"تنمية نفط عمان" توقع مع "جلاس بوينت" عقد بناء مشروع "مرآة" لتوليد 1021 ميجاواط حراريا من البخار بالطاقة الشمسية

الرمحي: المشروع أكبر مركز في العالم يستخدم البخار لإنتاج النفط

ريسوتشي: استخدام الطاقة الشمسية من الحلول الاستراتيجية لتطوير آليات استخلاص النفط

جريجور: المشروع يوفر 5.6 تريليون وحدة من الغاز الطبيعي

الرؤية - نجلاء عبد العال

أبرمت شركة تنمية نفط عمان وشركة جلاس بوينت سولار أمس اتفاقية لبناء مشروع "مرآة" لتوليد البخار بالطاقة الشمسية في العالم، بطاقة 1021 ميجاواط حراري، والمشروع يعد أول استخدام واسع للطاقة الشمسية في إنتاج النفط في العالم، وستتم إقامته في جنوب منطقة الامتياز التابعة لشركة تنمية نفط عمان بحقل "أمل" على مساحة 3 كيلومترات مربعة ويحتوي على 36 بيتا زجاجيا.

وتبلغ استثمارات المشروع 600 مليون دولار، ويقام على 3 مراحل تنتهي المرحلة الأولى منها في 2017، بينما تنتهي الأخيرة في 2023. وقال معالي الدكتور محمد الرمحي وزير النفط والغاز رئيس مجلس إدارة شركة تنمية نفط عمان- عقب توقيع الاتفاقية وردا على سؤال لـ"الرؤية"- إنّ التكلفة مقابل العائد تظهر الجدوى المرتفعة للمشروع حتى في ظل تراجع أسعار النفط حاليا. وأوضح أن تكلفة المشروع مجدية، لأنها تحقق 3 أهداف؛ أولها زيادة إنتاج النفط الثقيل، وهذا ما توفره المحطة عبر إنتاج مستمر للبخار اللازم لتسهيل استخراج النفط شديد اللزوجة، من خلال ضخ البخار الساخن إلى آبار النفط في الحقل، فيما يتمثل الهدف الثاني في توفير الغاز الطبيعي الذي تعاني السلطنة من عجز في توفيره حاليا، عبر إحلال الطاقة الشمسية محل الغاز في إنتاج البخار، وبالتالي يمكن الاستفادة من الغاز المتوفر والبالغ نحو 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنوياً، ويمكن استخدامها في التوسع في الصناعة وإنتاج الماء والكهرباء، أما الهدف الثالث فهو اقتصاد المشروع؛ إذ إنه ومقارنة مع سعر الغاز الطبيعي العالمي حتى في ظل انخفاض أسعار الغاز حاليا، فلا يزال هذا المشروع وما يوفره من غاز ذا قيمة عالية الجدوى.

بيئة اقتصادية

وأضاف معاليه أنه بجانب ما يحققه المشروع من أهداف بيئية واقتصادية، فإن المشروع يحقق مردودا كبيرا، إذ يمثل أكبر مركز من نوعه وبالتقنية التي يستخدمها لإنتاج البخار المستخدم في إنتاج النفط في العالم، وبالتالي فإنه يشكل تأسيسا لمركز لهذه التقنية الحديثة في عمان، وهذا يستتبعه خلق فرص لشركات إنتاج المكونات اللازمة وبالتالي فرص العمل، مشيرا إلى أن المواد الخام اللازمة للصناعات اللازمة للمشروع موجودة بالفعل ويمكن التوسع فيها مثل صناعة الألمنيوم وصناعة الحديد. وتابع معاليه أن هناك فرصة مستقبلية لاستخدام هذه التقنية في مجالات أخرى، وأكثر ما يهم عمان وما يمكن أن تستخدم فيه التقنية هي إنتاج الكهرباء وتحلية المياه.

وتابع أن المشروع يوفر فرصا لتنفيذ بحوث علمية حول استخدامات الطاقة الشمسية، مؤكدا تفاؤله بالمشروع رغم التحديات المالية لاسيما في مرحلة البداية، موضحا أن الحكومة العمانية تستثمر في الشركة المنفذة للمشروع عبر صندوق الاحتياطي السيادي الذي يسهم بنسبة نحو 30% من الشركة وبالتالي فإن التوسع في نشاط الشركة وتوسع استخدمات هذه التقنية مستقبلا سيكون له عائد على الدولة.

وفي إجابة على سؤال آخر لـ"الرؤية"، كشف معاليه عن أن هناك اهتماما من شركات نفطية أخرى تعمل في السلطنة بتبني هذه التقنية، موضحا أن شركة أوكسيدنتال عمان على سبيل المثال لديهم خطة لاستخدام الطاقة الشمسية في حقل المخيزنة، وينتظرون نتيجة مشروع "مرآة" الذي تقيمه جلاس بوينت لصالح تنمية نفط عمان، وربما يبدأون في إقامة مشروعهم المماثل خلال الفترة المقبلة.

وأكد معالي الوزير أن الاتفاق الذي وقعته الشركتان لإنتاج البخار الساخن جاء بعد النتائج المشجعة التي أظهرها المشروع التجريبي الذي أقامته الشركة بحقل أمل، وبدأ استخدام البخار المنتج منذ عام 2012 وكان الإنتاج من المشروع التجريبي 50 طنا من البخار يوميا. وتابع أن مشروع "مرآة" يعمل على استخدام الطاقة الشمسية لتوليد البخار الذي سيستخدم بدوره في أساليب الاستخلاص المعزز للنفط الحرارية لاستخلاص النفط الثقيل من حقل أمل، وسينتج "مرآة" أكبر كمية من الطاقة الحرارية عند الذروة مقارنة بأي مشروع للطاقة الشمسية في العالم. ويؤكد نطاق هذا المشروع البارز على وجود سوق ضخمة لاستخدام الطاقة الشمسية في صناعة النفط والغاز.

وإضافة إلى ذلك، ستوفر المحطة حلاً مستداماً لتوليد البخار المستخدم في أساليب الاستخلاص المعزز للنفط والذي يولّد حالياً بحرق الغاز الطبيعي. وسيوفر مشروع "مرآة" بعد استكماله، 5,6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنوياً، وهي كمية يمكن الاستفادة منها في توفير الكهرباء للمنازل لأكثر من 209 آلاف شخص في عُمان.

تقنيات متطورة

وخلال حفل التوقيع الذي عقد بمقر شركة تنمية نفط عمان، قال مدير عام شركة تنمية نفط عمان راؤول ريستوشي إن الشركة فخورة بتبوّئها مركز الصدارة في خريطة الصناعة في اعتمادها أساليب لاستخلاص النفط باستخدام الطاقة الشمسية بحجم ودرجة من الكفاءة لا مثيل لهما من قبل؛ حيث سيوفر المشروع نسبة كبيرة من الطلب على الغاز بحقل أمل وهو من خطط الإنتاج المهمة للشركة.

وأضاف أنّ استخدام الطاقة الشمسية في أساليب استخلاص النفط من الحلول الاستراتيجية طويلة الأمد لتطوير مشاريعنا لاستخلاص النفط الثقيل والتقليل من استهلاك الغاز الطبيعي الثمين، والذي يتزايد الطلب عليه لاستخدامه في أماكن أخرى لتنويع اقتصاد السلطنة وتحقيق النمو الاقتصادي. كما سيكون من شأنه أن يحل محل الديزل وغيره من موارد توليد الطاقة وحرق النفط التي تولد كميات كبيرة من الكربون في المشاريع الحرارية مستقبلاً".

وأضاف: "لقد أثبتت شركة تنمية نفط عمان أنها من الرواد في مجال الاستخلاص المعزز للنفط لسنوات عدة، ولا شك في أن دوره سيزيد أهمية في مختلف مشاريع الشركة حيث سيستحوذ الاستخلاص المعزز للنفط على ثلث إنتاجنا بحلول عام 2023".

وأوضح أن التعاون بين الشركتين بدأ عام 2010 في مشروع تجريبي تكلل بالنجاح في حقل أمل، وهدف إلى تجربة الجدوى التجارية من توليد البخار بالطاقة الشمسية، وقد أنتج المشروع 50 طناً من البخار في. ومن المخطط أن يستمر عمل هذا المشروع التجريبي الذي يولد 7 ميجاواط من الطاقة إلى جانب المشروع التطويري المتكامل. وأضاف أنه تم إرساء العقد لشركة جلاس بوينت سولار نظراً للنجاح الذي حققه المشروع التجريبي لتوليد البخار بالطاقة الشمسية والذي فاق التوقعات من حيث موثوقية عمله وتوليده للبخار خلال العامين المنصرمين، مشددا على أن النجاحات التي سجلتها شركة جلاس بوينت دفعت تنمية نفط عمان نحو الإقدام على هذا المشروع التاريخي والذي سيكون أكبر عن نظيره التجريبي بمئة مرة.

وزاد: "سيكون ربط تقنية الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية بعمليات حقول النفط القائمة عملية سلسة وستساهم في تعزيز جهودنا لحفظ الطاقة والبناء على مشروعنا لمعالجة المياه المعترف به عالمياً وغيره من المبادرات في سائر مواقع الشركة". وأكد أن بإمكان هذا المشروع جعل عُمان مركزاً عالمياً للتميز في مجال الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية، ناهيك عن الفوائد الاقتصادية كإيجاد فرص التدريب والتوظيف للمواطنين، وبناء سلسلة تموين محلية قوية واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تمهيد الطريق لاعتماد أساليب الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية في كافة أنحاء العالم بكونها أسلوب موثوق ومستدام".

واختتم بالقول "إن ما تهدف إليه شركة تنمية نفط عمان هو تأمين استخلاص أكبر من الهايدروكربونات، وفي الوقت نفسه خفض استهلاك الطاقة وما يترتب على ذلك من تكاليف. ونحن على ثقة بأن هذا سيكون مشروعاً مستداماً سيعود بالفائدة على شركة تنمية نفط عمان، وشركة جلاس بوينت وسلطنة عمان على حد سواء".

أما فيما يتعلق بمدى تأثير انخفاض أسعار النفط خلال الاثني عشر شهراً الماضية على الحماس للمشروع، قال ريسوتشي إن أسعار النفط متقلبة، ومشاريع النفط والغاز تحقق عوائد حتى في ظل انخفاض أسعار النفط. وفيما يخص الفوائد البيئية من مشروع "مرآة"، أكد أن المشروع عند اكتماله، سيوفر 5,6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز سنوياً، ويمكن تحويل الغاز غير المستهلك في الحقل للتصدير أو توليد الكهرباء أو لتوسيع صناعات جديدة، وتنويع الاقتصاد، كما سيحول دون انبعاث أكثر من 300 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً والحد من دخولها الغلاف الجوي.

6 آلاف طن

وسيولد هذا المشروع حوالي 6 آلاف طن من البخار بالحرارة الشمسية يومياً ليتم استخدامه في عمليات إنتاج النفط، حيث تتضاءل أمامه كافة المرافق الأخرى للاستخلاص المعزز بالنفط بالأسلوب الحراري. وسيزود المرفق عمليات الاستخلاص المعزز للنفط الحراري بحقل أمل بالبخار، ليلبي بذلك جزءاً كبيراً من حاجة الحقل للبخار. وسيتكون المشروع المتكامل من 36 بيتاً زجاجياً يتم بناؤها وتشغيلها على 9 دفعات - كل دفعة مكونة من 4 بيوت زجاجية، وستبلغ المساحة الكاملة للمشروع 3 كيلومترات مربعة أي ما يعادل 360 ملعب كرة قدم، إلا أن حقل الطاقة الشمسية نفسه سيمتد على مساحة تقل بعض الشيء عن كيلومترين مربعين.

وسيبدأ العمل على المشروع خلال هذا العام، مع توقع توليد البخار من أول بيت زجاجي خلال عام 2017. وفور اكتماله، سيولد مشروع "مرآة" كمية طاقة هائلة للمستهلكين تفوق ما تنتجه محطات الطاقة الشمسية الأخرى في العالم. ومن المتوقع أيضاً أن يساهم مشروع "مرآة" في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 300 ألف طن سنوياً، وهو ما يعادل ما تنتجه 63 ألف سيارة.

وعززت شركة تنمية نفط عمان من جهودها لإدارة الطاقة من خلال تركيب محطة توليد بنظام الدورة المركبة واستخلاص الطاقة المهدرة وأنظمة تقليل فاقد الطاقة في شبكات التوزيع، وضوابط الغاز، إلى جانب استخدام توربينات ومضخات انغمارية كهربائية أكثر كفاءة، وأنظمة استخلاص الغاز بضغط منخفض ووفق ضغط الغلاف الجوي، والإضاءة التي تعمل بالطاقة الشمسية وتقنية التوليد الثنائي "LED".

ويعد مشروع مستنقعات القصب الاصطناعية، الذي حاز على جوائز عدة، أكبر مستنقع صناعي في العالم ويستخدم طاقة الطبيعة المتمثلة في أحواض كبيرة للقصب لمعالجة ما يربو على 700 ألف برميل من المياه المصاحبة لإنتاج النفط، بجزء بسيط من التكلفة والطاقة الكبيرة التي يتطلبها الأسلوب التقليدي للتخلص من المياه في الطبقات العميقة. وقد أسفر هذا المشروع عن توفير الطاقة وغاز الوقود وتقليل الانبعاثات بنسبة 98%، كما يتيح الفرصة لتحويل المياه المصاحبة للإنتاج إلى مورد ذا قيمة.

مصادر الوقود

ومن جانبه، قال رود ماك جريجور الرئيس التنفيذي لشركة جلاس بوينت سولار إن صناعة النفط والغاز تعد السوق الكبرى التالية للطاقة الشمسية، ولا شك في أن إنتاج النفط الثقيل واللزج يتطلب كميات هائلة من الطاقة، حيث يتطلب الإنتاج من حقل للنفط ما يوازي استهلاك مدينة صغيرة من الطاقة. وأوضح أن شركة تنمية نفط عمان هي من الرواد العالميين على صعيد الابتكار في مجال النفط والغاز، وهي أول شركة تدرك قيمة استبدال مصادر الوقود التقليدية بالطاقة الشمسية لتوليد البخار المستخدم في أساليب الاستخلاص المعزز للنفط. وأضاف: "نحن في شركة جلاس بوينت سعيدون للغاية لولوج عصر جديد ينبني على الشراكة بين صناعتي النفط والطاقة الشمسية. ولا شك في أن شراكتنا مع شركة تنمية نفط عمان ستمهد الطريق لإنشاء مشاريع أكبر حجماً في هذا المجال في حقول مختلفة حول العالم".

وأشار إلى أن العالم استنفد الكثير من مخزونه مما يعرف بالنفط السهل، وللإبقاء على مستويات الإنتاج، باتت شركات النفط تبتعد أكثر عن استخدام الأساليب الأولية والثانوية لإنتاج النفط وغدت تعتمد أساليب الاستخلاص المعزز للنفط فضلاً عن تطوير مصادر غير تقليدية، إلا أنّ عملية الإنتاج منها معقدة ومكلفة. وكذلك هو الحال مع استخلاص النفط الثقيل، الذي يمثل الجزء الأكبر من احتياطي العالم المتبقي من النفط، والذي يتطلب كمية هائلة من الطاقة لإنتاجه. فعادة، يتم استهلاك ما يعادل برميل واحد من النفط الثقيل من الطاقة في عملية إنتاج 5 براميل من النفط نفسه. وبين أن من الأساليب الأكثر اعتماداً لاستخلاص النفط الثقيل هو أسلوب الغمر بالبخار، وهو نوع من أنواع الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري وينطوي على حقن بخار في المكمن لرفع درجة حرارة النفط وخفض لزوجته مما يسهل ضخه إلى السطح، وعادة ما ينتج البخار المستخدم في هذه العملية عن طريق حرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الغاز مع زيادة مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط.

وأوضح أن تقنية شركة جلاس بوينت، تعتمد على الطاقة الشمسية في توليد البخار مما يساهم في خفض استهلاك حقل ما للغاز بنسبة 80%، وبإمكان السلطنة استخدام فائض الغاز لتلبية الطلب المتزايد على الغاز لتوليد الطاقة وعمليات التحلية والتطور الصناعي وصادرات الغاز الطبيعي المسال.

وصممت جلاس بوينت تقنية لتركيز الطاقة الشمسية لتلبية الاحتياجات الخاصة لصناعة النفط والغاز. وعلى خلاف الألواح الشمسية التي تولد الكهرباء، تستخدم تقنية الأحواض المغلقة لجلاس بوينت مرايا كبيرة مقوسة لتوجيه أشعة الشمس إلى أنبوب غليان يحتوي على كمية من المياه. وتعمل هذه الطاقة المركزة على غلي المياه وتوليد بخار عالي الجودة والذي سيتم ضخه في شبكة توزيع البخار القائمة.

وأوضح جريجور أنّه تم وضع نظام الطاقة الشمسية المركزة داخل بيت زجاجي مزود بآلية تنظيف أوتوماتيكية لحماية المرايا من الظروف المناخية كالرياح والرمال والعواصف الترابية التي تتسم بها السلطنة ومنطقة الخليج عموماً. وقال إن البيوت الزجاجية توفر بيئة خالية من الرياح تمكن من جعل المرايا والقطع الأخرى خفيفة ورفيعة جداً. وأكد أن مشروع "مرآة" ينطوي على إمكانيات كبيرة لإيجاد قيمة للسلطنة وخلق فرص جديدة في مجالات تطوير سلسلة التموين العمانية والقدرة التصنيعية، والتدريب والتوظيف. ويتم حالياً تطوير خطط لتوطين سلسلة التموين والتي تتضمن تأسيس مصنع محلي في السلطنة.

تكنولوجيا جديدة

وحول آلية عمل هذه التكنولوجيا، قال جريجور إنه بخلاف الألواح الشمسية التي تولد الكهرباء، تستخدم تكنولوجيا شركة جلاس بوينت الطاقة الشمسية لإنتاج البخار، وصممت شركة جلاس بوينت هذه التكنولوجيا لتفي بالاحتياجات الخاصة لصناعة النفط والغاز، وبمسمى تقنية الحوض المغلق وتستخدم هذه التقنية مرايا مقوسة كبيرة لتركيز أشعة الشمس في أنبوب الغلي الذي يحتوي على الماء حيث تقوم الطاقة المركزة بغلي الماء لإنتاج بخار عالي الجودة، ليغذي شبكة توزيع البخار الموجودة في حقول النفط.

وأوضح أن شركة تنمية نفط عمان تتحمل تكلفة المشروع، فيما تعمل جلاس بوينت على توفير التكنولوجيا والشركة المتعاقد معها لتنفيذ الأعمال الهندسية والإنشائية والمشتريات.

وحول حقيقة أن "مرآة" هي أكبر محطة حرارية تعمل بالطاقة الشمسية في العالم، قال جريجور إنه عند الانتهاء من المشروع، سوف تولِّد "مرآة" في ذروة الإنتاج 1021 ميجاواط.

وأشار الرئيس التنفيذي لجلاس بوينت إلى أن تقنية الاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الطاقة الشمسية مناسب تماماً لأي دولة تنتج النفط الثقيل وتتمتع بوفرة في أشعة الشمس، حيث إن الكثير من الدول المنتجة للنفط لديها كميات محدودة من الغاز، وباستخدام الطاقة الشمسية للاستخلاص المعزز للنفط، يمكن تحويل الغاز إلى تطبيقات ذات قيمة أعلى، وهناك الكثير من البلدان في العام التي قد تستفيد من استخدام الطاقة الشمسية للاستخلاص المعزز للنفط.

أما عن إمكانية توسع تنمية نفط عمان في استخدام هذه التقنية في بقية الحقول التي تعمل بها، قال ريسوتشي إن لكل حقل طبيعة خاصة في الآلية والتقنية التي يمكن ان يستخرج النفط عبرها سواء كان بالبخار أو بالكيماويات أو غيرها لذلك فمن المستبعد أن يتم اللجوء لهذه التقنية في الحقول الأخرى إلا إذا استدعت طبيعة النفط ذلك.

وعن أبرز التحديات التي تواجه المشروع، أكد جريجور أن على رأسها وجود المشروع بعيد عن المناطق المأهولة بالسكان وبالتالي فإن جميع المكونات بكل تفاصيلها واحتياجات المشروع لابد من أن تكون موجودة في نفس الوقت وفي الوقت المناسب حتى لا يتعطل العمل.

وأكد أنه من الممكن أن يتم توفير أكثر من 60% من مستلزمات المشروع من المجتمع المحلي، وهذا ما يزيد من وتيرة سرعة العمل ويضاعف العائد من القيمة المضافة، مشيرا إلى أن الاتفاقات مع الموردين المحليين للمواد اللازمة سيتم إبرامها تباعا.

تعليق عبر الفيس بوك