"صلالة اللوجستية": بدء عقد لقاءات مع الصناديق الاستثمارية لبحث سبل دعم الشركة وتنفيذ مختلف المشروعات


صلالة - إيمان الحريبي

عقدتْ شركة صلالة اللوجستية لخدمات الموانئ والمطارات (قيد التأسيس)، مساء أمس، مُؤتمرا لعرض التقرير النهائي لدراسة الجدوى الاقتصادية على المستثمرين والمهتمين في السلطنة؛ وذلك في إطار الاهتمام الذي توليه الحكومة لتطوير قطاع النقل واللوجستيات في السلطنة بصورة عامة، وبما يضع السلطنة ضمن أفضل 10 مراكز لوجستية في العالم خلال الفترة المقبلة.

وقال الدكتور أنور بن محمد الرواس رئيس اللجنة التأسيسية: إنَّ هذا العرض يأتي لعرض النتائج الختامية لخطوات المشروع الذي امتدَّ على مدى عام، بعد أن قامت الشركة الاستشارية بتنفيذ دراسة الجدوى خلال الثمانية أشهر الماضية. وأشار الرواس إلى أنَّ مشوار التأسيس مرَّ بالكثير من الصعاب والتحديات، لكن تم تجاوزها بتعاون كافة أعضاء اللجنة التأسيسة.. مشيرا إلى أنَّ شركة صلالة للخدمات اللوجستية ذات مستقبل واعد وفق ما تبيِّن المؤشرات والدراسات والتحاليل التي تم تنفيذها من قبل الاستشاري المختص. وأوضح أنَّ الشركة تندرج في فئة الشركات الوطنية الأهلية.. مشيرا إلى أنَّها شركة مساهمة عمانية مقفلة (قيد التأسيس) تهدف لتقديم خدمات قيمة مضافة للأعمال اللوجستية وأعمال النقل بمختلف أنواعها والخدمات المصاحبة بمحافظة ظفار، كما أنَّها تستهدف مشاركة أبناء المجتمع المحلي ومنحهم فرصة المساهمة وتأسيس هذه الشركة تحقيقاً للصالح العام.


تنمية شاملة

ويأتي إنشاء الشركة في إطار التنمية الشاملة التي تشهدها السلطنة في عهد النهضة المباركة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ولكون محافظة ظفار ومدينة صلالة تحديدا أصبحت حاضنة لكثير من مشاريع التنمية التي تمثل كلها مشاريع كبيرة تستدعي العديد من الخدمات المصاحبة لتعظيم الفائدة وتحويلها إلى قيمة مضافة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وتهدف الشركة إلى تقديم أفضل الخدمات اللوجستية للموانئ والمطارات من خلال الحصول على عقود من قبل الحكومة لتقديم الخدمات اللوجستية لكل من مطار صلالة وميناء صلالة. وتتمثل الخدمات التي تقدمها الخدمات الأرضية لشركات الطيران والملاحة البحرية والخدمات اللوجستية وخدمات الصيانة وخدمات النظافة والخدمات المساندة الأخرى . وتهدف الشركة في مراحلها الأولى الى بناء كفاءات محلية من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا العالمية من شركاء عالميين سعياً الى توفير أفضل الخدمات لمطار صلالة وميناء صلالة. وتسعى الشركة في المستقبل الى توسيع نطاق أعمالها لتشمل تقديم الخدمات اللوجستية للقطارات ومحطات الركاب.

وأضاف الرواس ان اللجنة بصدد عقد لقاءات مع عدد من الصناديق الاستثمارية لبحث أوجه دعم المشروع وتعزيزه.. وأكد كذلك -وفق ما مضى إليه عرض الشركة الاستشارية- أنَّ هناك عوائد كبيرة مرتقبة من هذا المشروع، إذا ما تم تشغيله والتركيز على بعدين مهمين حسب رؤية الاستشاري، والمتعلقتين بميناء صلالة والمنطقة الحرة بصلالة. واشار الرواس إلى أنَّ أهداف الإستراتيجية اللوجستية تتمثل في زيادة مساهمة القطاع اللوجستي في نمو الناتج المحلي، ورفع حصة السوق العماني من السلع التي تتدفق إلى المنطقة، إلى جانب توسيع حجم فرص العمل في القطاع اللوجستي وتعديل مرتبة السلطنة في تصنيف المؤشرات اللوجستية والصناعيّة العالمية، إضافة إلى اشهارها عالمياً فيما يتعلّق بالخدمات اللوجستية.

وزاد رئيس اللجنة التأسيسية لشركة صلالة اللوجستية لخدمات الموانئ والمطارات، بأنَّ تطبيق الإستراتيجية اللوجستية سيجعل منها مكونا اساسيا للاقتصاد الوطني، إضافة إلى مساهمتها في تطوير الأنظمة والقوانين والإجراءات التي تحد حالياً من تمكين القطاع لتحقيق أهدافه، وفتح فرص الاستثمار وصقل المهارات في الاعمال المرتبطة بالخدمات اللوجستية وإدارة قطاعاتها الخدمية وتحسينها وتطويرها بالتوافق مع أفضل الممارسات الدولية.. مشيرا إلى أنَّ السنوات الخمس الأولى سوف تكون حجر الزاوية لضمان استدامة النمو الاقتصادي.

وأوْضَح أنَّ السلطنة أتاحتْ مساحة للمشاركة في بناء اقتصاد متين يرتكز على تعددية البدائل للحد من الاعتماد على النفط والغاز كمورد أساسي للناتج القومي.. لافتا إلى أنَّ شركة صلالة اللوجستية لخدمات الموانئ والمطارات ستكون من الشركات المهنية المتخصصة في اللوجستيات وفق رؤية واضحة تكمن في بناء منظومة للخدمات اللوجستية في السلطنة والعالم وفق أحدث النظم التكنولوجية والمعرفية. وأضاف بأنَّ الشركة ستكون مهمتها ربط العملاء بالأسواق العالمية عبر بناء تحالفات مع شركات إقليمية وعالمية متخصصة من خلال حلول لوجستية متكاملة تحقيقا لأعلى مستويات الكفاءة والجودة.. موضحا أنَّ من أهدافها: بناء كوادر محلية وتقديم خدمات تنافسية والحفاظ على بيئة آمنة ونظيفة، إضافة إلى تحقيق عوائد مالية لمساهمي الشركة، إلى جانب دورها في خدمة المجتمع وتنميته.

وأشار رئيس اللجنة التأسيسية إلى أنَّ الشركة تمثل المجتمع المحلي بالمحافظة؛ مما يؤهلها لأن تكون في مركز قوي يمكنها من ضمان الحصول على حق الامتياز لتقديم الخدمـات اللوجستية من خلال نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص.. موضحا أنَّ رؤية الشركة تقوم على بناء منظومة للخدمات اللوجستية في السلطنة والعالم وفق أحدث النظم التكنولوجية والمعرفية، إضافة إلى وجود فرص متاحة لتقديم الخدمات اللوجستية في مطار صلالة وميناء صلالة والمنطقة الحرة حالياً وفي مشروع السكك الحديدية في المستقبل.


استثمارات ومشاريع

ومن جهته، قال الاستشاري من الشركة الهولندية "ماريتايم ترانسبورت آند بيزنس سوليوشن"، إنَّ هذا العرض يأتي بعد إجراء الدراسة اللازمة والقيام باللقاءات مع الشركات للتعرف على الفرص التي يمكن أن تركز عليها الشركة، واستنتاج العوائد التي يُمكن أن تحققها استشمارات ومشاريع الشركة. وأضاف الاستشاري بأنَّ السلطنة تمتلك الكثير من المقومات التي يمكن ان تجعلها مركز لوجستيا رائدا؛ وذلك لما تتمتع به من أمن وأمان وموقع إستراتيجي مهم، كما يمكن التعاقد مع الشركات المحلية والأسواق الدولية لتنفيذ استثمارات مشتركة.

وأكد أنَّ هناك مجالات استثمار بارزة يمكن أن تحقق الكثير من العوائد وتخدم الاقتصاد الوطني، وتعزز -بشكل تكاملي- العمل مع الشركات العاملة في مجال الخدمات اللوجستية والقطاعات المرتبطة به. وأشار إلى أنَّه يأمل بناء كفاءات محلية تحافظ على أعلى المعايير وتحققها والمساهمة في تنمية المجتمع.

وأوضح أنَّ الدراسة قامت بتحليل حجم الطلب المتوقع والخطط المستقبلية لتطوير الموانئ والمناطق الحرة والمطار، خاصة إذا ما نظرنا إلى تلك الخطط والميزات المتوفرة والمستقبلية لهذه القطاعات واستغلالها على الوجه الأمثل، وهو ما سيسفر عن تحقيق نتائج اقتصادية متميزة.

وقال إنَّ الدراسة اقترحت الأنشطة المرتبطة بهذا المشروع، والتي بلغ عددها ما يقارب الـ30 مشروعا، وسيتم اختيار المشاريع ذات القيمة المحلية المضافة منها؛ لتشمل ثلاثة محاور؛ هي: المطارات والمنطقة الحرة والصناعية وكذلك ميناء صلالة.

وقال إنَّ من بين المشاريع التي يمكن تنفيذها: بناء المخازن المجهزة، وأخرى لتبريد المنتجات الطبية واللحوم والخضراوات.. مشيرا إلى أنَّ المزايا التي تتمتع بها السلطنة -بجانب الأمن والأمان- تساعد على طرح فكرة تنفيذ مجمع للطوارئ في ظل ما يشهده العالم من اضطربات وقلاقل.

وتابع بأنَّه يُمكن العمل على جذب مزيدٍ من الحاويات من جميع بلدان العالم، خاصة في ظل وجود شريك إستراتيجي يستقطب الزبائن التي يتعامل معها.

تعليق عبر الفيس بوك