"خذ وهات" ينقل الأجيال الجديدة من مواقع التواصل الاجتماعي إلى متابعة إذاعة الشباب

الزدجالي: البساطة في تقديم المعلومة وأسلوب السهل الممتنع ساهم في زيادة شعبية البرنامج

النعماني: البرامج الدينية الموجهة للشباب تساعد على لم الشعث وتوحيد الصف وجمع الكلمة

المعمري: إذاعة الشباب تحرص على وضع خريطة برامجية تناسب مختلف الاهتمامات

يتنوع محتوى البرامج الإذاعية في شهر رمضان بين سياسية واقتصادية وصحية ودينية ليناسب اختلاف أذواق المتابعين واهتماماتهم في الشهر الفضيل، ويأتي في مقدمتها هذا العام من حيث نسب الاستماع عبر أثير إذاعة الشباب برنامج "خذ وهات" الذي يبث يوميا في رمضان قبل الفطور، وتناقش الحلقات مختلف القضايا التي تلامس واقع وطموحات الشباب، ويحاول القائمون على البرنامج تغيير الصورة النمطية للبرامج الشبابية المحلية. وكان لـ"الرؤية" لقاء مع عدد منهم في كواليس البرنامج.

الرؤية - محمد الصبحي

وقال الإعلامي خالد الزدجالي مقدم البرنامج إن أهم أسباب زيادة نسبة الاستماع إلى البرنامج خلال الشهر الكريم هي البساطة واتباع أسلوب السهل الممتنع في التقديم وهو أسلوب محبب لدى الجمهور الذي نستهدف منه فئة الشباب وهى الفئة المنجزة التي ستأخذ دفة المبادرة غدا من أجل رفعة الوطن، وأضاف أن القائمين على البرنامج يحرصون على اتباع أساليب تجذب الجهور ولا تنفره، مشيرا إلى دور الشيخ سالم النعماني الذي يعد خير خلف لخير سلف، للشيخ الراحل خلفان العيسري، وثمن دوره البارز بأسلوبه البسيط للوصول إلى الشباب.

وأضاف الزدجالي أنّ فكرة البرنامج ليست جديدة وإن اختلف اسم البرنامج من "منكم وإليكم"، وهو الاسم الذي بدأ به البرنامج في العام 2011 مع الشيخ المكرم الراحل خلفان العيسري الذي يعد مدرسة في الإيجابية وكيفية التعامل مع الآخرين، واستمر المسمى لثلاث سنوات ليتغير المسمى بعدها إلى "خذ وهات" ليستمر به إلى اليوم، مشيرا الى أن الشيخ العيسري -رحمه الله- استأذن في نهاية شهر رمضان الماضي وتحديدا في العشر الأواخر منه ليعتكف للعبادة ليكون البديل له في ذلك الوقت الشيخ النعماني بحكم أنه كان يقدم برنامج في إذاعة القران الكريم باسم "عطرك حلو" في الشهر نفسه واستطاع هو الآخر أن يسير بالبرنامج كما كان ينتظر المستمع منه، ويستخدم الطريقة والمدرسة المحببة لدى الجمهور، واستجابة لمطالب جمهور المستمعين كنا مطالبين بالمواصلة بعد رمضان ليكون يوما واحدا من كل أسبوع لتستمر ردة الفعل الإيجابية من جانب الجمهور رغم بثه يوم السبت في الساعة الواحدة ظهرًا وهو يوم إجازة.

وعن إمكانية بث البرنامج بعد نهاية الشهر الفضيل، قال الزدجالي إنّه من الممكن لكن على أن يعرض البرنامج ليوم واحد من كل أسبوع توافقًا مع الدورة البرامجيّة الإذاعيّة الموضوعة من قبل إذاعة الشباب، حيث إن تكثيف بث الحلقات بعد رمضان ربما يقلل من تأثير البرنامج وحرص المستمعين على المتابعة، لذلك من المتوقع أن يعرض البرنامج في يوم واحد من كل أسبوع، فضلا عن ارتباطي بمهام أخرى وكذلك ارتباط الشيخ سالم بمحاضرات كثيرة في جامعة السلطان قابوس ومختلف مناطق السلطنة.

وأشار الزدجالي إلى أنّ العديد من المشايخ مثل الشيخ سالم لم يجدوا الفرصة الكافية للظهور الإعلامي وعلينا أن نوفر لهم نافذة يطلون منها على الساحة لننهل جميعًا من علمهم في سبيل خدمة المجتمع والشباب.

ومن جانبه، أكّد الشيخ سالم النعماني على أهميّة مثل هذه البرامج الإذاعيّة أو التلفزيونية لدورها الكبير في معالجة وإصلاح بعض قيم المجتمع، مضيفا أنّ مثل هذه البرامج تساعد في لم الشعث وتوحيد الصف وجمع الكلمة، وتابع: دورنا المشاركة في مثل هذه البرامج وتعزيزها من خلال المواضيع التي تناقشها خصوصًا منح الشباب فرصة تحمل المسؤولية بعيدا عن المبالغة أو التقليل من شأنهم.

وقال النعماني إنه يرجو من الله أن يوفقه في البرنامج وأن يكون عند حسن ظن المستمع، مشيرًا إلى قوله تعالى "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ". وأضاف أنّ زيادة نسب الاستماع للبرنامج وقبول الجمهور له بفضل توفيق الله عز وجل ثم اختيار المواضيع التي تهم المستمع والتي نستطيع من خلالها أن نجذبه، كما أنّ كثرة الاتصالات التي ترد إلى البرنامج لها دلالة واضحة على وصول البرنامج إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع الذي نسعى دائمًا إلى الارتقاء به والسعي نحو تطويره.

وعن اتصالات المستعمين، قال إنّ البعض قد يرى أنّها مجرد اتصالات عابرة وهي العكس من ذلك، حيث إنها تضيف للشيخ والإعلامي خالد الزدجالي الكثير من ناحية المعلومات والوقائع التي قد تكون جديدة على الشيخ وربما يسمعها لأول مرة، مشيرا إلى الدور الكبير والفعال للمستمعين المشاركين بالبرنامج في أثراء للأفكار حول القضية التي تناقشها الحلقة. وأعرب النعماني عن سروره بنشاط المشايخ في الإجابة عن المسائل الدينية وغيرها من الأمور الحياتية التي تتلامس مع الأخلاق والضوابط الشرعية.

وقال سلطان المعمري مخرج البرنامج إن إذاعة الشباب تضع خريطتها البرامجية استجابة لمطالب مستمعيها وتلبية لرغباتهم المختلفة، وهو الهم الأول لدى القائمين على الإذاعة التي توجه اهتمامها بالدرجة الأولى لناحية الشباب مستقبل الأمة، لافتا إلى أن البرنامج يعود إلى جدوله الأسبوعي بعد ما حققه من شعبية واسعة في ظل بثه يوميًا خلال شهر رمضان.

وأضاف أنّ شعبية البرنامج لدى الشباب زادت خلال شهر رمضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يحرص الشباب على متابعتها على مدار الساعة، ومن خلال تلك المواقع أصبحت لدى الشباب الفرصة للتعبير عن رأيهم في محتوى الحلقات أولا بأول بكل حرية، والحمد لله كان صدى البرنامج جيدا وإيجابيا، كما أنّ نقاط النقد أفادتنا وتمكنا من إضافة فقرات ومناقشة قضايا يطلبها الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تطوير البرنامج والارتقاء به وجذب المزيد من الجمهور.

وعبّر المعمري عن شعوره بالفخر لإخراجه البرنامج واصفا الإعلامي خالد الزدجالي بأنّه الأب الروحي للشباب وذلك لما يقدمه من دعم كبير للشباب والموظفين في الإذاعة كما أنّه إلى جانب ما يتمتع به من خبرة كبيرة يحرص على التعامل مع جميع أفراد طاقم العمل بكل احترام وود، مشيرا إلى دوره البارز في النهوض بالعديد من الشباب المجتهد في المجال الإعلامي، وأثنى على الشيخ النعماني وأسلوب تعامله مع الشباب ونقل الكثير من الخبرات إليهم.

وعن الإعداد للحلقات، قال المعمري إنّها مهمة الشيخ والإعلامي خالد الزدجالي، مضيفا أنّ الإعداد يتم قبل بث البرنامج مباشرة، وهي مهمة صعبة تؤكد على سعة إطلاعهم ومدى جاهزيتهم.

وأضاف المعمري أنه لا يواجه أي صعوبات إخراجيّة في البرنامج ويكتسب ثقة كبيرة لوجود الزدجالي والنعماني معه في فريق البرنامج، لافتا إلى أنّهما لا يحتاجان وقتًا للدخول في جو البث على الهواء، وهي سمة القامات الإعلاميّة الكبيرة دائمًا.

واختتم الزدجالي الحديث بقوله إنّ جمهور البرنامج من الشباب يستحقون أن يعاملوا بطريقة تناسب قدراتهم وحماسهم، مشيرا إلى أنّ هناك بعض الشباب الجامعي كان يومًا مستمعا للبرنامج وأصبح اليوم زميلا في الإذاعة والتليفزيون وهم شباب قادر على الإنجاز ويبشر بأن يكون له دور مهم جدًا في نهضة المجتمع والأمّة.

تعليق عبر الفيس بوك