مشاهدون: أوقات بث البرامج الدينية "غير مناسبة".. ونقص الترويج يقلص نسب المتابعة


الرُّؤية - سالم المقبالي

أجْمَع مشاهدون على أنَّ أوقات بثِّ البرامج الدينية لا تتناسب مع توجهات جمهور المشاهدين؛ حيث إنَّ مُعظم البرامج تعرض في أوقات النهار، وهي أوقات ينشغل فيها البعض بين العبادة والعمل، أو إعداد الطعام بالنسبة للسيدات.. وطالبوا بعرض هذه البرامج في أوقات مناسبة، والعمل على الترويج لها لتعزيز نسب المشاهدة. مشيرين إلى أنَّ شهر رمضان فرصة جيدة لزيادة البرامج الدينية.

وقال عبدالمجيد السلطي: إنَّ الاهتمامَ بالبرامج الدينية في التليفزيون قائمٌ، لكنَّه لا يوجد الوقت الكافي لمشاهدتها؛ نظرا لظروف الدراسة التي تستقطع وقتا كبيرا من يومي؛ فالبرغم من توافر هذه البرامج على شاشات التلفاز وفي الإذاعات، إلا أنَّ الجمهور لا يجدون الوقتَ المناسبَ في اليوم؛ نظرا لانشغالهم بأمور حياتهم الأخرى.. وأضاف بأنَّ بعض الناس ينظرون إلى تلك البرامج بنظرة سلبية؛ حيث يعتبرون مقدِّمي هذه البرامج من "المتشدِّدين" في طرح الرؤى الفقهية، مما قد يُنفِّرهم عن مشاهدة أو متابعة البرنامج.

ويَرَى السلطي أنَّ هذه البرامج تأخذ حصتها الإعلامية كاملة، كما أنَّ هناك إذاعات مُتخصِّصة للبرامج الدينية والقرآن الكريم، لكنَّ العبرة ليست في الزمن المخصَّص لها، بل في مَدضى اهتمام الجمهور ومتابعته لها. وتابع بأنَّه يُحاول -بشكل شخصي- مُتابعة برنامج "خواطر".. لافتا إلى أنه برنامج مُمتع جدًّا ومُثرٍ ثقافيا وفكريا واجتماعيا؛ حيث إنه يسعى للنهوض بالأمة الإسلامية، وإبراز أهم الأعمال الخيرية والتطوعية التي تقوم بها الدول، إضافة إلى أهم الاختراعات والابتكارت للشباب العربي. وزاد بأنه يُفضِّل كذلك مشاهدة ومتابعة برنامج "سؤال أهل الذكر"؛ حيث يُسهم في تنمية ثقافته الدينية ويظهر له الصحيح من الدين في مختلف العبادات والمعاملات.

وأشار السلطي إلى أنَّ تليفزيون السلطنة يُسهم بدور كبير في الاهتمام بهذه البرامج، لكنه يرى أنَّ هناك تقصيرًا في ترويج وتسويق هذه البرامج، على عكس المسلسلات والبرامج الأخرى التي تأخذ نصيبها من الإعلانات. وأوضح أنَّ هناك مُقترحات يُمكن من خلالها تطوير هذه البرامج؛ منها اختيار الوقت الذي يناسب الجميع لكي يكون الإقبال عليها كبيرا، كذلك تكثيف المادة الإعلانية الدعائية لتلك البرامج.

أما مُحمَّد الإسماعيلي، فقال: إنَّ شهر رمضان ليس كسائر الشهور والأيام؛ حيث تتولَّد لدى الفرد طاقة إيمانية تدفعه للاهتمام والعناية بدينه، وتوظيف هذا الموسم الذي تتضاعف فيه الحسنات وتمحى فيه السيئات؛ لهذا قد يجد المرء من البرامج الدينية سبيلا لتثقيف نفسه وأهله. وأكَّد الإسماعيلي دَوْر الإعلام العُماني الذي يعنى عناية خاصة بالبرامج الدينية بقيادة مديرها في التليفزيون الشيخ سيف الهادي، كما أنَّ الإذاعة تولي اهتماما كبيرا بهذا النوع من البرامج، خاصة إذاعة القرآن الكريم، التي تقدِّم كمًّا هائلا من البرامج التي يقدمها نخبة من المشايخ والعلماء ويناقشون موضوعات دينية تمس احتياجات الفرد في هذا العصر المليء بالفتن.

وحَوْل البرامج الدينية التي يحرص على متابعتها، قال إنَّه يحرصُ على متابعة برنامج "سؤال أهل الذكر" وهو يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة؛ نظرا لعنايته بفتاوى الناس واهتمامه بقضايا الأمة المعاصرة، كما يدعو الى نبذ الطائفية والتطرف والمذهبية في طرحه وتناوله للمواضيع، ودائما ما يدعو للوحدة والتماسك ولم شمل المسلمين؛ لهذا نجده يتمتع بمتابعة ومشاركة كبيرة من داخل وخارج السلطنة.

ويَرَى الإسماعيلي أنَّ للتليفزيون والإذاعة دورًا لا بأس به؛ فكلاهما يُكمل الآخر، وإنْ كنا نتمنَّى منهما الأفضل، بَيْد أنَّ هذا لا يعني أنْ نبخسَ حقهما وجهدهما في تخصيص برامج معينة ومواعيد ثابتة لطرح البرامج الدينية. ويضع الإسماعيلي بَعْض المقترحات لخدمة هذا التوجه. ومن هذه المقترحات: زيادة مخرجات أفراد الإعلام المتخصصين للاهتمام بهذه البرامج، إضافة إلى تكثيف جرعات البرامج التي تهتم باللغة العربية في التليفزيون، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد تغليب لغات أخرى على لغتنا الأم.

وقال عُمر الكلباني: إنَّ البرامج الدينية لا تحظى بالأولوية لدى الكثير من متابعي التليفزيون؛ حيث إنَّها غالبا ما تُذاع في أوقات النهار، وهي أوقات ينشغل فيها الناس بالعبادة والصوم، لكن في الجانب الآخر تأخذ المسلسلات والبرامج الترفيهية الأخرى نصيبَ الأسد من المتابعة الجماهيرية؛ نظرا للتوقيت المناسب للمشاهدين في عرضها، خاصة في أوقات ما بعد الفطور إلى منتصف الليل. وأوضح أنَّ البرامج الدينية تعاني من الظلم التسويقي؛ حيث يغيب الترويج لها، علاوة على عرضها في أوقات خارج الذروة؛ مما يقلل من نسب المشاهدة.

وأبدى الكلباني إعجابه بالبرامج الدينية التي تروي سيرة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إضافة إلى قصص الصحابة -رضوان الله عليهم- وكذلك رموز الأمة الإسلامية والعربية والفتوحات التاريخية للمسلمين في أصقاع الأرض وأركانها. وأكد الكلباني ضرورة زيادة البرامج الدينية في رمضان، ووضع جدول ملائم مع أوقات الجمهور، واستخدام أساليب مشوقة وابتكار طرق من شأنها أن تلفت المشاهد وتجذبه، وكذلك تناول القضايا الاجتماعية من منظور ديني لتعم الفائدة على الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك