رمضان في ينقل: إفطار جماعي وأجواء روحانية خاصة وأنشطة تطوعية وتجمعات عائلية


ينقل - ناصر العبري

تتميز ولاية ينقل بأجواء روحانية وطقوس اجتماعية خاصة خلال شهر رمضان الكريم، حيث يجتمع الأهالي في حلقات لتدبر القرآن والاستماع إلى المحاضرات الدينية بعد الصلوات، كما يشجع أولياء الأمور أبناءهم على ممارسة الألعاب التراثية في ليالي رمضان، وينشط فريق سرب العطاء الذي يضم في عضويته السيدات فقط لخدمة المعسرين وجمع التبرعات وتوزيعها على المستحقين.

وقالت لطيفة العلوية عن العادات الرمضانية في ينقل إن أهالي الولاية يستعدون لاستقبال رمضان بشراء الأرز والقمح لصناعة الخبز العماني وغيره من مستلزمات رمضان، وقبل الفطور تجهز مائدة الإفطار التي تحتوي على الأكلات الشعبية مثل اللقيمات، والهريس، أو الشروبة،والعرسية، والثريد، وغيرها. كما تقوم الأمهات بتوزيع بعض الأكل على الجيران والأهل وتبادل الأكلات الشعبية. كما يفضل الرجال الفطور في البيت أو مع أبناء الحي، وتتجمع الأسرة على الفطور ويأكلون الأكلات الشعبية، وبعد صلاة التراويح يأكلون وجبة العشاء، ويقوم بعض أبناء الحي بالتجمع واللعب بالكرة، كما تتجمع النساء في أحد بيوت الحي لتبادل السوالف فيما بينهم والاستمتاع بوقتهن.

المائدة الرمضانية

وقالت موزة الفارسية إنّ الله أكرمنا بشهر رمضان الكريم وأنعم علينا بشهر للرحمة والمودة والصدقات حيث تتطهر فيه النفوس، وها هي المائدة الرمضانية التي تجمع الأهل والأقارب والأحباب تنسج خيوط الحاضر والماضي مائدة رمضانية عمانية، ولازلنا نمشي على نهج أجدادنا ونطرق باب جيراننا ليتذوقوا إفطارنا ومائدتنا كما هي مملوءة بالحب والترابط فيها لمسات الماضي والحاضر، وفيها ابتسامة الجد وتشجيع الأب ويرتفع صوت الأذان لتتقارب القلوب وتتلهف وترتفع الأصوات بالدعاء بأن يحفظ الله عمان وقائدها.

وقالت فاطمة بنت مرهون العلوية إن رمضان شهر الطاعة والتقارب بين الأحبة ونجد فيه روحانيات خاصة ومميزة تختلف عن كل الشهور، حيث نرى فيه تجمع الأهل مع بعضهم البعض على الفطور أو على السحور، ورمضان فرصة للتصالح مع الله واكتساب رضاه وأداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القران الكريم، ويشعر الجميع بالراحة والسعادة، والأكثر تميزا في رمضان صلاة التراويح حيث يتسابق الناس على أدائها لفضلها الكبير وهي فرصة لتجمع الناس مع بعضهم على الخير، ومن العادات الجميلة التجمع الأسري على مائدة الإفطار في أجواء روحانية.

وقالت خديجة البلوشية إن الحمد لله الذي جعل من هذا الشهر الكريم فرصة لتزكية النفس وفرصة لتنقية القلوب من الشهوات الدنيوية، والحمد لله الذي جعل هذا الشهر شهراً للمحبة والرحمة وفرصة لتقرب الناس أكثر للخير وحب المساكين. وفي شهر رمضان الكريم يتسارع المسلمون لفعل الخيرات وترك المنكرات وذلك بغيةً منهم للتقرب إلى المولى عز وجل سواء كان ماديا أو معنويا. وأضافت أن ولاية ينقل تشهد في هذا الشهر الكثير من أعمال الخير وفي كل زاوية من زوايا ولايتي تنتشر الخيام الرمضانية لإفطار الصائمين وتتلقى الخيام المساهمات من المنازل أو من مساهمات جماعية لفرقٍ خيريةٍ في الولاية جانب الخيام الرمضانية هناك العديد من المحاضرات والندوات الدينية التي تقام في مساجد وجوامع الولاية من بعد صلاة العصر حيث يكون جموع الحاضرين هم الرجال من مختلف الأعمار والجنسيات. قوبيل الإفطار ببضع دقائق تبدأ عاده جميله في الولاية بشكلٍ خاص وفي السلطنة بشكلٍ عام وهي عادة توزيع مائدة الإفطار على الكثير من منازل القرية. أما لحظة الأذان وفرحة الصائم فهي لحظه الفرج ولحظة ثواب الصبر وبعد الإفطار تتجمع العوائل أمام شاشة التلفاز لمشاهدة البرامج الفكاهية.

نشاط "سرب العطاء"

وأضافت البلوشية أن المناجاة الربانية لراحة النفس هي في صلاة التراويح ونرى تجمع الأهالي من الجنسين الرجال والنساء ومن مختلف الأعمار. كما يمارس الأطفال الكثير من الألعاب التقلديه والحديثة. ويبدأ تجمع نساء الولاية في أماكن محددة لتبادل الإخبار والضحك والحرص على جمع الشمل. وتابعت أن فريق سرب العطاء التطوعي الذي يضم النساء فقط يعمل في الولاية على خدمة المجتمع والفريق عبارة عن مؤسسه تكاملية تقدم الكثير من الندوات والمحاضرات والفعاليات للارتقاء بالمجتمع والجزء الأهم في هذا الشهر الفضيلة هو اهتمام أهل الولاية بالقران الكريم حيث يوجد الكثير من دورات تحفيظ وتدريس القرآن وعلومه والهدف الأسمى من وراء هذا الاهتمام هو تخريج أجيال حافظة للقرآن الكريم.

وقالت سميرة الجابرية إن العادات التي تمارس في شهر رمضان قد تتشابه من منطقة إلى أخرى، لاسيما في وجبات الإفطار سواء في المنزل أو الإفطار الجماعي في المساجد. وفي ولاية ينقل تجتمع العائلة قبل أذان المغرب بدقائق على مائدة الإفطار ويتم بعدها الإفطار كالمعتاد على التمر واللبن وبعض الفواكه والمعجنات. وكذلك الإفطار الجماعي الذي يقام في المساجد حيث يجتمع بعض إفراد المجتمع أو الوافدين من جنسيات مختلفة ومن ميزة هذا الإفطار تحقيق التآلف في المجتمع وكسب أجر إفطار صائم وكذلك إعانة عابري السبيل
والمسافري ..أما بالنسبة لصلاة التراويح فإنّ أغلبية الرجال يقيمونها في المساجد وبعد الصلاة تقام أحيانا المحاضرات والندوات الدينية. وكذلك بعض النساء يؤدين التراويح في المصلى المخصص لهن وبعد ذلك تقام الدروس الدينية وتعليم القرآن الكريم وإقامة المسابقات الثقافية في بعض الأحياء وذلك يضاعف من أجر الصائم ويبارك في وقته لاستغلاله أيام الشهر الفضيل فيما ينتفع به. وتتميز أجواء رمضان في أحياء ولاية ينقل بالحيوية حيث يستغل بعض الشباب طاقاته في ممارسة الرياضة كممارسة المشي لمسافات طويلة ولعب كرة القدم أو قيادة الدرجات الهوائية.

وقالت لميس العلوية إن من الطقوس الرمضانية في ينقل الحرص على أداء صلاة الفجر في جماعة والتجمع لتدارس أحكام التجويد في المسجد حتى شروق الشمس، إلى جانب قراءة القرآن بشكل جماعي وبالتبادل وكذلك التجمع بعد صلاة العصر للاستمتاع بالمحاضرات التي يؤديها أحد الدعاة حول أحكام الصيام والأمور المتعلقة بالصوم. وقبل الفطور تنشط النساء لإعداد الأكلات الشعبية مثل اللقيمات والهريس والثريد والشوربة وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك