الدرمكي لمنتقدي "دهاليز": الحكم من أول حلقة "جائر ومنقوص".. والدراما الرمضانية تخلط الحابل بالنابل

 

الرؤية- سارة الشحية

 

 

حثّ الفنان سعود الدرمكي منتقدي مسلسل "دهاليز" على التريث في إطلاق الأحكام والنقد الهدام، مشيرًا إلى أنّ الحكم من أول أو ثاني حلقة "جائر ومنقوص"، وعلى المشاهدين الانتظار حتى نهاية العمل ومن ثمّ الحكم عليه، والذي ينبغي أن يكون بناءً وليس الانتقاد غير قائم على تصحيح الأخطاء.

وقال الدرمكي- في حوار خاص مع "الرؤية"- إن الدراما الرمضانية بشكل عام تخلط دوما الحابل بالنابل والصالح بالطالح، إذا إن شهر رمضان يعد موسمًا للإنتاج التلفزيوني في الوطن العربي بأسره، ما قد يحدث معه مخالفات أو أخطاء نتيجة العجلة في الإنتاجأو عدم كفاءة الممثلين وضعف النصوص.

 

 

وقال الدرمكي إنّه يُشارك بعملين في رمضان هذا العام على قناة عمانوهما"انكسار الصمت" والمسلسل الكوميدي "دهاليز"، مشيرًا إلى أن الآراء حول العملين تباينت. وأضاف: "أريد أن أقول كلمة للجماهير وهي أنه يجب التأني قليلا وعدم إبداء الرأي حول العمل من أول أو ثاني حلقة، بل يجب عليهم مشاهدة المسلسل كاملا وبعدها يحق لهم الانتقاد سواء سلبي أو إيجابي،وأنّ يكون النقد بناء". وأوضح أن شهر رمضان موسم للدراما في الوطن العربي، وكافة القنوات التلفزيونية تعرض أعمالاً مختلفة، لافتًا إلى أنّه من الطبيعي ألا تنال كافة الأعمال رضا جميع الأذواق، بل سيكون فيها أعمالا جيدة وأخرى ربما لا تلقى رواجا أو إقبالا من المشاهدين.

واستنكر الدرمكي الانتقاد المبكر لمسلسل "دهاليز"، حيث إن البعض وجه انتقادات لاذعة إلى العمل من أول حلقة، بزعم أنه لا يعرض واقع العمانيين،لكنه أشار إلى أن المسلسل يتحدث عن طبقات مختلفة في المجتمع العماني، ومنها الطبقة الغنية والمتوسطة والدنيا، وعلى المشاهد ألا يتعجل الحكم وإطلاق الانتقادات غير القائمة على أسس صحيحة. وأوضح أن هذا العمل شارك فيه العديد بجهدهم ووقتهم، حتى يخرج إلى النور، وهذا أمر ينبغي أن يتم تقديره.

ولفت الدرمكي إلى أن حلقاته في مسلسل "دهاليز" تبدأ من الأسبوع المقبل، وذلك لأنهكان في مهرجان اتحاد العرب للإذاعة والتلفزيون في تونس وقام بالتصوير قبل رمضان بعشرة أيام ولم يكن لديه الوقت ليصورعددا أكثر من الحلقات.

ولفت الدرمكي إلى أن قطاع الإنتاج الدرامي هو من اختار أدوار الممثلينفي مسلسل دهاليز،وقال إن الدراما الحاليةتحتاج إلى ضبط وتعاون بين المخرجين والفنانين، وكذلك تقديم أجور جيدة وعادلة للمشاركين في عمل ما، كل وفق طاقته وأدائه وجودته، مؤكدا أن تحقيق العدالة في الأجور بين العاملين في هذا القطاع سيسهم في تطور حقيقي للدراما.

وأوضح الدرمكي أنه قام بتصوير 10 حلقات من مسلسل دهاليز كل حلقة مختلفة عن الأخرى،وبعض الأدوار مشابهة لأدوار سابقة قام بها سابقاً وأخرى جديدة بالنسبة له، مبديًا أسفه عن عدم مشاركته التمثيل أمام الممثل صالح زعل سوى في حلقتين، ويأمل أن يلتقي معه في أعمال أخرى مقبلة، كاشفاً عن أنّه سيجتمع مع زعل في عمل درامي جديد بناء على طلبات الجماهير.

وبين الدرمكي أن إخراج "دهاليز" قام به مخرج كويتي ومخرج عماني، وهو ما يعكس التعاون الإخراجي بين البلدين، والذي يضيف الكثير من التجارب إلى المخرجين العمانيين، الأمر الذي يفرض ضرورة تشجيع هؤلاء المخرجين. وبين أن المخرج يوسف البلوشي كان مجتهدا ويعمل بإخلاص، مشيرًا إلى أنه عمل معه لأكثر من أربع حلقات،وكل حلقة كانت بعنوان وموضوع مختلف.

صعوبات وتحديات

ومن الصعوبات والتحديات التي واجهت الدرمكي، قال إنها تتمثل في التأخير في تصوير مسلسل "دهاليز"؛ حيث انتهى من التصوير قبل يومين من بدء شهر رمضان المبارك، كما أن المعاناة الأخرى تكمن في عدم التصوير في فصل الشتاء، وهذه أول مرة في حياتي أعمل في هذا الجو الحار في درجة حرارة 45 إلى 50 درجة".

وتابع أن التلفزيون العماني كان ينتج العديد من الأعمال، وقد جمعته أعمال مع الممثل صالح زعل وكانا من أوائل المتواجدين، لكن الواقع الحالي تبدل كثيرا، وباتت شركات الإنتاجتمنح أدوار البطولة في المسلسل للأقارب والمعارف، رغم أنهم ليسوا بممثلين جيدين. وناشد الدرمكي الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون ممثلة في قطاع الدراما وقطاع الإنتاج الدرامي وضع شروط صارمة للمشاركين في الأعمال التليفزيونية، حتى يتم وضع كل ممثل في مكانه الصحيح.

اهتمام أكبر

وأوضح الدرمكي أنالمسؤولين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وعلى رأسهم معالي رئيس الهيئة، يجتهدون كل في مجال عمله، ويحاولون الظهور بأفضل الطرق والآليات، لكنه أعرب عن أمله في أن يولي العاملون في قطاع إنتاج الدراما مزيدا من الاهتمام بالأعمال التي يتم اختيارها، ومتابعة تنفيذها، وأن يتواجد مسؤولمن القطاع في مواقع التصوير، إذ إنه في أحيان كثيرةيحضر مخرجون من الكويت ومن دول عربية وليس لديهم خلفية عن الممثلين العمانيين، لذلك فمن المفترض وجود مسؤول يوجههم ويرشدهم إلى الممثلين والنجوم وغيرهم.

ورداً على سؤال حول أسباب تراجع الدراما العمانية رغم تفوقها في مرحلة الثمانينات وحتى نهاية التسعينيات، قال الدرمكي إن تلك الفترة كانت بمثابة العهد الذهبي للدارما العمانية، وكانت تقدم أعمالاً قوية، بفضل النصوص الجيدة المقدمة والإخراج المتميز والممثلين المبدعين آنذاك، إلا أن هذا التراجع ناتج عن الضعف الحالي في مستوى المخرجين والممثلين ومساعدي المخرجين والمنتجين أيضاً، فباتت المنظومة كلها متراجعة.

وحول مستوى الدراما العمانية مقارنة بالدراما الخليجية، قال الدرمكي: "بدأنا قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر في الإنتاج الدرامي، حيث كانت الدراما قوية جدًا حتى إنّ الصحف الخليجية كانت تكتب عن الدراماالعمانية عندما قدمنا أعمالا مثل "وتبقى الأرض" و"آباء وأبناء" و"قراءة في دفتر منفي" و"سعيد وسعيدة" و"صيف حار"، وكل هذه الأعمال جيدة وكان الجميع يتحدث عنها، أما الآن فلا يوجد مثل هذه الأعمال ولا أدري ما السبب هل هي النصوص أم الإخراج أم مشكلة في أداء الممثلين، وكل هذه العوامل مشتركة مع بعض فيتراجع مستوى الدراما العمانية".

وأوضح أنّه عضو في لجنة تطوير الدراما، ومن المقرر أن تجتمع هذا الأسبوع مع سعادة وكيل وزارة الإعلام رئيس اللجنة وبعض أعضائها لمناقشة وضع الدراما ومعرفة المشاكل والمعوقات سواء على مستوى النصوص أو المخرجين أو الممثلين أو الإمكانيات المالية وغيرها لإيجاد حلول لها.

ويرىالدرمكي أنبعض القنوات الخليجيةوالعربيةتعرضأعمالاً ليست بتلك الجودة،مشيرا إلى أن الأعمال الكوميدية ليست دائما تهدف إلى اصطناع مواقف كوميدية من أجل الضحك،ولكن المطلوب أن يكون هناك هدف وموضوع يسعى العمل إلى توصيله للمشاهد، وهو ما يعني الكوميديا الهادفة.

وعن أداء الممثلين الشباب، يقول الدرمكي إنه متفاوت، مضيفا:"أريد أن أقول الحقيقة، فالممثلون الشباب يقومون بتأدية الدور من خلال ترديد الحوار الذي حفظوهوهذا لا يسمى تمثيلاً،أما الجيل الثانيمن الشباب أمثال زكريا الزدجاليوسعود الخنجري وعلي العامري فهم جيل رائع، لكن ينقصهم النص الجيد".

ودعا الدرمكي القائمين على قطاع الإنتاج إلى الاستعانة بنصوص جيدة ومخرجين متميزين متفرغين لأداء وظيفتهم، بعيدًا عن أي مسؤولية إدارية يتولونها قد تعيق دورهم في الإخراج أو التمثيل.

وتابع الدرمكي أنه يسجل حاليا مسلسل "مغامرات علي بابا" لتقديمه في الإذاعة، وهو مسلسل تاريخي من تأليف أحمد قاسم من جمهورية مصر العربية الشقيقة، ويمثل معه نخبة من الممثلين،وهو عمل باللغة العربية الفصحى، ويذاع الآن في إذاعة سلطنة عمان البرنامج العام.

وحول الأعمال المستقبلية، قال الدرمكي إنّه يدرس المشاركة في أكثر من عمل خلال الفترة المقبلة وبعد عيد الفطر، لكنه سيفصح عن مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب.

تعليق عبر الفيس بوك