الدُّقم.. الخيار الإستراتيجي



حمود الطوقي

تتَّجه أنظارُ العالم في الوقت الراهن إلى المنطقة الاقتصادية بالدقم لاعتبارات عدَّة؛ يجيء على رأسها: الموقع الإستراتيجي؛ حيث تقع على بحر العرب، بالقرب من ممَّرات ملاحة عالمية رئيسية تربط منطقة الخليج العربي -الغنية بالمعادن الطبيعية، ومصادر النفط- بالنمور الصناعية في آسيا والأسواق الأوروبية.

فمنطقة الدقم باتت واحدة من أفضل المناطق على المستوى الإقليمي؛ كونها وجهة استثمارية تقدِّم حزمة من الحوافز والإعفاءات الضريبية؛ تؤهلها لمنافسة نظيراتها في الشرق الأوسط؛ سواءً من حيث الرسوم الجمركية والضريبة على الشركات، أو حق التملك لإقامة المشاريع ذات القيمة المضافة، وبما تتوافر عليه من منظومة حوكمة مؤسسية رشيدة ونافذة استثمارية تتسم بالشفافية والمساءلة وتبسيط الإجراءات وسرعة اتخاذ القرار.. تلك المميزات مجتمعة جعلت من الدقم واحدة من القاطرات الاقتصادية المهمة في خارطة اقتصادنا الوطني.

فمنذ صدور المرسوم السلطاني السامي بإنشاء منطقة الدقم الاقتصادية في العام 2011، والجهود تُبذل للتسويق لها لتكون حاضرة في الاقتصاد العالمي. وفي سبيل ذلك، نظَّمتْ الهيئة العديد من الفعاليات التسويقية والملتقيات التعريفية لإطلاع المستثمر الأجنبي بالمميزات والإمكانيات التي تزخر بها المنطقة.

ولعله من المناسب أن نطرح بعض الأفكار التسويقية لهذه المنطقة، وحسبنا أنَّ القائمين على المنطقة لديهم من الأفكار والأطروحات الجدير بأن يكون مصدرَ تعريف بهذه البقعة من أرض عماننا الطيبة؛ كوننا نتحدث عن منطقة لا تزال "بِكر".

ومن بين تلك المقترحات: تنظيم فعاليات على المستوى العالمي للمساهمة في توسيع دائرة الترويج لـ"الدقم" في الخارطة الاقتصادية العالمية. وكذلك: تنظيم "طواف عمان" -على سبيل المثال- بمدينة الدقم؛ باعتباره من أفضل الفعاليات التي في التعريف بالنموذج السياحي العماني على المستوى العالمي. كما تبدو الحاجة ملحة إلى مزيد من التبسيط في القوانين والإجراءات، لتضييق الفجوة والقضاء على البيروقراطية.

... إنَّ منطقة الدقم حتماً ستكون واجهة مشرقة للسلطنة مستقبلا، وهو ما يتطلَّب من الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص العماني الاستفادة من الموقع الإستراتيجي المهم للمنطقة؛ من خلال تطوير الخدمات والمرافق السياحية والأماكن الترفيهية؛ فمنطقة الدقم تتفرد بجمال الطبيعة البحرية والصحراوية والتنوع البيولوجي للكائنات البحرية والطيور والنباتات...وغيرها من الموارد الطبيعية التي حباها الله لهذه المنطقة والمناطق الأخرى من عماننا الحبيبة.

نتطلع أن نرى للدقم مستقبلا شامخا، بها الكثير من الخدمات والتجمعات السكانية ومراكز الترفيهة والمدارس الدولية وشبكات الطرق الحديثة، وأماكن للإيواء، وإقامة خدمات لوجستية لمشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة.. كل هذه الأفكار ستجعل من الدقم العملاقَ القادمَ بقوة في الساحة الاستثمارية العالمية.

تعليق عبر الفيس بوك