الساجواني: المشاركة في "إكسبو ميلان" تبرز الجهود العمانية لدعم التعاون الدولي.. وإستراتيجية ترشيد الموارد لمواجهة نقص الغذاء

احتفلَ الجناحُ العمانيُّ بمعرض إكسبو ميلان 2015 بجمهورية إيطاليا، باليوم الوطني للجناح، بمشاركة وَفْد حكومي يرأسه معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية (عضو اللجنة الوزارية للإشراف على التحضير والإعداد لمشاركة السلطنة في المعرض).

وضمَّ الوفدُ في عضويته كلًّا من: معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وسعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة (المفوض العام لجناح السلطنة في المعرض)، وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية (نائب المفوض العام لجناح السلطنة بالمعرض)، وسعادة مُحمَّد بن يوسف الزرافي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية، وعدد من الممثلين للجهات الحكومية المختلفة في السلطنة.

ميلانو (إيطاليا) - إبراهيم الهادي

وبدأ الحفلُ الرسميُّ برَفْع العلم العماني والإيطالي وعزف السلام السلطاني العماني والنشيد الوطني الإيطالي. وبعد ذلك، ألقى معالي الدكتور رئيس الوفد العماني كلمة؛ نقل من خلالها تحيات وتهاني حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى فخامة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وإلى معالي رئيس الوزراء ماتيو رينتسي، وإلى الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي الصديق؛ بمناسبة انعقاد معرض إكسبو ميلان الدولي 2015 في مدينة ميلان العريقة، تحت عنوان "إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة". وأكد الساجواني أنَّ الحدثَ مُناسبة مُهمَّة تجسِّد التعاونَ والتواصلَ الحضاريَّ والإنسانيَّ بين الأمم والشعوب؛ من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل لنا ولجميع الأجيال القادمة.

وقال معاليه إنَّ السلطنة -وهي تحتفل بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد لنهضتها الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وما تحقَّق خلال الأربعة عقود ونيف الماضية من عمر هذه النهضة من إنجازات وتنمية شاملة لمختلف المجالات والقطاعات من أجل تحقيق التنمية المستدامة- ليُسعدها أن تُشارك وتُساهم في إنجاح هذا المحفل والتجمع العالمي؛ وذلك انطلاقاً من العلاقات التاريخية والحضارية المتميزة التي تربط بين سلطنة عمان وجمهورية إيطاليا الصديقة، والتي تشهدا نموا وتطورا في كافة المجالات. وتابع بأنَّ المشاركة تنبعُ كذلك من إيمان السلطنة بأهمية تجسيد العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية لهذا المعرض الذي يتناول موضوعا غاية في الأهمية، ويعنى بالانسان والتنمية في مجتمعاتنا؛ وهو "إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة"، وكذلك لتساهم في إنجاح هذا المحفل والتجمع العالمي المتميز.

حدثٌ عالمي

وأكد معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية، أنَّ مشاركة السلطنة في هذا الحدث العالمي تأتي إيمانًا منها بأهمية التعاون والتنسيق مع العالم حول موضوع الأمن الغذائي.. لافتا إلى أنَّ مشكلة نقص الغذاء والمجاعة وسوء التغذية ذات أوجه متعددة، لكنَّه أشار إلى أنَّه يُمكن حلها من خلال وضع إستراتيجية لترشيد استخدام الموارد الانتاجية المتعلقة بهذه الظواهر. ودعا الساجواني إلى ضرورة وضع أسس ومبادئ موضوعية وعلمية للاستغلال الأمثل للموارد ومصادر الغذاء المتاحة للإنسان، ودراسة بدائل عملية تساهم في التخفيف من الآثار السلبية لمشكلة نقص الغذاء والجوع وسوء التغذية وزيادة الاستثمارات في مجال البحوث الزراعية، وتسخير العلم والتكنولوجيا في إطار البحث عن حلول مبتكرة لزيادة الإنتاج الغذائي بما يواكب الزيادة المضطرة في الطلب العالمي على الغذاء.

وقال معاليه إنَّ السلطنة وضعتْ في أولويات سياستها التنموية: تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأحد أهم مرتكزاتها: تحقيق الأمن الغذائي؛ من خلال حزمة من السياسات الهادفة لزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي والصناعات الغذائية، كما أنَّ السلطنة تُولي اهتمامًا خاصًّا لموضوع تربية الأحياء المائية وتحرير الاستيراد وتوسعة الطاقة التخزينية وبناء نظام للإنذار المبكر ومواصلة الاستثمارات في الدراسات والبحوث المتعلق بإنتاج وتصنيع الأغذية.

وأكد معاليه أنَّ السلطنة إذ تُشارك اليوم في هذه الاحتفالية العالمية ليسرُّها أن تنقلَ لكم تجربتها من خلال الجناح العماني، كما أنَّها مُستمرة -بعَوْن الله- في بذل مزيدٍ من الجهود بمنهجية علمية متكاملة، وفق أطر مؤسسة وقانونية، وفي الوقت ذاته تسعى دائما إلى الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة في هذا المجال.

عرض الإنجازات

وقال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني: إنَّ اليوم المخصَّص للاحتفال باليوم الوطني لجناح السلطنة بمعرض إكسبو ميلان 2015، سوف يُتيح المجال لنا من خلال المناشط المعدَّة له بالتنسيق مع اللجنة المنظمة للمعرض، إلى إبراز جهود وإنجازات السلطنة على الصعد المحلية والاقليمية والدولية في عدد من المجالات المهمة؛ مثل: البيئة والصحة والتعليم والثقافة والتسامح، إلى جانب إبراز الإنجازات والفرص المتاحة في جميع قطاعات الاقتصاد العماني، وكذلك الموضوعات المختلفة التي يتناولها المعرض والتي تم تجسدها جناح السلطنة الذي هو تحت عنوان "التراث في الحصاد.. تسخير الشمس والرمال والبحر"، والمصمَّم ليجسِّد مفردات ومعطيات البيئة والطبيعة والعمارة في المجالات المتصلة بالموضوعات التي يتناولها المعرض، وتعكس الجوانب الثقافية والتراثية والفنية والعمانية وقصة الإنسان العماني مع البيئة والأرض والغذاء.

ومن جانبه، ألقى سعادة أندريا أوليفيرو -ممثل الحكومة الإيطالية- كلمة؛ أشاد فيها بمشاركة السلطنة في المعرض والاحتفال باليوم الوطني للجناح العماني وحرصها على بلورة شعار المعرض ونقل تجربتها إلى الآخرين. وقال في كلمته: "علينا أن نتعاون من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها معرض إكسبو ميلان 2015، وترجمتها على أرض الواقع". وشهد الاحتفال باليوم الوطني تقديم بعض العروض الفلكلورية التراثية العمانية التي نالت إعجاب الحضور.

وقام الوفد العماني -برئاسة معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية- بزيارة إلى الجناح الإيطالي، واطلع على مضامين المعرض وتجربة إيطاليا فيما يتعلق بالأمن الغذائي وتراثها.

وبلغ عدد زوَّار المعرض حتى يوم الجمعة -الرابع والعشرين من شهر يوليو الجاري- مليونا و390 ألفا و558 زائرا.

حفل استقبال

إلى ذلك، أقام جناح السلطنة في المعرض حفلَ استقبال؛ بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجناح العماني؛ وذلك في فندق "برنسي بي.دا سوفويا"، بحضور ممثل عن الحكومة الإيطالية، والوفد العماني، وسط مشاركة شخصيات رسمية إيطالية، وعدد من أعضاء اللجنة المنظمة، إلى جانب ممثلين لأجنحة الدول الشقيقة والصديقة وعدد من الإعلاميين.

وتخلَّل حفلُ الاستقبال كلمة ألقاها معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، كلمة بمناسبة انتهاء الأسبوع السياحي العماني؛ أوضح من خلالها أنَّ اختيار شعار معرض إكسبو ميلان 2015 موفَّق للغاية، ويؤكد المفهوم الذي يتردَّد منذ مطلع الألفية بأنَّ العالم أصبح قرية صغيرة.. مشيرا إلى أنَّ شعار "إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة" يضع العالم كله أمام تحدٍّ كبير نحو السعي لتحقيق هذا الشعار. وفي هذا الإطار، شدَّد المحرزي على أهمية تضافر جهود كافة الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الغذاء بالقدر الكافي لكافة شعوب كوكبنا وبالمواصفات الصحية الخالية من الأمراض بأنواعها. وأشار معاليه إلى صناعة السياحة التي بَرَزتْ في العقود الخمس الماضية كقاطرة تقود التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، استطاعتْ تحقيق معدلات نمو عالية، أتاحت فرصاً كبيرة لزيادة متوسط دخل الفرد وتوفير فرص عمل واسعة للقوى العاملة، تصبُّ كلها في زيادة إمكانات الفرد للحصول على القدر الكافي من الغذاء له ولأسرته. وأوضح أنه لهذه الأسباب بدأت السلطنة -ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي- تبني الإستراتيجيات والخطط والبرامج والإجراءات التي تدفع بعجلة التنمية السياحية المستدامة لتحقيق هذه الغايات السامية.

تعاون مُثمر

وتطرَّق معاليه إلى التعاون البنَّاء والمثمر مع جمهورية إيطاليا الصديقة في المجال السياحي؛ حيث تُولي السلطنة اهتمامها الخاص بالسائح والزائر الإيطالي لأراضيها.. لافتا إلى الإحصاءات الرسمية التي تُشير إلى وصول إجمالي الزوار والسياح الإيطاليين إلى السلطنة نحو 32 ألفاً في العام 2014، مقارنة مع 20 ألف سائح في العام 2012، وهو ما يُوضِّح جليًّا أفضلية السلطنة كوجهة سياحية للزائر أو السائح الإيطالي. وأضاف بأنَّ السلطنة تسعى إلى استقطاب أعداد أكبر من السياح الإيطاليين؛ وذلك من خلال الترويج والبرامج التي تقوم بها وتقدمها المكاتب الخارجية التابعة للوزارة، وأنْ تقدِّم السلطنة لهذا الشعب الصديق أفضل ما يمكن لتشجيعه على زيارة السلطنة والاستمتاع بتجربة ثرية تظل في الذاكرة لسنوات.

وألقى سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة -مفوض عام جناح السلطنة في معرض إكسبو ميلان- كلمة؛ أوْضَح من خلالها أنَّ مشاركة السلطنة في هذا الحدث العالمي من خلال جناح خاص ومتميز من حيث تصميمه ومحتوياته ويبرز للعالم الإرث المادي والمعنوي والحضاري للسلطنة، ويكشف عن التراث في الحصاد وكيفية تسخير الشمس والرمال والبحر لإنتاج واستخراج الغذاء على مر السنين وحتى وقتنا هذا. وأضاف بأنَّ الجناح يجسد الإنجازات الحضارية والإنسانية التي حققتها السلطنة خلال الـ45 عاما من عمر النهضة المباركة، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفضه الله ورعاه- والنهج العماني نحو تحقيق الاستدامة، والذي يحرص على المعرفة التي انتقلت عبر الأجيال والتي تتجسَّد في طريقة المحافظة الديناميكية على المياه من خلال نظام الري التقليدي عن طريق الأفلاج، والنظام البيئي لشجرة النخيل وحمايتها من اكتساح المناطق الحضرية لها.

وأكد سعادته أنَّ إكسبو ميلان بشعاره "إطعام كوكب الارض.. طاقة للحياة"، لهو المحرك الرئيسي الذي سيجتمع حوله المجتمع الدولي لمعالجة القضايا المرتبطة بالتنمية المستدامة لكوكب الأرض.

وأوْضَح سعادته أنَّ إكسبو ميلان سيشكل منبرا لمختلف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة حول العالم لبحث كافة الموضوعات المتعلقة بالعنوان الرئيسي للإكسبو والعمل من أجل حصول كلِّ فرد على هذه الأرض على الغذاء الصحي والكافي والآمن، وضمان قدرة وصوله لمصادر الغذاء المتاحة. وتابع بأنَّ هذا المعرض يُمثل فرصة أمام المجتمع الدولي لعرض إنجازاته وتبادل الأفكار والحلول فيما بينهم حول موضوع الأمن الغذائي والابتكارات المستدامة.. مشيرا إلى أنَّ إستراتيجية الأمن الغذائي في السلطنة تهدف إلى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من خلال زيادة المنتجات الزراعية والحيوانية والثروة السمكية والإنتاج الغذائي الصناعي.

الأحياء المائيَّة

ونوَّه سعادته إلى أنَّ السلطنة تُولي اهتماما خاصًّا لموضوع تربية الأحياء المائية، وتطوير البنية الاساسية لموانئ الصيد ومواصلة الاستثمارات في الدراسات والبحوث المتعلقة بإنتاج وتصنيع الأغذية، وأنَّ التقدم في مجال الأمن الغذائي في السلطنة ليس بمحض الصدفة، وإنما هو نتيجة البحث الدقيق، وتطوير البنية التحتية والاستثمارات، وإننا من خلال الجناح العماني في معرض إكسبو ميلان 2015 نعرض العديد من الإنجازات التي تم تحقيقها في السلطنة إلى جانب الفرص المتميزة للتعاون الدولي، ونطلع على أفضل الممارسات في التنفيذ.

وأعرب سعادته عن ثقته بأنَّ جناح السلطنة المميز في تصميمه ومحتواه ومناشطه المختلفة سوف يلهم زواره لاستكشاف الأساليب التاريخية في التطوير وإيجاد ابتكارات حديثة للمستقبل في مجال الإنتاج والأمن الغذائي، وكذلك التعرف عن قرب على الإنجازات الحضارية والإنسانية التي تحققت في بلدي عمان عبر التاريخ بشكل عام وخلال الـ45 عاما من عصر النهضة المباركة، تحت ظل القيادة الحكيمة والملهمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- بشكل خاص.

وفي كلمة لبول جريجورويتش الرئيس التنفيذي للطيران العماني، سلَّط الضوء على أهمية السياحة والطيران والبيئة، وإسهامهم في مفهوم التنمية المستدامة.. موضحا أنَّ حضور الطيران العماني في هذا الحدث العالمي -خصوصا في ميلان- تجسيدٌ لتطلعات الشركة للاستثمار في العلاقات، خصوصا الروابط الجوية التي تربط بين السلطنة وإيطاليا لدعم السياحة بين البلدين. وأضاف بأنَّه واتباعا للنظرة الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- فإنَّ الطيران العماني في طريقه لتوسعة مجال التحليق من السلطنة إلى القارات الأربع؛ حيث تم تنفيذ استثمارات ضخمة في مجال البنية الأساسية بالسلطنة لمواكبة هذا التوسع.. موضحا أنَّ الشاهد على ذلك المطار الجديد وأسطول الطيارات الجديدة والخدمات والأنظمة المستحدثة بالطيران العماني بالإضافة إلى الفنادق ووجهات الجذب السياحي.

وبيَّن جريجوريتش أنَّ مشاركة الطيران العماني في أسبوع السياحة وفي الاحتفالية باليوم الوطني تأتي إيمانا منه بالعلاقة التكميلية بين السياحة والبيئة؛ حيث إنَّ كلًّا منهما يوجد التوازن للجانب الآخر. وانطلاقا من ذلك، تعمل السلطنة بشكل حثيث من أجل تحقيق أهداف التطور السياحي للوصول لفوائد ثقافية واجتماعية وبيئية وتدعم الجهود الرامية إلى رفع مستوى العائد الإيجابي من هذه العناصر.

وأشار إلى أنَّ موقع الجناح العماني المتميز في الإكسبو يُشكل سمفونية متناغمة تصور البيئة العمانية وحضارتها وثقافتها وتعكس الهوية العمانية الفريدة، ودليلا على تميز هذا الموقع زيارة أكثر من مليون زائر للجناح حتى الآن. وخلال الحفل، تمَّ تقديم عرض فلكلوري تراثي وكذلك عرض للازياء العمانية، إضافة إلى معرض للصور واللوحات العمانية وركن للضيافة العمانية ونقش الحناء مع تقديم بعض المأكولات العمانية والإيطالية.

تعليق عبر الفيس بوك