة الظل، وتعرَّف المشاركون على التأثر الذي يحدثه الظل على الخلايا الشمسية إذا ما تعرضَّت لظل، وتعرفوا على كيفية تجنب هذه المشكلة؛ من خلال تجربة نوعين من الخلايا وقياس الخلية، والتعرف على تأثير الظل على الخليتين باستخدام مقاسات مختلفة. أما التجربة الثالثة لهذه اليوم، فكانت عن تسخين المياه بالطاقة الشمسية؛ حيث تمَّ وضع كمية من المياه في أنبوب السخان وتعريضه للشمس، وأخذ القراءات بين فترات زمنية مختلفة، وتسجيل درجات الحرارة بين الحين والآخر؛ حيث لاحظ المشاركون تغيُّر درجات الحرارة بتأثير أشعة الشمس.. مشيرا إلى أنَّ التجربة الرابعة والأخيرة في برنامج اليوم الثالث كانت حول توصيل الخلايا الشمسية على التوالي والتوازي، والتعرف على القراءات في النظاميْن، إضافة إلى توصيل أنواع متنوعة من الخلايا؛ حيث تعرفوا على التغيير على خصائص الخلايا في حالة التوصيل بالتوالي أو التوازي.

وقال المبتكر العماني سلطان الصبحي -عن تجربته في الالتحاق بالدورة: تعرَّفتُ على الدورة التدريبية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والتحقتُ بها رغبة مني في اكتساب المعرفة بمجال الطاقة الشمسية التي أجهلها كثيرا، والسلطنة دولة بها طاقة شمسية كبيرة غير مستغلة وواجبنا كشباب يعشقون الابتكار تعزيز هذه الطاقة والاستفادة منها، وهذه فرصة ليكون هناك مصدر آخر للطاقة. وتنفذ الدورة "شركة نفاذ للطاقة" التي تضم طاقات شبابية عمانية ونحن فخورون بهم كعمانيين متخصصين بمجال الطاقة الشمسية وعلينا استغلال جميع فرص مشاركتنا معهم لتطوير المهارات الابتكارية؛ فمن خلال برامجهم تعرفت على أنواع التوصيل والألواح، وطرق التوصيل والتصنيع من خلال الخلايا الشمسية، وندرك جميعا أن الشاب العماني لديه القدرات والميزات لاستغلال الطاقة الشمسية الموجودة. وأضاف بأنَّ المبتكر الناجح هو من يبتكر فكرة نادرة وجديدة غير مكلفة ويكون على اطلاع واسع على العلوم الجديدة.

وقال أعضاء إحدى المجموعات المشاركة في الدورة وتحمل اسم (Hydraom): إنَّ الدورة تجمع المبتكرين في موقع واحد؛ حتى أصبحتْ ملتقى علميًّا متخصصًا ثريًا بالابتكارات، كما أنَّ الدورة ثمنية بما تحمله من برامج تدريبية عملية، والتحقنا بهذه الدورة لمناقشة أفكار متعلقة بالطاقة الشمسية وعرض مشاريعنا، وليكون الموقع مرجعا لمحبي الابتكارات الذين لم تسمح لهم الفرصة للاشتراك بالدورة. كما أنَّ دورة 100 مبتكر عماني التي تنفذها شركة "نفاذ للطاقة" تأتي استكمالا لمعلوماتنا في مجال الطاقة الشمسية ومن توصيل الخلايا الشمسية وتصميم الأنظمة المعتمدة على الألواح واستخدامها، وتوصيلها في مشاريع جديدة متعلقة بالطاقة، ومعرفة أنواع البطاريات المستخدمة في الشبكة وأنواع التيارات كالتيار المتردد والثابت التي قد تفيدنا في التخطيط بتجارب تربط الطاقة الشمسية مع الإلكترونيات. وللدورة رُؤية بعيدة المدى وهي أساس قوي للنهوض بابتكارات فريدة وجديدة تنشر الوعي بين الشباب لتحويل الطاقة المتجددة كطاقة اقتصادية ممكن الاعتماد عليها بديلا عن النفط.

وقالت زينب بنت حميد الزيدية: إنَّ الدورة بمثابة كنز لكل المهتمين بالطاقات المتجددة؛ فهي تُثري الجانب المعرفي وتوسع مدارك الفكر، وتحفز على الابداع والابتكار؛ وذلك بدوره يدعم الجانب الاقتصادي وهو ما سيؤدي مستقبلا إلى خلق بيئة مستدامة، والأفكار التي خرجت بها مجموعات الطلاب والذين بدورهم يسعون لتطبيقها هي ما سنراه واقعا ملموسا في الغد القريب إن شاء الله، وهو ما سيجعل عماننا دولة تنافس على الريادة في مجالات الطاقة المتجددة، وهذه الدورة شملتْ نخبة من المبتكرين ليكونوا سفراء في مجتماعاتهم لنشر ثقافة الطاقات المتجددة، ويساهموا بدعم وتشجيع وابتكار كل ما يخص الطاقات البديلة.

وعن أهداف الدورة، قالت إنها أهداف كفيلة لتحقيق نقلة نوعية وجذب اهتمام الشباب واستغلال ما حولهم من طاقات بديلة، كما تُسهم في تدريب وتطوير مهارات المشاركين من خلال الأنشطة العملية التي يتضمنها البرنامج التدريبي للدورة، ولعل من أهم أهدافها التفكير خارج الصندوق للخروج بأفكار إبداعية خلاقة تساهم في خلق بيئة مستدامة ذات جدوى اقتصادية، وهو ما يتضح من خلال المناقشات اليومية التي تثري المشاركين وتساهم في تنوير عقولهم.

وعن صعوبات الدورة، قالت: إنَّ المنظمين والقائمين على الدورة يسَّروا لنا كلَّ السبل لخلق بيئة تشجع المشترك على الخروج من هذه الدورة بمعارف غزيرة، ولم تكن هناك صعوبات حقيقية فيما يتعلق بالتنظيم حيث بذل الكثير من أجل كل المشاركين، ولا يزال يُبذل، وهناك عمل متواصل لضمان راحة المشاركين.

وقال زكي بن سعيد الهاشمي: إنَّ الدورة رائعة ومفيدة وممتعة بنفس الوقت، وتتسم بمرونة الحديث بين المحاضرين والمشاركين، فضلا عن اجتهاد المحاضرين لإثراء المعلومات القيمة؛ حيث تلقينا فى البداية أساسيات الكهرباء وأنواع الطاقات المتجددة وإيجابياتها وسلبياتها والتصميم المناسب لمحطات الخلايا الشمسية؛ من حيث نوعية التوصيل وطريقته بالشبكة المحلية أو الشبكة المستقلة بالمكان المراد تغذيته بالطاقة الكهربائية المنتجة من الطاقة الشمسية وأنواع البطاريات المستخدمة ودرجة انحناء سطح الخلايا الشمسية. وعلاوة على ذلك، قام المحاضرون بتوضيح الجانب العملي لترسيخ المادة العلمية التي اكتسبناها.. وأضاف الهاشمي: ركَّزتْ الدورة على علم الطاقات المتجددة وبالتحديد الطاقة الكهربائيه المنتجة من الاشعة الشمسية، وقد كان هدفي الأسمى تعلم أساسيات هذا المجال وإثراء مجتمعنا بحلول نستخدم بها الطاقة المتجددة على غرار الطاقة غير المتجددة؛ حيث قامت الجهة المنفذة (نفاذ لطاقة) بشرح كل الجوانب المتعلقة بمشروعات الطاقة المتجددة.

وأكَّد الهاشمي أنَّ الاستفادة من الدورة كبيرة جدًّا؛ حيث وزعت الجهة المنفذة المشاركين على مجموعات، وضمَّت مجموعتنا خريجي كلية التقنية العليا من قسم الهندسة، تخصص الهندسة الميكانيكية باسم فريق الميكانيك، ومن منطلق العمل الجماعي يثري أعضاء الفريق أكثر من العمل الفردي، وتفعيل التمارين والمسابقات العلمية التي لها دور في ترسيخ المعلومة.. مشيرا إلى قيام الفريق بتوصيل ألواح الخلايا الشمسية بالبطاريات لتشغيل بعض المصابيح كتجربة عملية كما تعرفنا على السخان الشمسي وأهميته في التقليل من استخدام الطاقة الكهربائية في تسخين المياه فى المنازل وسهولة تصنعيه؛ حيث يتكون فقط من مادتي الزجاج وشريط حراري شمسي كي تزيد من حرارة المياه داخل الأنبوب الزجاجي في وقت قياسي، وبلغ وقت التسخين في مدة خمس دقائق من 23 الى 39 درجة مئوية، وتعتبر هذه الزيادة -نوعا ما- كافية للاستخدام في المنازل. واختتم الهاشمي بقوله: استفدنا كفريق معلومات ثمينة إلى جانب تبادل الآراء والتعارف بين مختلف المبتكرين الجامعيين، ونوجِّه خالص الشكر للقائمين على الدورة المتمثلة في مركز الاستكشاف العلمي، ومؤسسة نفاذ لطاقة، وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة.

تعليق عبر الفيس بوك