أكاديمي بريطاني يستعرض تطبيقات أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة في محاضرة بـ"البحث العلمي"

مسقط - الرؤية

استضاف مجلس البحث العلمي الدكتور لوكاس بوننبرج كبير مستشاري التجارب والبحوث العلمية بجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة، والذي قدم محاضرة علمية بعنوان "أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة" على مسرح الكلية التقنية العليا بالخوير، وسط حضور كبير من الأكاديميين والباحثين والمهتمين في مجال التقنيات الحديثة في مجال المسح الجغرافي بالطرق العلمية الحديثة من القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وطلبة عدد من الجامعات والكليات الحكومية والخاصة بالسلطنة في تخصص الهندسة والمسح الكمي والجغرافيا وغيرها.

واشتملت المحاضرة التي قدمها الدكتور لوكاس كوزما بوننبرج، وهو خبير متخصص في الهندسة وهندسة المسح الكمية وعلم رسم الخرائط الطوبوغرافية، وعضو معتمد لدى معهد تشارترد لمساحي الهندسة المدنية، ويشرف على العديد من البحوث العلمية وتطبيقاتها العملية في جامعة نوتنجهام لطلاب الدراسات العليا لمستوى الماجستير والدكتوراه على مقدمة بسيطة تناولت التعريف بأنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية الحالية، من حيث تاريخ النشأة ودواعي الاستعمال، والحديث عن أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة "GNSS" وأحدث أنظمة المسح الجغرافي وخدمات تحديد المواقع العالمية بواسطة الأجهزة العلمية الحديثة.

3 محاور

وتضمنت المحاضرة ثلاثة محاور، حيث شمل المحور الأول الحديث حول استخدامات أنظمة ملاحة الأقمار الصناعية العالمية في العالم الموجودة في الوقت الحالي، والتي تشمل نظام الأقمار الصناعية الأمريكي "جي بي اس"، ونظام الأقمار الصناعية الأوروبي "جاليليو"، ونظام الأقمار الصناعية العالمي الروسي "جلوناس"، ونظام الأقمار الصناعية العالمي الصيني "بيدو". وقال بوننبرج: يتلخص الغرض من وجود أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة في دعم الأنشطة العلمية الحديثة المختصة بمجال الجغرافيا والهندسة وتحديد المواقع ومسح الكميات، وأضاف: غالبا تستخدم أنظمة ملاحة الأقمار الصناعية العالمية في مجال الهندسة لغرض تحديد المواقع بشكل رئيسي حيث أننا بحاجة لتحديد مواقعنا الجغرافية بصورة دقيقة ثم بإمكاننا بعد ذلك إما تحديد أو رصد مواقع الأشياء الأخرى من حولنا، وتقرير ما يجب علينا فعله على ضوء النتائج التي يفرزها النظام.

فيما حمل المحور الثاني عنوان الاستعمالات الهندسية لأنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة، وقال الدكتور لوكاس إن أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة تقوم بتحديد المكان الدقيق للمستخدم عبر استعمال أربعة أقمار صناعية في نفس الوقت من زوايا مختلفة تحدد بالضبط القياسات الدقيقة من حيث الارتفاع وزوايا العرض والطول وفق معادلات هندسية دقيقة في كل برنامج أو تطبيق إلكتروني، خاصة مع وجود أكثر من 24 قمرا صناعيا لكل نظام على ارتفاع (20200) عشرين ألف و200 كيلومتر فوق الأرض لتحديد المواقع المتمركزة، تشمل ستة مستويات مدارية وتشغيلية.

وفي المحور الثالث الذي جاء عنوانه مستقبل أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة، أشار الدكتور لوكاس إلى أن مستقبل هذه الأنظمة يحتوي على نوعين من التحديات لأنظمة ملاحة الأقمار الصناعية العالمية، وأولها هو التحدي التقني الحقيقي مع النظام حيث إنّ هناك بعض الناس يقومون بتطوير تقنيات لسرقة إشارة أنظمة الملاحة من الآخرين من خلال التداخل والتشويش عليها مما يتسبب في فشل النظام الحقيقي في إرسال الإشارة الحقيقية، أما التحدي الثاني وهو التحدي الأكبر للهندسة المتمثل في التحدي البشري المعرفي وهو فهم كيفية عمل أنظمة ملاحة الأقمار الصناعية العالمية، ومعرفة أخطاء تشغيل واستعمال الأنظمة العالمية للأقمار الصناعية للملاحة على أساس معرفة وفهم أن العالم في الوقت الحالي ليس ثابتا، وإنما في تغير دائم نظرا للتغيرات الطوبوغرافية الحالية.

تطورات متعددة

وقال الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي الأمين العام المساعد للبحوث والبرامج العلمية بمجلس البحث العلمي بمناسبة إقامة المحاضرة إن هذه المحاضرة تأتي جزءًا من سعي المجلس إلى نشر ثقافة الوعي والمعرفة في مجال التقنيات الحديثة والتي تخدم المجالات العلمية من حيث التطوير والابتكار، وذلك عبر مشاركة مجموعة من المعنيين من القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الأهلي وهي معنية باستخدام أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للملاحة.

ومن جانبه.. قال خالد بن علي بن عبد الله المنذري باحث في الهندسة والجغرافيا المكانية في جامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدة، وأحد المنظمين للمحاضرة: "أولا نتوجه بالشكر الجزيل لمجلس البحث العلمي لدعمه وترحيبه بفكرة إقامة فعالية تهتم بشؤون المسح الهندسي والأقمار الصناعية وخدمات تحديد المواقع، والتي تأتي لكشف الكثير من الحقائق العلمية المختلفة التي نتعامل معها في حياتنا اليومية دون أن نعرف مدى عمق التقدم العالمي الذي تمّ تحقيقه، وكذلك التقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال، وأهم التطبيقات المستخدمة له في وسائل التواصل الحديثة".

وشاركت الهيئة الوطنية للمساحة بمحاضرة علمية للمهندس عيسى بن علي بن خميس البلوشي ضابط الحسابات الجيوديسية بالهيئة بعنوان تطبيقات رصد التشوهات والتغييرات الطبيعية على اراضي السلطنة، والذي تحدث خلالها عن دور الهيئة في مجال المسح الجغرافي واستخدام التقنيات الحديثة لا سيما أنظمة الأقمار الصناعية الحديثة في تحديد المواقع.

وقال خالد الشقصي، طالب من الكلية التقنية العليا، وأحد المشاركين في فعاليات المحاضر: "لقد كانت المحاضرة حدث مهم في سياق العمل على تكثيف الوعي المعرفي في مجال أنظمة الاقمار الصناعية العالمية للملاحة، وأحدث أنظمة المسح وخدمات تحديد المواقع العالمية للطلاب بشكل خاص والمؤسسات والشركات بشكل عام، وكذلك من حيث المواضيع التي تمت مناقشتها، والتي ركزت على استخدام احدث الاجهزة المتطورة لتقليل نسبة الخطأ الهامشي مما سيكون له التأثير الايجابي على تحصيلنا العلمي كطلبة وعلى أداء الجهات والهيئات المختصة في مجال عملها".

تعليق عبر الفيس بوك