زيارات متنوعة لوفد السلطنة لعدد من أجنحة الدول المشاركة في "إكسبو ميلان".. و1.4 مليون زائر للجناح العماني

ميلان (إيطاليا) - إبراهيم الهادي

زَارَ الوفدُ العمانيُّ المشاركُ في احتفالات جناح السلطنة باليوم الوطني في معرض إكسبو ميلان 2015 بجمهورية إيطاليا، بعضَ أجنحة الدول الشقيقة والصديقة؛ شملتْ أجنحة دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، كما قام الوفد بزيارة مدينة وبحيرة كومو.

ويترأس الوفد معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية عضو اللجنة الوزارية، ويقوم الوفد بالإشراف على التحضير والإعداد لمشاركة السلطنة في المعرض، وقد اطلع الوفد على تجارب الدول الشقيقة والصديقة، واستمعوا إلى شرحٍ وافٍ لما تضمنته تلك الأجنحة، والتقنيات المستخدمة في تقديم جهودها وترجمتها لشعار معرض إكسبو ميلان "الطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة"، ويحفل المعرض بمشاركة 148 دولة ومنظمة إقليمية ودولية متخصصة.

ويضمُّ وفد السلطنة في معرض إكسبو ميلان كلًّا من: معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وسعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة المفوض العام لجناح السلطنة في المعرض، وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية نائب المفوض العام لجناح السلطنة بالمعرض، وسعادة محمد بن يوسف الزرافي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية، وعدداً من الممثلين للجهات الحكومية المختلفة في السلطنة.

مسرحية "ابن بطوطة"

وتضمَّنتْ الفعاليات عرض مسرحية "ابن بطوطة" بمشاركة 180 فنانا، بينهم العديد من الفنانين العمانيين؛ وذلك في إطار مشاركة السلطنة بالحدث العالمي، وحظيت المسرحية بإعجاب كبير من قبل الحضور. وكانت مسرحية "ابن بطوطة" قد سبق عرضها على مسرح دار الأوبرا السلطانية بمسقط وحققت نجاحا باهرا. ومسرحية "ابن بطوطة" من تأليف موسيقي بقيادة الأوركسترا المايسترو هشام جبر، والكتابة الدرامية والشعر لسعد القليعي، والأشعار لنادر صلاح الدين والشاعر العماني الدكتور صالح الفهدي، وتصميم الرقصات والإخراج للفنان اللبناني وليد عوني. وقام فنان المسرح والسينما عبدالرحمن أبو زهرة بدور "ابن بطوطة" في المراحل العمرية المتقدمة، وبمشاركة المطربات غادة شبير (لبنان)، ورحاب عمر (مصر)، وهدى الخنبشية (السلطنة). ويلعب الفنان عز الأسطول دور الشاب "ابن بطوطة"، كما شارك أيضا كورال جامعة أنتونين مع كورال كونسيرفتوار من لبنان وأوركسترا بوميريجي ميوزيكالي الإيطالية، وعازفي الآلات الشرقية من دار الأوبرا المصرية، وكذلك فرقة مدينة صوفيا للباليه وآخرين. والمسرحية تقام برعاية وزارة التجارة والصناعة والمفوض العام لجناح السلطنة بمعرض إكسبو 2015، وبدعم من وزارة السياحة وشركة عمان لإدارة المطارات والطيران العماني وبنك عمان العربي وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة "الدقم"، وتتولى الإنتاج شركة أرابيسك الدولية للإنتاج. ومنذ تأسيسها في العام 2012 قامت شركة آرابيسك الدولية للإنتاج بتقديم أكثر من 40 عرضاً لمؤسسات فنية عالمية ليتم عرضها في السلطنة وخارجها وبالمنطقة العربية؛ منها: دار الأوبرا السلطانية مسقط، ومهرجان مسقط، وفندق قصر البستان، والمسرح الوطني في البحرين وقاعة المنامة للثقافة، ومهرجان ربيع الثقافة، ومهرجان بيت الدين في لبنان، ودار أوبرا القاهرة ودار أوبرا الإسكندرية، وأبوظبي كلاسيكس، ودار الأوبرا بالدوحة...وغيرها من الأماكن.

إقبالٌ مميز

ويشهدُ جناح السلطنة في معرض إكسبو ميلان 2015 إقبالا كبيرا من الزوار، وسط إعجاب كبير بما يزخر به من مفردات تميز الإنسان العماني على مر العصور.

وقال سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية نائب المفوض العام لجناح السلطنة بمعرض إكسبو ميلان: إنَّ المعرض يُركِّز على موضوع الغذاء وإطعام الكوكب وطاقة للناس وكل دولة من مختلف قارات العالم تحاول أن تقدم وتبرز ما تتميز بها في منطقتها.. مشيرا إلى أنَّ هناك دولا تقع في منطقة مؤهلة للزراعة؛ وذلك من حيث توافر الأمطار ومياه الري والتربة الصالحة، فيما أنَّ هناك دولا تقع في منطقة يصعب فيها التوسع في الزراعة مثل السلطنة؛ حيث تحيط بها صحاري وجبال وتضاريس صعبة. ولفت إلى أنَّ من أكبر تحديات الزراعة قضية المياه والحرارة والتربة.. مشيرا إلى أنَّ جناح السلطنة في المعرض يبرز قدرة العمانيين عبر آلاف السنين على تسخير الطبيعة لخدمتهم وتحقيق اكتفائهم الذاتي وتصدير الفائض عبر دول الخليج والقارة الهندية وشرق آسيا وإفريقيا.

وتابع العوفي بأنَّه نظرا لحجم المعرض، فإنَّ السلطنة قامت بالإعداد لمشاركتها قبل فترة طويلة وتم تخصيص لجان فنية وعلمية وجميع الجهات الحكومية والمعنية بانتاج الغذاء ممثلة بهذه اللجان العلمية ومن جميع القطاعات؛ وبالتالي ساهموا في وضع هذا التصور في فكرة الجناح بالمعرض من ناحية موضوع الأفلاج والمحافظة على المياه والسدود، وإيجاد تصوُّر حول الماء كونه العنصر الأساسي لأي إنتاج غذائي.

وزاد بأنَّ السلطنة منذ ثلاثة آلاف عام تحافظ على المياه وتديرها بطريقة علمية ممتازة من خلال وجود الأفلاج في السلطنة، وهو نظام فريد في العالم وله قوانينه وهندسته وإدارته وإدخال التقنيات الحديثة في توزيع المياه بين المزارعين في الزراعة أو الثروة الحيوانية.. موضحا بأنَّ الجناح يعرف الزائر بأنَّ هناك جذور لهذا البلد وإرث حضاري ضخم ساعدها على الانطلاق للنمو للمستقبل.

وأوْضَح سعادته أنَّ الجزء الثاني من فكرة المعرض تتمثل في كيفية تسخير هذه المياه للزراعة أو للثروة الحيوانية؛ وبالتالي تتجلى فكرة الطبيعة العمانية في هذا الجناح من الساحل للجبل، من ناحية الثروة السمكية والزراعة بمختلف أنواعها في جميع محافظات وولايات السلطنة ومن ضمنها "ماء الورد" الذي يشتهر به الجبل الاخضر، من حيث طريقة صناعته وتبخيره وحصاده وتسويقه بشكل افضل، اضافة الى طريقة انتاج العسل العماني في ولاية الرستاق ووادي بني عوف وابراز التقنية التقليدية من حيث ايجابياتها وسلبياتها.

أقسام الجناح

وينقسم جناح السلطنة في معرض إكسبو ميلان 2015، إلى أربعة أقسام رئيسية؛ حيث يأتي القسم الأول للجناح تحت عنوان "التنوع الطبوغرافي في عمان"، ويتم من خلاله ابراز الجغرافية والتضاريس الفريدة التي تتمتع بها السلطنة والتي تنفرد بها عن بقية دول شبه الجزيرة العربية من حيث تنوع المناخ في السلطنة الموارد المائية وإنتاج الأغذية الزراعية المختلفة باختلاف المواسم والموارد الطبيعية الغنية في السلطنة ومقارنة الديموغرافيا والجغرافيا والنظام الغذائي بين السلطنة وإيطاليا والمناظر الطبيعية المتنوعة والصحراء والجبال والغابات الماطرة في محافظة ظفار والتباين في المواسم.

أما القسم الثاني للجناح العماني، فيأتي تحت عنوان "من الجبل إلى الساحل" يتناول أن ما يقارب من نصف سكان السلطنة يعملون في مجال الثروة السمكية والزراعة وإنتاج طائفة واسعة من المحاصيل للاستخدام المحلي والتصدير واستغلال وتوزيع وتخزين الموارد المائية في السلطنة تتم بعناية فائقة منذ القدم كالأفلاج ومشاريع السدود ذات التقنيات الفائقة.

ويأتي القسم الثالث للجناح العماني تحت عنوان "ثروات البحر" التي تلعب دوراً بارزاً وحيوياً في الاقتصاد والمجتمع بالسلطنة حيث يتناول هذا القسم نسبة إنتاج السلطنة من الأسماك سنوياً والتطرق الى عمل السلطنة على مضاعفة إنتاجها من الأسماك خلال السنوات المقبلة وذلك عن طريق مزارع تربية الأسماك والأحياء المائية بالإضافة إلى حماية النظم الإيكولوجية الحساسة للبيئة البحرية والحفاظ عليها وحماية الصيد البحري والمحافظة على المخزون السمكي والبحث عن فصائل جديدة من الأسماك وتشجيع الاستزراع السمكي التجاري.

فيما يتناول القسم الرابع للجناح العماني -الذي يأتي تحت عنوان "المشاركة في الغذاء بين أفراد الاسرة والمنزل والحصاد"- المواد الغذائية في السلطنة الغنية والمتنوعة من خلال الاطعمة والاطباق التقليدية (المكونات وطريقة التحضير والإعداد) من المطبخ العماني والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والضيافة المرتبطة بالغذاء.

تعليق عبر الفيس بوك