إنّهم لا يحترمون (رمضان)!!.

مسعود الحمداني

حين تزور أي بلد في العالم فعليك احترام عادات الناس وتقاليدهم ومعتقداتهم..هذا أمر بديهيّ، وأنت مطالب بذلك، وإلا فإنّك قد تتعرّض إلى عقوبة لا تخطر على بالك..هذه قاعدة عامة تنطبق علينا في بلاد الغير، وفي المقابليجب أن تنطبق على الغير في بلادنا، إلا أنّه يبدو أنّ كثيرًا من المقيمين لا يعيرون اهتمامًا لهذا المبدأ، فأسأوا كثيرًا لهويّة المجتمع الدينية، ولعاداته وتقاليده، واستفزوا مشاعر المواطنين دون رادع ولا عقاب..

ففي هذ الشهر الفضيل، والذي له حرمته، وخصوصيّته، وتعظيمه في نفوس المسلمين في شتى أرجاء الأرض، نشاهد ـ للأسف ـ وافدات يلبسن ملابس غير محتشمة بالمرّة، وأعني بغير المحتشمة (الشورت والقميص) أو الملابس الفاضحة، نشاهدهنّ وهن يتسكعن في الشوارع، والمراكز التجارية دون أن يأبهن بمشاعر الناس، ودون أن يكترثن بحرمة شهر رمضان..وهذا بالطبع ينطبق على الآسيويين والأوربيين الذين يرتادون هذه المجمّعات بملابس (غير محتشمة) لا تحترم وجود أسرٍ محافظة، ولا تعير اهتمامًا لخصوصيّة المجتمع العماني المحافظ.

ولا تقوم الجهات المختصة، ولا إدارات هذه المراكز التجاريّة بدورها الواجب عليها في منع دخول هؤلاء إلى المجمّعات دون ملابس تحترم البلد، وتحترم ـ على الأقل ـ مشاعر المواطنين، والمسلمين المقيمين، وتقف ـ هذه الجهات ـ متفرجة على هتك حرمة الشهر الفضيل أمام مرأى منها ومسمع، دون أن تحرك ساكنا.

قبل فترةـ في شهر رمضان ـ شاهدتُ في أحد المجمعات التجارية في ولاية صحار فتيات من الجنسية الآسيوية وقد لبسن ملابس فاضحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهن يتجوّلن بكل حرية في مكان يعج بالأسر والأطفال، وحين تحدّثتُ إلى (رجال الأمن) المتواجدين في المجمّع عن الأمر، لكي يقوموا بإخراج هؤلاء الفتيات من المكان، احترامًا لمشاعر الصائمين، إذا بأحدهم يفاجأني بقوله: (نحن لا نملك صلاحيات منعهن، والإدارة ستعاقبنا لو قمنا بذلك..!!)..رغم أنّ هناك تنبيها معلّقا عند بوابة المجمّع يلزم المرتادين بضرورة لبس الملابس المحتشمة، ولا أدري ما الذي تعنيه كلمة (محتشمة) في قاموس إدارة المركز التجاري.

ولا تستغرب إنْ شاهدت بعض الآسيويين وحتى بعض شبابنا ـ للأسف ـ وقد جلس يتناول طعامه في الشارع، وأمام المارة، دون حياء أو خجل أو توقير لهذا الشهر الفضيل، ولا تملك في المقابل إلا أن تكظم غيظك، وتنصرف، لأنّ القوانين شبه معطلة في هذا الجانب، ولذلك تجرأ مثل هؤلاء على كل قيم المجتمع، ومعتقداته، ولم يعيروا الأمر اهتماما، أو يكترثوا لاستفزازهم الآخرين بأفعالهم التي لا تدل على احترام شهر رمضان فقط، بل على عدم احترامهم لتقاليد البلد الذي يقيمون فيه.

ورغم وجود عقوبة (خجولة)ـ إلى حد ما ـ في قانون الجزاء العماني على من يقوم بـ (نقض الصيام علنا من "قبل المسلمين" في شهر رمضان)، و(الظهور في أمكنة عامة بصورة مخالفة للحشمة) إلا أنّ هذه المواد شبه معطّلة، رغم أنها عقوبات مخففة، وغير رادعة، ومع ذلك فهي غير مفعّلة، لذلكيجب تطبيق هذه القوانينوتفعيلهاخاصة في شهر رمضان احتراما لخصوصية المجتمع، واحتراما لمشاعر المواطن وهويته الدينية التي تنتهكها مجموعة من الوافدين، والمُستهترين الذين (أمنوا العقوبة..فأساءوا الأدب).

مSamawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك