بدء التشغيل التجاري لمحطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في المزيونة بظفار.. والإنتاج يصل إلى 558 ميجاواط

الافتتاح الرسمي في سبتمبر المقبل.. وسعة المحطة307 كيلوواط

المشروع يوفر824 ألف ريال.. واستيعاب الإنتاج في الشبكة الكهربائية القائمة

"المناطق الريفية" تشتري إنتاج الطاقة لمدة 20 عاما

تركيب1617 لوحا شمسياعلى مساحة 8 آلاف متر مربع

الرؤية- أحمد الجهوري

أعلن المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية، بدء التشغيل التجاري الفعلي لمشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباءفي ولاية المزيونةبمحافظة ظفار، بمتوسط طاقةإنتاجية قدرها 1667كيلوواط/ ساعة يوميا، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يصل الإنتاج السنوي للمشروع إلى 558 ميجا واط / ساعة.

وبلغت تكلفة المشروع حوالي مليون دولار، وقد قامت هيئة تنظيم الكهرباء بمنح رخصة لشركة بهوان استونفيلد للطاقة الشمسية لبناء وتملك وتشغيل المحطة التي تقدرسعتهاالمركبة بحوالي 307 كيلو واط.

وكشف المغدري- خلال مؤتمر صحفي عقدبالمقر الرئيسي للشركة أمس الإثنين- إنّه سيتم افتتاح مشروع الطاقة الشمسيةرسميا في شهر سبتمبر المقبل من هذا العام؛ حيث يعد أول مشروع تجاري من نوعه يرتبط بالشبكة الكهربائية،والذي قامت بتنفيذه شركة بهوان أستونفيلد، مشيراً إلى أن مجموع الألواح الشمسية التي تم تركيبها في المحطة نحو 1617 لوحا شمسيا، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للمشروع نحو8 آلاف متر مربع، وتم ربط المحطة مع الشبكة الكهربائية القائمة بولاية المزيونة.

وأوضح أنّشركة كهرباء المناطق الريفيةستقوم بشراء الطاقة من شركة بهوان أستونفليد لمدة عشرين عاما حسب التعرفة المتفق عليها بين الجانبين والمعتمدة من قبل هيئة تنظيم الكهرباء، مشيرا إلى أنّ المشروع سيوفر 824 ألف ريال عمانيخلال مدة الاتفاقية، كما يحد من الانبعاثات الكربونية الضارة التي ينتجها الوقود التقليديالذي يقدر بـ 433 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، كما سيوفر حرق 155 ألف لتر من الديزل سنويا، مشيرا إلى أنه سيتم استيعاب الطاقة المنتجة من المشروع عن طريق محطة المحولات لإرسالها مباشرة الى شبكة شركة كهرباء المناطق الريفية.

خطة مدروسة

وبيّن الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية أن إنشاء المشروع جاء في إطار خطة مدروسة تنفذها الحكومة للاستفادة من الطاقة المتجددة في السلطنة باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية، حيث سيساهم المشروع في إنتاج الكهرباء وتغذية الشبكة الكهربائية القائمة ليكون مسانداً لمحطة الكهرباء القائمة والتي تعمل بوقود الديزل، وسوف تقوم محطة الطاقة الشمسية بتغطية حوالي 60 في المائة من الطاقة الكهربائية لمشتركي الشركة في فصل الشتاء بولاية المزيونة في السنوات الأولى منعمرالمشروع.

وأشار إلى أن شركة كهرباء المناطق الريفية عازمة على توسعة المحطة بعد تحليل النتائج والتي تبشر بالخير، مؤكدا أن شركة كهرباء المناطق الريفية ماضية في تقييم الجدوى الاقتصادية لاستخدام الطاقة المتجددة في توسيع المحطات بمناطقامتيازها التي تعمل حاليا بوقود الديزل وفقا للضوابط التي تقرها الجهات المختصة.

وأكد المغدري أن السلطنة تعد ذات طبيعة مناسبة لاستخدام الطاقة النظيفة المستدامة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تنضب ومن شأن ذلك أن يعمل على خفض تكاليف التشغيل، موضحا أن تشغيل الطاقة الشمسية واستخدامها نهارا سيوفر 40 في المائة من الوقود الأحفوري المستخدم سنوياأي مايعادل بالسعر المدعوم 12 مليون ريال عماني توفرها الحكومة سنويا بالنسبة لإنتاج الكهرباء الكلي في المناطق الريفية.

الاستهلاك المتزايد

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية أن الشركة تنتج الكهرباء باستخدام وقود الديزل المرتفع الثمن على الرغم من الدعم الحكومي، الأمر الذي جعل البحث على إيجاد مصادر طاقة مستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تتوفر الطاقة الشمسية في السلطنة بكثافة عالية جداً لكونها تقع في الحزام الشمسي العالي الإشعاع بالنسبة لاستخدام الخلايا الشمسية فكان البدء بولاية المزيونة؛ حيث تم إنشاء أول محطة بها في مايو الماضي، من خلال تركيب ألواح بتقنيتين مختلفتين من الألواح الشمسية بسعة 307 كيلوواط، مشيرا إلى أن إنتاج الألواح الشمسية يعتمد على الطقس والظروف المناخية. وتابع أن هذه التجربة برهنت ملاءمتها بالنسبة لدرجة الحرارة والخلو من الغبار الناعم أو الحجارة الصغيرة المتطايرة الذي يحد من استقبال الألواح للطاقة الشمسية. وقال إن النتائج المستخلصة تثبت أن 250 - 300 كيلوواط من الألواح الشمسية الموجودة بالسلطنة تعادل في الكفاءة ألف (1000) كيلو واط سعة مركبة في أوروبا، مما يشير إلى أن الكمية الهائلة من أشعة الشمس التي تقع على أراضي السلطنة تؤهلها لتنتج الطاقة الشمسية بألواح أقل من باقي المناطق أو الدول، ويعد ذلك من النتائج المبشرة لأن الظروف المناخية الجافة تساعد وتشجع على إنشاء هذه المحطات التقنية بعكس الرطوبة التي تؤثر على الألواح الشمسية، حيث سيتم تطبيق هذه النتائج على سبعة مشاريع سيعلن عنها خلال هذا العام والتي ستكون في المناطق ذات النمو السريع للحد من استهلاك وقود الديزل واستخدامات الوقود الأحفوري كما ستوفر الأيدي العاملة وقطع الغيار سواء كان ذلك عن طريق الألواح الشمسية أو من خلال طاقة الرياح.

وفي السياق ذاته، أشار المغدري إلى أن الشركة وضعتدراسات مستفيضة في أماكن متعددة وأتضح أنهلو تم إنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس في أي منطقة من السلطنةوتم احتساب 7 ساعات من هذه الطاقة في اليوم تعد كفيلة باستعادة قيمة ما تمّ صرفه على تركيب محطة الطاقة الشمسية خلال أربع سنوات ونصف، وهو ما توصلت إليه الشركة من خلال 12 دراسة لمواقع مختلفة في هذا المجال، وهو ما حدا بالشركة للمضي قدما نحو استخدام الطاقة الشمسية، وقد جاء وقت التنفيذ لتخفيف العبء على الموازنة، مشيراً إلى أن ثمة فكرة لمشاركة القطاع الخاص وجهات استثمارية حسب اتفاقيات محددة بحيث يكون هناك استثمار أكبر في هذا المجال.

الدعم الحكومي

وحول دعم الحكومة لإنتاج الكهرباء من خلال الوقود الأحفوري، قال الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية إن إنتاج الكهرباء تبلغ تكلفته 89 بيسة لكل كيلوواط/ ساعة حتى يصل إلى منزل المشترك وتخفيفا على المشتركين قامت الحكومة بتحديد شرائح لبيع الكهرباء،وتعتبر الشريحة الأولى من (صفر - 3000) كيلوواط/ ساعة، وتم تقدير تكلفة الكيلو واط بعشر بيسات، ومثال على ذلك: إذا استهلك المنزل في الشهر 2000 كيلوواط/ ساعة فإن قيمة الاستهلاك تبلغ 20 ريالا مع الدعم الحكومي، فيما أن القيمة الحقيقية في حالة رفع الدعم سيكون المبلغ المستحق للدفع هو 178 ريالا عمانيا أي أن الدعم الحكومي لكل مشترك هو 158 ريالا عمانيا.

وأوضح أن الشركة بصدد توضيح هذا الأمر في المستقبل القريب خلال إصدار الفواتير الشهرية بحيث تشمل الفاتورة القيمة الحقيقية والقيمة المدعومة من قبل الحكومة التي تعمل الكثير في سبيل التخفيف على المواطن أو المشتركعلى وجه العموم؛ حيث يصل هذا الدعم إلى مئات الملايين، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة، بالإضافة إلى السبب المهم وهو تأمين وصول الكهرباء للمشترك الكهربائي.

ولفت إلى أنّ التوجه لاستخدام الطاقة الشمسية من شأنه أن يعمل على توفير الوقود وتخفيف التكلفة على الحكومة وهذه الطاقة مكلفة عند إنشائها فقط، ولا تحتاج إلى صيانة عدا مسح الغبار من على ظهور الألواح الشمسية، وهي مضمونة لمدة عشرين عاما بكامل طاقتها، بعكس الأجهزة والمعدات الأخرى التي تعتمد على الديزل أو الغاز، والتي تعد صيانتها مربوطة بساعات معينة ثم يجب إعادة تأهيلها والتي تكلف ملايين الريالات،مؤكدا أنّ الشركة تنفق مبالغ تفوق ثلاثة ملايين ريال سنويا بغرض صيانة الآلات والمكائن الكهربائية التي تعمل على الوقود الأحفوري.

الوقود مدعوم

كما تطرق الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية إلى جانب آخر من الدعم الذي تقدمه الحكومة وهو دعم الوقود وقالإن الشركة تشتري الديزل من المصافي العمانية (137) بيسة للتر وهو أقل من قيمته الحقيقية بثلاثة أضعاف حيث أن السعر العالمي له ما يعادل (385) بيسة والفرق في القيمة تتحملها الحكومة في سبيل دعم إنتاج الكهرباء.

وأوضح المغدري أن التكنولوجيا في مجال الطاقة النظيفة تتقدم يوما بعد يوم ووصلت التكلفة في الوقت الحالي إلى 50 بيسة للكيلوواط / ساعة، بينما الإنتاج في شركة كهرباء المناطق الريفية في حدود 89 بيسة بإستخدام الديزل، ما يعني أنه يمكن توفير النصف في السعر المدعوم للمصروفات حيث تتحمل الحكومة 70 بيسة تقريبا أي ما نسبته 75% من قيمة الكيلوواط المنتج.

وعن مدى الاستفادة من الطاقة الشمسية بعد غروب الشمس، قال المهندس حمد المغدري إن ذلك يتمثل في إنتاج كميات طاقة كهربائية أكثر أثناء النهار وتخزينها في بطاريات لاستخدامها ليلا، تعمل من 8-9 ساعات وهي مكلفة نوعا ما،إلا أنها لا تزال مجدية للسلطنة، وفي الغالب فإنه يتم خلال فترة الليل تشغيل المكائن التي تعمل على الوقود الأحفوري في المحطات التقليدية، وبذلك يكون قد وفرنا وقود تشغيل من 7-12 ساعة على حسب المنطقة، وبالنسبة للأفضلية فإنه يستحب بالنسبة للمدن الكبيرة استخدام المحطات الأساسية التي تعمل بالديزل خلال فترة الليل أما التجمعات السكانية البسيطة المنتشرة في المناطق الأخرى في السلطنة فمن المجدي استخدام البطاريات.

وأكد انه بشكل عام فإن إستخدام الطاقة الشمسية نهاراً في السلطنة واعد جدا، حيث تستقبل السلطنة 7900 جيجاواط من الشمس يوميا، وهو أمر هائل جدا، غير أنعدم وجود المساحات الكافية لتركيب الألواح الشمسية يعد من معوقات استخدام هذه الطاقة، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام المصطحات الجبلية والمناطق غير المأهولة، كما ان عدم وجود أنظمة يمكن التصرف من خلالها في الطاقة المنتجة الزائدة من هذه المحطات يعد تحدي آخر حيث ان هذه الطاقة لا يمكن إيقافها، وعليه فإنه يتحتم وجود أنظمة محددة لإلحاق أو توصيل هذه المحطات بالشبكات الرئيسية للضخ الكهربائي.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية أن الاعتماد على الطاقة المتجددة أصبح في ازدياد ونمو هائل وثمة إقبال كبير جدا من قبل مختلف دول العالم على استخدامها؛ حيث إنها لا تشكل خطورة على البيئة أو حياة الناس، كالطاقة النووية التي تعد خطرة جدا وكذلك طاقة الديزل والغاز التي تشكل خطورة بتلويث البيئة، كما أنها لا تنتهي ولا تحتاج إلى تكاليف تشغيل ولا تحتوي على إشعاع أو ملوثات تؤثر على البيئة فهي طاقة ثابتة من الشمس وتتحول إلى طاقة حرارية كهربائية نظيفة ولا يوجد بها ما يؤثر على حياة الناس وبسبب أمانها كان التوجه لاستخدامها لأنها طاقة مستدامة ومتوفرة طالما أن هناك شمس تشرق على الكرة الأرضية كما أن طاقة الرياح في حركة مستمرة وآمنة ونظيفة وبلا شك بأنه حينما بدأ التوجه لاستخدام الطاقة النظيفة كانت مكلفة إلا أن الأبحاث المستمرة فيها بكثرة أدت إلى تقليل تكلفة إنتاجها وتضيعها حيث تعتبر الطاقة المتجددة صمام أمان للطاقة وهناك الكثير من الدول تخطط لأن تكون الطاقة المتجددة نصف إنتاجها إلا أن الاستغناء الكلي عن طاقة الوقود الأحفوري لم يأت بعد.

واقع ملموس

وقال المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية إنّالطاقة المتجددة أصبحت ولله الحمد على أرض الواقع في السلطنة، من خلال مشروع الطاقة الشمسية بولاية المزيونة، والمشاريع التي قيد التنفيذ، والأخرى التي سيتم طرحها في الربع الأخير من هذا العام.

وذكر أن شركة كهرباء المناطق الريفية قامت بتحويل الدراسات النظرية التيأخذت كثيرا من الوقت والجهد من قبل المختصين بالشركة الى واقع ملموس،والآن نعيش تنفيذه وسوف يساهم في توفير الكهرباء ويقلل من الاعتماد على المصادر المتاحة حاليا في إنتاج الطاقة الكهربائية، مشيرًا إلى أن قطاع الكهرباء بالسلطنة يسعى إلى التميز والتوسع في مصادر الطاقة. وأكد المغدري أن شركة كهرباء المناطق الريفية لم تقف على الدراسات والبحوث النظريةوإنما قامت بالولوج في التطبيق العملي الذي يعد إحدى الركائز الأساسية التي تنتهجها في سياساتها في توفير الطاقة الكهربائية لمشتركيها في كافة مناطق امتيازها وهو استخدام طاقة الشمس المتوفرة بشكل كبير، بالإضافة إلى طاقة الرياح.

تعليق عبر الفيس بوك