سارة وناصر.. قصة حب تنتصر على المغريات المادية بالإرادة والمودة والرحمة

الرُّؤية- مدرين المكتوميَّة

"انتصارُ الحب على كلِّ مغريات الحياة يُمهِّد الطريق إلى حياة زوجية سعيدة وعلاقة ثنائية مميزة ومدعومة بالمودة والرحمة"، بحسب قناعة سارة البالغة من العمر29 سنة، والتي تزوَّجت من ناصر بعد فترة تعارف استمرت نحو عامين.

وتقول سارة عن بداية تجربتها: تعرَّفت على ناصر في المستشفى؛ حيث كانت صديقتي هناك وذهبت لزيارتها، ومع الوقت تواصلنا وأصبحنا نبحث عن مبرِّرات لنلتقي، وحاولنا الحفاظ على علاقتنا بعيدا عن عيون الناس حتى نضمن نُضجها، وكانت شقيقته وصديقتي رسولَ المحبة بيننا، حتى نبحث عن طريقة لضمان موافقة الأهل على إتمام مشروع الزواج؛ حيث ينتمي ناصر ينتمي لعائلة قليلة الدخل، بينما عائلتي ذات دخل جيد.

وفي سبيل تحقيق الحلم، تقول سارة: اتفقت مع ناصر على أن يجد عملا لنستطيع الزواج، ولسوء الحظ كانت الأعمال المتاحة توفر رواتب لا تتجاوز الـ300 ريال. ومع ذلك، عمل ناصر في إحدى الشركات الخاصة بالعصائر، وتقدم لخطبتي إلا أنَّ عائلتي رفضت بسبب وضعه المادي، واعتذروا بدعوىأنني لا أزال طالبة بالكلية، لكننى حافظت على أدوات التواصل معه، وكرَّر طلب خطبتى 3 مرات وأنا متمسكة بالأمل. وفي المرة الرابعة، تمسكت بحقي في الاختيار حتى لو اضطرنى ذلك إلى أن أعيش في مستوى مادي أقل مما اعتدت عليه، حسب قول عائلتي، وكانت موافقتي بمثابة التحدي للعائلة.

وعن يوم الزفاف تقول: تحدَّد يوم الزواج، ولم أكن أشعر من عائلتي بتلك السعادة التي يشعر بها أي أبوين يزفان ابنتهماللحياة الجديدة، وإنما كنت أرى صورتي في أعينهم وكأني مذنبة وفاشلة، وأن خياري ليس صائبا، وكأنهماينتظران اليوم الذي سيشمتان في اختياري.. ومضت الايام وتزوجت ناصر الذي أحاطني بالحب والاهتمام؛ فعشتُ في غرفة في بيت أسرته التي أحبتني كابنه لهم، وظلت والدتي تتصل بي لتسأل عما إذا كنت منزعجة أو اشعر بفرق العيش، لكن كنت أقول "إنني سعيدة"، صحيح أنَّ ناصر لم يعوضني بحياة مادية كحياتي السابقة، لكنه عوَّضني بالحب والمشاعر التي تفتقر إليها بعض البيوت الكبيرة وحياة الترف؛ حيث تميَّز المنزل بالحب، والجميع يتقاسمون كلَّ شيء، وإذا اشترى أحدهم شيئا جديدا يُري الجميع ما اشتراه ويتشاركون معه السعادة، كنت أفتقد كل ذلك. وفي الوقت نفسه، اختلف الوضع عليَّ جدًّا فوجدت نفسي فجأة أتنازل عن أشياء كثيرة اعتدتُ عليها، وأتنازل عمَّا كنتُ مُتمسكِّة به سابقا؛ فكلُّ ذلك بدعم من علاقتي بزوجي ناصر.

وتشيرُ سارة إلى مقولة أن "المال لا يجلب السعادة، لكنه يجعلنا نعيش تعاستنا برفاهية"، وتقول: هذا ما كنت أشعر به حقا؛ فناصر رجل يحاول أن يُسعدني ويعاملني كملكة، ليس بالضرورة أن يبتاع لأجلي الهدايا والأشياء الثمينة، كان يحب أن يدخل معي المطبخ، وأن ينظف في كثير من الأحيان مملكتنا الصغيرة، كان يساعدني في غسيل الملابس، وإذا مرضت كان لا يتركني، يظل طول اليوم إلى جانبي، ولا يكترث لأي شيء سواي، وكان يعلم بداخله أنني تخليت عن الكثير من أجله، ورضيت بحياة لا تقارن بحياتي السابقة، وكنت أشعر به دون أن ينطق، في كل مساء كان يخبرني أنه يحبني ولا يريد خسارتي، على الرغم من أنه معي وتزوجني، ولكنه يتعامل معي وكأنني لازلت حبيبته التي قد يخسرهالأي سبب.

وعن زوجها، تقول: ناصر شاب مُثابر، يدرس ويعمل في وقت واحد، وهانحن أكملنا معا 6 سنوات حتى الآن، وبدأنا بناء منزل خاص؛ لأنه انتقل للعمل في إحدى الشركات، خاصة وأنه تخرج مهندسا.

وتواصل سارة: لديَّ طفلة تدعى "أريج" وهي نتاج قصة الحب، هذه الفتاة التي أرى فيها ناصر، ويرى ناصر فيها سارة.. نعيشُ بسلام وسعادة تكذِّب ما يقال عن أنَّ الحب بداية طريق الفشل؛ لأنَّالنجاح لا يقتصر على المال فقط، وكل شيء يأتي تباعا إذا خططنا له جيدا. وعلى الرغم من أنني امتلكت شهادة دبلوم من إحدى الكليات، إلا أنه رفضأن أعمل لأنه فعلا لم يقصر معي أبدا في الاحتياجات المادية، ولماذا أحتاج للعمل إن كان زوجي قادرا على إسعادي ولو بأبسط الأشياء. وهُنا؛ شعرت بالفارق بين المنزل الكبير الذي بلا قلوب مُتقاربة وحياة متماسكة، لكنَّ المنزل الصغير يجمع الأشخاص في كل لحظة، وغياب أحدهم يؤثر على المكان. كنتُأعيش وأتناول طعامي وأعمل ما أريد دون الشعور بأنَّ هناك من يكترث لأمري، لكن حين عشت بين عائله ناصر وجدتُأنَّ العائلة بأكملها على قلب واحد، حتى الحديقة التي لم أشعر بمذاق الجلوس فيهاحين كنتُ مع عائلتي، شعرتُ بها الآن، وشعرت بأنها مختلفة، وأن لكل شيء مذاقًا يُمكن أن ندركه ببساطة العيش والحياة بالحب.

تعليق عبر الفيس بوك