هلموا لدعوة بيت الخنجي الرمضانية

علي بن بدر البوسعيدي

على مدار شهر رمضان الكريم يقيم آل الخنجي دعوة ومأدبة رمضانية تؤمها مختلف فئات وشرائح المجتمع حيث تصل المجموعة كل يوم إلى 30 شخصًا، فهناك يوم للأطباء، ويوم للسفراء، وآخر لتجار مطرح، ويوم للإعلاميين وغيرها من مجموعات يحتفي بها آل الخنجي في البيت القديم بود ومحبة في تجلٍ روحاني يواكب أجواء الشهر الكريم، ويعكس تمسّك آل الخنجي بهذا التقليد الذي تناقلوه وتوارثوه كابرا عن كابر منذ عقود خلت . والدعوة التي بصدد الحديث عنها هنا هي الدعوة المخصصة لأصدقاء المدرسة السعيدية .

فمأدبة الإفطار التي ستُقام على شرف الحضور ليست مشهدًا تطرح فيه المأكولات وتمد الموائد؛ بل هي جلسة أنس وذكريات بين زملاء دراسة وأصدقاء طفولة .. شبّت أحلامنا وآمالنا ونحن في ترابط الرفقة والألفة، لذا أحرص سنويا وباقي أصدقائي وزملائي على تلبية تلك الدعوة الكريمة، بل ألغي من أجلها كل المواعيد الأخرى .. فالجلسة والدعوة عبارة عن سياحة في ذكريات الصبا ونحن نتراكض بين فترات العمر من الصبا إلى المراهقة والرجولة .. نتذكر تلك الأيام بسيوحها وأماكنها وشخصياتها التي كانت تشكل أحداثًا عظامًا ومحطات هامة في حياتنا .

كما أتذكر هيئتنا في الصف الدراسي، والفسحة والمشاركة في طابور الصباح بمقال أو كلمة طيبة أو مناسبة كرحلة مدرسية لمنطقة ما أو رحلة كشفية أو لقاء معين تقوم به مدرستنا أو بمشاركة مدارس أخرى .. ياااااه تلك الأيام تزدحم بالمشاهد .. تحلق بي في سماوات عدة، تهيم نفسي وأستغرق في تلك الذكريات راسما على ملامحي كل انفعالات الفرح والتحسر على زوالها والدموع، وربما أسرح أحيانا في تذكر أحد مشاهد الزمن الجميل ذلك فأنتبه لأجد عيناي تغرورقان بالدموع ..

يقع بيت الخنجي في حارة العرين بمطرح .. وهو بيت العائلة القديم، وبُني قبل نحو 100 عام، ويُعد من البيوت الأثريّة القديمة فشذاه روائح طيبة كطيبة أهله وساكنيه لا شك .. والمحافظة عليه تعنى الاحتفاظ به كموروث لثري قديم .. الصور القديمة بالأسود والأبيض تزين الجدران الأربعة التي تشد الزائر إليها ليتعرّف على شخصيات كانت ذات يوم هنا .. يذكر بالماضي التليد والحاضر السعيد .. ولربما آن الآوان لأن يتحول هذا البيت العريق إلى متحف يحكي تاريخ مطرح القديم؛ كي يتعامل معه الجيل الجديد بشيء من رد الجميل .. من هنا نقول لصاحب القلب المحب خليل الخنجي شكرًا جزيلا للدعوة هذه .. ونلتقي بإذن الله الواحد الأحد في العام القادم إنّ هناك متسعًا للعمر فأمسيات الخنجي أضحت أحد طقوس رمضان المسقطيّة المهمّة .


تعليق عبر الفيس بوك