جدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول توريط عادل إمام سياسيا في "أستاذ ورئيس قسم"

القاهرة - الوكالات-

أثار المسلسل المصري "أستاذ ورئيس قسم" -المعروض منذ بداية رمضان على القنوات الفضائية العربية- جدلاً واسعاً في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حبكته الدرامية، التي اعتبروها "حابت أطرافاً سياسية على حساب أخرى". وواجه المسلسل أربعة انتقادات سياسية لاذعة؛ أحدثها جاء من نصيب الحلقة العشرين من أحداث العمل، وفيها وصل محمد مرسي -أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا، سدة الحكم- "ما أثار إحباطًا كبيرًا بين عدة طبقات شعبية في البلاد، رأت أنه لابد من ثورة جديدة تقضي على حكم النظام الجديد قبل أن يبدأ".

وكان الأستاذ الجامعي فوزي جمعة، بطل العمل الذي يجسد شخصيته الممثل المصري عادل إمام، أحد أبرز المصابين بهذا الإحباط السياسي، الذي دفعه لمقاطعة السياسة برمتها، رغم أنه مناضل سياسي كبير ساهم بشكل أو بآخر في اندلاع الثورة.

وأبرز الانتقادات التي وجهها النشطاء للزعيم -كما يلقب عادل إمام في مصر- تعلقت بكونه فنانًا يحابي الأنظمة الحاكمة، حيث يعرف "إمام" بولائه الشديد لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وما إن قامت ثورة الـ25 من يناير 2011، ووصل الإخوان سدة الحكم، لم يقدم الممثل الكوميدي عملاً فنيًا واحدًا لانتقاد الجماعة.

وبرَّر نشطاء هجوم إمام على ثورات الربيع العربي عبر مسلسله، على حد وصفهم، بأنه كان أحد أبرز الفنانين المؤازرين لنظام مبارك، ضد الثورة الشعبية التي اندلعت ضده وأدّت لتنحيه عام 2011، وهو نفس الموقف السياسي الذي تبناه مؤلف العمل يوسف معاطي.

ودفعت الانتقادات عادل إمام للرد عليها في تصريحات متلفزة لإحدى القنوات المحلية بالقول: "المسلسل لا يمتدح أي نظام سياسي، ونحن لا نجامل أحدًا، المسلسل معروض أمام الجميع على شاشة التليفزيون، لذلك ندعو لمتابعة حلقاته حتى نهايتها ومن ثم الحكم عليه".

وكان ثاني الانتقادات السياسية التي واجهها المسلسل، تتعلق بما اعتبره بعض النشطاء "إساءة" لثورة 2011 في مصر. ووفقًا لأحداث المسلسل، فإن الثورة لا تعدو مؤامرة خارجية نفذت عن طريق بعض المصريين الخونة أو المغيبين، فضلًا عن مشاركة قطاع من الإسلاميين في أحداثها.

وبحسب المشاهد الدرامية، فإن المتظاهرين "يعتدون بالضرب المبرح على ضابط شرطة بمجرد التعرف على هويته"، كما تعامل المسلسل مع "اللجان الشعبية"، التي تكونت إبان اندلاع الثورة لمواجهة الانفلات الأمني، على أنها مجموعات من البلطجية المتعاطين للمخدرات.

وثالث الانتقادات التى واجهها المسلسل، تمثلت في اتهامه بتشويه صورة التيار اليساري، من خلال إظهاره كحزب كرتوني، وأعضاؤه مجموعة من المهرجين. أما رابع تلك الانتقادات فخصّت الثورة السورية، الذي "يسعى المسلسل لتشويهها عن طريق شخصية عاطف صقر، الأستاذ الجامعي الدمشقي، الذي كان من أشد المتحمسين لثورة بلاده، إلا أنه سرعان ما انقلب عليها بعدما اكتشف أنها سبب كل ما آلت إليه سوريا من إراقة دماء، ودمار، وتخريب"؛ فالأستاذ الجامعي السوري -بحسب أحداث المسلسل- يرى الثوار مجموعة من الأطباء، الذين قرَّروا إجراء عملية جراحية لوطنهم فنجحت العملية، ولكن الوطن مات. وزاد من قوة هذا الانتقاد رفض الفنانين السوريين عبد القادر وبسّام قطيفان تجسيد هذه الشخصية؛ حيث يعرف عنهما تأييد الثورة السورية، ومهاجمة نظام بشار الأسد.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إنه يرفض محاكمة الأعمال الفنية من منظور أخلاقي، ويرفض إلزام الممثل في أعماله الفنية بمواقفه السياسية في الواقع. لكنه استدرك أن عادل إمام وضع نفسه في مأزق سياسي فني، حينما قدّم عملًا ينتقد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وينسب فيه نفسه للثورة، وذلك لأن الممثل المصري (إمام)، تورط إلى حد كبير في الدعاية للتوريث، والدفاع عن النظام الذي استفاد منه كثيرًا؛ لذلك أصبح من الصعب جدًا على المشاهد أن يفصل بين الصورة الذهنية التي رسمها عن إمام وبين الأعمال الفنية التي يقدمها.

وفيما يتعلق بمهاجمة المسلسل للثورة السورية، قال الشناوي: إمام اضطر لمسايرة ثورة 25 يناير، رغم عدائه الشديد لها؛ لأنها نجحت في إجبار مبارك على التنحي، لكن الثورة السورية تعثرت لذلك لم يجد أية غضاضة في مهاجمتها علانية بهذه القسوة. لكنه عاد قائلا: رغم مخالفتي لرأي إمام في ثورات الربيع العربي، إلا أنني متمسك بحقه في التعبير عن آرائه السياسية من خلال أعماله الفنية، وعلى المشاهد الاتساق مع هذه الآراء أو رفضها.

تعليق عبر الفيس بوك