استعراض تجارب المخترعين في ثاني أيام دورة الطاقة المتجددة بـ "الاستكشاف العلمي"

برعاية "أوكسيدنتال عمان" ضمن برنامج جائزة الرؤية لمبادرات الشباب

 

إبراء - سميرة الجابرية

تواصلت أعمال الدورة التدريبية التخصصية في تصميم وتركيب مشاريع الطاقة المتجددة الخلايا الشمسية وتوربينات الرياح والشبكات الذكية لليوم الثاني على التوالي بمشاركة 100 مبتكر عماني من طلبة الكليات والجامعات المجيدين والمبتكرين بالسلطنة من الجنسين في مركز الاستكشاف العلمي بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية، ضمن برنامج جائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام 2015، وبدعم من شركة أوكسيدنتال عمان. وتستمر الدورة خمسة أيام وتنفذها شركة نفاذ للطاقة المتجددة وتشمل دورات وحلقات عمل تدريبية علمية وتخصصية باستخدام أدوات ومعدات في مجال الطاقة البديلة.

وقدمت شركة نفاذ للطاقة المتجددة "المؤسسة الرائدة المنفذة للدورة" عدة برامج في اليوم الثاني للدورة التدريبية لتوضح إيجابيات وسلبيات الخلايا الشمسية ومكوناتها وأنظمتها ومنها الخلايا التي تحول طاقة الإشعاع الشمسي إلى طاقة كهربائية، والمحولات التي تحول التيار الكهربائي من ثابت إلى متردد، وكذلك تفسير أنواع الخلايا الشمسية وأفضليتها في التصنيع وكفاءة كل نوع. وتعريف المتدربين بكيفية التفريق بين الأنواع المختلفة للخلايا والظروف المناسبة لاستخدام كل نوع منها.

ومن البرامج التدريبية التي طرحت في اليوم الثاني من الدورة أنواع البطاريات، وأسباب استخدام البطاريات في الأنظمة الشمسية والدور التي تقوم به، وطرق حمايتها لتعيش فترة زمنية طويلة، وأيضا حساب كمية الطاقة التي توفرها وحساب البطاريات اللازمة لتشغيل الأجهزة المنزلية لعدد محدد من الساعات، وتناولت الدورة كيفية التحويل من التيار الثابت إلى التيار المتردد باستخدام المحول وتم التطرق إلى نوعيه المرتبط بالشبكة والمنفصل عن الشبكة، وتوضيح طرق تصميم أنظمة مرتبطة بالشبكة وغير مرتبطة، ومن البرامج التدريبية العملية التي قدمت قراءة مواصفات الخلية الشمسية من بيانات الخلية ومقارنتها بالمواصفات المذكورة في بيانات الشركة المصنعة، وفحص خصائص الخلايا الشمسية وتأثير الظل عليها، فضلاً عن بعض التطبيقات البسيطة التي تستخدم الأنظمة الشمسية في عملها مثل المصابيح الكهربائية التي تعمل مستقلة عن شبكة الكهرباء المنزلية.

وقال بدر الحبسي المشرف العام على الدورة إنّ لهذه المبادرات دور كبير في صقل خبرات ومهارات ومعارف المبتكرين وتزويدهم بالعديد من الأطر العلمية التي تساعدهم على مواصلة طريق الإبداع والتميز لخدمة الوطن العزيز وقد شهدت الدورة في العام المنصرم والتي نفذت لمائة مبتكر عماني نجاحا كبيرا للمشاركين وحصل عدد منهم على مراكز محلية ودولية وعالمية.

وأضاف أن نظام الدورة العام الحالي يتميز بالعمل المشترك عبر نظام المجموعات أو فرق العمل العلمية تجسيدا لمبدأ التعلم التعاوني والكفاءات المتعددة وذلك بهدف قيام كل مجموعة أو فريق بإعداد مشروع ابتكاري في مجال الدورة بحيث يلبي ويسهم في معالجة وحل أو اقتراح العديد من المجالات التي تهم الوطن والمجتمع وسيتم في ضوء ذلك إعداد المعرض الختامي لفرق العمل وتقييم أفضل الابتكارات والسعي إن شاء الله نحو تبني المشاريع المتميزة لاستمرار تسويقها أو تصنيعها للدخول في السوق المحلي، كما نتطلع في المنظور البعيد لأن يكون هؤلاء المبدعين رواد أعمال متميزين في المستقبل من خلال فتح شركات ريادة أعمال مبنية على الابتكارات في اقتصاد المعرفة وقائمة على منتجات مبتكرة تتسم بالإبداع والتميز.

واستضافت الدورة التدريبية المخترع العماني هلال السيابي الذي أكد على أهمية الدورة بما تحتضنه من برامج بأهداف مختلفة ومتميزة وأشاد بجهود المشرفين والمنظمين لأنها الدورة الوحيدة التي تقام في السلطنة وتعنى بإظهار وتقويم إبداعات الشباب الابتكارية، وأكد "السيابي" أن الدورة التدريبية ستخرج بمبدعين ومنجزين وأصحاب ريادات أعمال. ووجه بضرورة أن يستفيد المبتكر من زملائه وليس فقط من الدورات المقدمة لأنّها فرصة فريدة ربما لا تتكرر مجددا، وحرص على أن يدرس المبتكر مفاهيم الابتكار الحقيقية التي يجهلها الكثير فبمعرفتها يستطيع المبتكر أن يتميز ويجعل من مشروعه الجديد مشروعًا رائدا ومميزا.

وأوضح المبتكر محمد بن الوليد الهنائي أن هذه الدورة الأولى التي تقام بالسلطنة وتهتم بالابتكار وهي خطوة رائعة لمحبي الابتكار، حيث عملنا على تأسيس فريق عماني باسم "تعزيز للطاقة البديلة" يهدف إلى تجميع شباب عمانيين من مجالات مختلفة ولكنه يصب في مشروع واحد يعنى بالطاقة البديلة، وإظهار مشروع تنموي مستدام في الطاقة لخدمة عمان.

وذكر "الهنائي" أن من الأهداف التي حققتها الدورة التدريبية معرفة المعادلات الكهربائية المساعدة في الحساب الصحيح للطاقة البديلة، الفرق بين التيار الثابت والتيار المتردد وخصائص كل منها على حدة، التحليل الفيزيائي للظواهر الطبيعية وتأثيرها على جودة الطاقة البديلة، العصف الذهني للأفكار ومناقشتها مع المختصين. وأكد أن هناك رؤى مستقبلية يسعى لتحقيقها مثل "تحديد الطريقة العلمية للاستخدام الأمثل للخلايا الشمسية، الجدوى الاقتصادية من المشروع قبل تنفيذه، معرفة الطاقة النظيفة والمتجددة والأمثلة عليه، العرض التقديمي لمشروع الفريق، والتنافس كأفضل مشروع ابتكاري متكامل".

وقالت مها بنت سيف العميري إن الدورة التدريبية المكثفة في الطاقات المتجددة بمركز الاستكشاف العلمي تأتي تعزيزا لمهارات الشاب العماني المبتكر وتزويده بأسس وحقائق الابتكار كأنظمة الطاقة الشمسية والرياح، كما أن الدورة تساهم في تهيئة الشاب العماني لسوق العمل، وكوني طالبة من كلية التقنية بشناص متخصصة بالهندسة الكهربائية ومقبلة على التخرج وحياة عملية، أرى أن الدورة تساعدني على تطوير قدراتي ومهاراتي إلى جانب خوض منافسات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2015 أو المشروع المتبنى من قبل شركة نفاذ للطاقة.

وقال أسعد بن سعيد الصباحي إن المبتكرين بحاجة إلى مثل هذه الدورات لتنمية الأفكار ومناقشة بعض المفاهيم مع ذوي الخبرة والمخترعين وكذلك تبادل الأفكار مع المشتركين لتطوير الروح الابتكارية لدينا وتنمية الفكر الإبداعي. وأضاف أن الدورة التي تضم 100 مبتكر عماني هي المبادرة الأولى من نوعها في مجال الابتكار ونشكر كل من اجتهد وأحياها فمنذ اليوم الأول وهي غنية بالعديد من العلوم في مجالات الطاقة المتجددة التي كنّا نجهلها، وتتضمن الدورة تجارب وشروحات نظرية وميدانية لبعض أجهزة الطاقة.

وقالت نجود بنت عبد الله الرئيسي عن المبادرة العلمية إنها من البرامج والمبادرات التشجيعية الهادفة التي تسعى إلى تطوير المبتكر العماني والأخذ بيده إلى الارتقاء وتطوير قدراته وأفكاره. وقالت منال بنت خميس طالبة متخصصة في الهندسة الكهربائية والإلكترونيات: التحقت بالدورة بعد الاطلاع على إعلاناتها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وما حفزني للالتحاق بها أهدافها الرامية إلى تطوير الفكر والروح الإبداعية لدى الشباب لأنها وصلة رائعة بين الحاضر والمستقبل الذي نخطط له، فهناك الكثيرون الذين يودون الوصول إلى نقطة ابتكارية بها نتائج مرجوة لكن العقبات وجهل البعض بالمواضيع المتعلقة بأنظمة الطاقة وكفاءتها كانت تعرقلنا وتحرم من بدأ بمشروع من فرصة إكماله بسبب نقاط مبهمة لديه في مجال الطاقة البديلة.

وأضافت منال: مشاركتي في الدورة فرصة يتمناها كثيرون، لأن مجال الطاقة بحر واسع وسنستغل تواجد المدربين والمخترعين في الدورة لنتبادل الأفكار والنقاشات مع زملائنا لنرسم في الغد مدونة كبيرة بها نتاج ابتكاري للشباب العماني تستفيد منه عمان.

وقالت ثريا العلوي عن الدورة التدريبية إنها تسهم في إحداث نقلة نوعية في المستوى المعرفي للمبتكرين، وتخرج كوادر مؤهلة للمنافسة في مشاريع ابتكارية محلية ودولية، كما أنها تثري الفكر الابتكاري لخلق حلول لمشكلات عالمية ومواكبة الحداثة في المجال العلمي وخلق الطاقات المتجددة، كما أن لها دور ملموس في دعم وتقدم الاقتصاد وتأصيل تلك الثقافة لدى الشباب في وقت مبكر من أجل مستقبل مشرق ومشرف لعمان.

تعليق عبر الفيس بوك