مشاهدون: الشاشة العمانية تفتقر إلى التنويع في البرامج الكوميدية الهادفة

قالوا إنّ المواهب الشابة تستحق فرصة مناسبة بعد نجاحها عبر "يوتيوب"-

البطاشي: الجمهور يقبل على الكوميديا الهادفة وليس التهريج والسخرية من الناس-

الحربي: التليفزيون العماني يتمسك بتقديم الكوميديا في القوالب التقليدية منذ سنوات -

مسقط - أحمد الشماخي-

عبر عدد من المتابعين وجمهور التلفزيون العماني عن استيائهم من قلة البرامج الكوميدية الهادفة المعروضة على الشاشة العمانية، وقالوا إنّها لم تحقق الشهرة بعد لأنّ القائمين عليها يتّسمون بالتكلّف ولا يلبون بما يقدمون حاجة المجتمع من الترفيه، حيث إنّ تلك البرامج تقدم في نفس القالب الذي تعود عليه المشاهدون في السنوات الماضية من خلال مناقشة القضايا اليومية بطابع فكاهي، لذلك يلجأ المشاهد إلى متابعة الأعمال الكوميدية التي تعرض على القنوات الخليجية ومختلف الشاشات العربية، إضافة إلى انصراف آخرين لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والمعروض على اليوتيوب.

وقال عبدالله بن مبارك البطاشي من غير الموضوعي فصل المشهد الكوميدي في السلطنة عن المشهد الخليجي والعربي كحالة عامة. والحديث يكون عن الكوميديا الخلاقة والهادفة وليس التهريج وتبادل الشتائم والسخرية من الآخرين، حيث نلمس جميعا "فقرا عاما" وغيابا واضحا للكوميديا الهادفة التي تعالج القضيّة والمشهد العربي في إطار كوميدي يهدف إلى التفكير في طرح حلول متوازنة.

وأكد البطاشي أنّ هناك نقصًا كبيرًا في الطرح الكوميدي الهادف على المستوى العربي بشكل عام. وأضاف أنّ الكوميديا فن إنساني عالمي، وكل المجتمع بحاجة إلى المزيد من جرعات الترفيه والضحك ومناقشة بعض القضايا الحياتية بأسلوب فكاهي وهادف .وأكد أنّ هناك شريحة كبيرة في المجتمع لا تتقبل الأعمال الكوميدية وهناك خلط دائم بين الشخصيات الكاريكاتوريّة التي يجسدها الممثلون وبين الواقع، وذلك أمر غير صائب، فليس دائمًا الشخصيّة الكوميدية في عمل ما يعني أنّها صورة طبق الأصل من الواقع أو أنّها تشوّه صورة جميع أفراد المجتمع وطالب البطاشي بالعمل على إيجاد مزيد من القنوات التي تساهم في توفير أعمال درامية متنوّعة لتلبية أذواق الجميع من أعمال كوميدية أو غيرها.

أمّا ظافر الحربي الذي يشارك في عروض مسرحيّة فكاهية أو ما يعرف بـ"الستاند أب كوميدي" فيرى أنّ المجتمع العماني بحاجة لمزيد من برامج الكوميديا والمقالب، لأنّ الكل يحتاج إلى الضحك، حيث تجد المتابع دائمًا يبحث عن الفكاهة في كل مكان سواء في التلفزيون أو في برامج التواصل الاجتماعي كما يقبل أحيانًا على حضور العروض المسرحية، لأنّ الضحك أساسًا يخفف من الحالات الانفعالية والغضب والقلق والازعاج وهو ما يحتاجه المشاهد.

وأضاف الحربي أنّ البرامج الكوميدية قد لا تتماشى مع رغبات وميول المجتمع العماني لأنّه مازال يتابع البرامج الكوميدية عبر شاشات الوطن العربي ولكن القليل منهم من يتابع الكوميديا العمانية، والأسباب عديدة، منها أنّ الشاشة العمانية تقدم الكوميديا القديمة التي تعود عليها المتابع العماني منذ سنين ولا يوجد فيها أي تطور، حيث لا زالت الكوميديا في التلفزيون العماني محصورة في تقديم مسلسل يعرض بعد الإفطار ومعظمها تتناول قضايا المجتمع العماني لكن يختلف اسم المسلسل والممثلين لا أكثر.

وأوضح الحربي أنّ برامج الكوميديا العمانية ينقصها المادة الكوميدية فهي تحتاج إلى شخصيات تمتلك الروح الكوميدية بالفطرة، إضافة إلى أنّ الممثل الكوميدي يجب أن يكون مطلعًا على باقي أعمال الكوميديا ولديه الثقافة الكوميدية بحيث لا يعتمد فقط على الحس الفكاهي، فالثقافة أهم بكثير، وإذا جمعت المادة الكوميدية تلك العوامل سيشعر المتابع بقوة العمل الكوميدي الذي يتابعه ويستمتع به. كما ينبغي عرض برامج الكوميديا بعيدا عن نطاق المسلسلات والأفكار التقليدية القديمة، لذلك نحتاج أنّ يكون هناك المزيد من المسلسلات الكوميدية وعرض للمسرحيات العمانية وغيرها على شاشة التلفاز، إضافة إلى إمكانية إنشاء قناة مختصة بالكوميدية العمانية مستقبلا.

وقال أحمد الصباري إنّ واقع المشهد الكوميدي في السلطنة في تقدم لكن يحتاج إلى المزيد من الحماس لتقديم أداء أفضل، وأكد على حاجة المجتمع العماني إلى برامج الكوميديا والمقالب لأنّ الشعب العماني بطبيعة الحال خفيف الحس ويحب الضحك، ويمكننا من خلال برامج الكوميديا أن نوصل رسائل مختلفة للجمهور، لأنّها من أكثر البرامج مشاهدة على مستوى السلطنة وبين مختلف شعوب العالم أجمع.

وأضاف الصباري أنّه في حال قدم مضمون جميل وبأسلوب يناسب رغبات وميول المجتمع للبرامج الكوميدية ستحظى تلك البرامج بمزيد من المتابعة والاهتمام من قبل المشاهد، بدليل أنّ موقع يوتيوب يشهد إقبالا متزايدًا على متابعة تلك النوعية من البرامج، كما برزت مواهب كثير من الشباب العماني في الكوميديا عبر ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكّد الصباري أنّ الكوميديا من شأنها أن تجذب المشاهد العماني لمتابعة القناة التلفزيونية والمداومة على مشاهدتها، خصوصًا في حال الاهتمام بتقديم البرامج الكوميدية القصيرة التي تشتمل على أفكار شبابية إبداعيّة بمشاركة المواهب الكوميدية من الشباب العماني.

تعليق عبر الفيس بوك