(بس أقول) رمضانيات رياضية


المعتصم البوسعيدي

* "الموج مسقط يُحكم قبضته على المركز الأول وقارب الطيران العُماني يسجل سرعات عالية" مثل هذا الخبر الذي جاء في صحفنا المحلية مؤخرًا مر ويمر علينا ـ أحيانًا ـ مرور الكرام مع إنه يدخل ضمن نطاق عمل رائع ومدهش لمشروع "عمان للإبحار" الذي تأسس بمباركة سامية في العام 2008 كمشروع وطني غير ربحي يعمل تحت مظلة وزارة السياحة منطلقًا من كينونة تاريخية ليصنع له وجودًا حقق إنجازات رياضية كبيرة ليس أولها حين أصبح محسن البوسعيدي في عام 2009 أول بحار عربي يبحر حول العالم دون توقف، وليس آخرها ألقاب فريق الموج مسقط بسباقات الإكستريم، وتحطيم القارب "مسندم" من فئة المود 70 الرقم القياسي العالمي في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا في عام 2014 بفارق 14 دقيقة عن الرقم القياسي السابق، (بس أقول) أن مشروع "عمان للإبحار" يحتاج أن يستنسخ في رياضاتنا الأخرى.
* أثبت الحكم العُماني أبو بكر العمري المكانة التي وصل إليها التحكيم العُماني بعدما أدار مؤخرًا نهائي كأس العالم للشباب بنيوزلندا ضمن طاقم تحكيم عربي رائع، وقد حظي العمري بإشادة واسعة عزز من خلالها توافر الكوادر العمانية ذات الكفاءة العالية في كل المجالات، كما أعطى مؤشرًا لضرورة الاهتمام بالحكم العُماني والعمل الجيد الذي يقوم به الاتحاد في هذا الجانب، (بس أقول) إنّ العمري بهذا الإنجاز يكمل مسيرة التحكيم العماني من المونديالي محمد الموسوي وصولا لعبدالله الحراصي حكم نهائي خليجي 20 للمتألق عبدالله الهلالي وغيرهم، ومع تواجد الجيل الحالي نتمنى أن يتواصل التفوق مع الأجيال القادمة.
* أكثر الأخبار الرياضية المحلية المتداولة في صحافتنا هي عن الدورات والبطولات الرمضانية للفرق الأهلية والمؤسسات الخاصة والعامة والفعاليات والمناشط المختلفة لوزارة الشؤون الرياضية سواء الرياضية أو الثقافية أو الاجتماعية، وأعتقد حتى تدوينها ـ أي الأخبار ـ يتم عبر الجهات من وإلى الصحافة، مع غياب "للشاشة الفضية" عن مشهد الرياضة التي أعتقد جزء كبير منها يصوم "ليس إيمانًا واحتسابا" بقدر ما هو قضاء فترة استراحة روتينية لا أكثر ولا أٌقل، علمًا أن الدورات الرمضانية "ذات الأصناف المختلفة" والمقامة في كل مكان هي دورات أغلبها أشبه بالتقاليد الضرورية وتفتقر كثيرًا للتنظيم وللفائدة المرجوة على صعيد "اكتشاف" المواهب خاصة مع استقطابها للاعبي الأندية وحتى المنتخبات ومن غرابتها إنها دورات رمضانية لا تنتهي مع نهاية الشهر الفضيل، (بس أقول) كيف يمكن أن نعيد صياغة رياضتنا في رمضان بشكل إن لم يكن منظم، فليكن أقل "ربشه".

* المتابع لبطولة كوبا أمريكا وأخبارها من هنا وهناك، لن يتوقف أكثر ما يتوقف إلا عند حال "سيدة اللعبة الجميلة" البرازيل بمنتخبها الذي بات فريقًا عاديًا يمكن هزيمته من أي منتخب، فقد خفت بريقه وصدأت معادن أبطاله الذين كانوا يشكلون الأفضل على مستوى العالم، علاوة على انحسار المواهب ذات العلامة الفارقة، بل إنّ الأمر تخطى مجرد خسارة مباراة أو بطولة إلى أبعد من ذلك إثر المونديال الكارثي وسباعية الألمان، ومع رحيل سكولاري بطل 2002 "ورأس الشر" في 2014 وإعادة "دونجا" لقيادة دفة السامبا لم يتغير سوى "نوع السيارة" التي ظلت تسير ـ كغيرها ـ في طريق الفشل، ولم يظهر "نيمار" بثوب الأسطورة و(بس أقول) ما لم تنجب نساء البرازيل رجل "الكرة الذهبية" فإن الخمسة نجوم على القميص الأصفر لن تزدان بنجمة سادسة.

* أجمل ما في كرة المضرب هو ما يتمتع به أبطال الكرة الصفراء بالدافعية نحو تحقيق الألقاب واحتفاظهم "بالكاريزما" الخاصة بهم رغم كل الظروف الجيدة منها والصعبة، فبعد بطولة رولان جاروس الأخيرة والتي نجح فيها السويسري فابرينكا بالفوز باللقب على حساب بطل العالم الحالي الصربي نوفاك دجوكوفيتش الذي سقطت دموعه وهو يفقد أعز لقب عليه نظرًا لفقدان خزائنه "للعرش الفرنسي" إلا أنه لا زال طامحًا للعودة إليه وهو مؤهل لذلك، وفقدان نوفاك للقب رولان جاروس سبقه إليه كبار اللعبة أيضًا مما جعلهم جميعًا يتبنون استراتيجيات جديدة قبيل الدخول لبطولة ويمبلدن البطولة الأقدم وأحدى البطولات الأربع الكبرى، فملك الملاعب الترابية رافائيل نادال البطل الإسباني الذي يعيش اسوأ فترات حياته الرياضية هذا الموسم استطاع أن يقتنص بطولة قيمة من الناحية المعنوية هي بطولة شتوتجارت وهي بالمناسبة البطولة الأولى له منذ خمس سنوات على الملاعب العشبية، في حين احرز البريطاني موراي بطولة كوينز المفتوحة للتنس، أما المايسترو روجر فيدرير فتربع منصة بطولة هالة مؤخرًا، و(بس أقول) ترقبوا بطولة ساخنة في لندن حيث "الملابس البيضاء" ستمتلئ بالشهدِ والدموع.

* استغنى الاتحاد العماني لكرة القدم عن الخبير الفني جيم سلبي ابتداءً من يوليو المقبل، وهو استغناء "غير كامل" حيث سيكون خبيرًا زائرًا كل ثلاثة أشهر لمتابعة الرؤية الفنية التي وضعها من أجل تطوير الكرة العُمانية، وربما عندما نتكلم عن رؤية فإنها بكل تأكيد ليست على المدى القصير، لكن مع كل الكلام الرصين والعلمي حول عمل هذا الرجل وسيرته الحافلة إلا أن ذلك لم يكن كافيًا دون ارتفاع صوت المطالبة بالاستغناء عنه في "قضية حجب الثقة" ووعد الاتحاد بذلك في حالة عدم خفض راتبه "الجزيل" وها هو يفعل ذلك، والقضيّة هنا ليست في المال كما يردد كثيرون، فالرجل خبير وسوق العرض والطلب متاح لارتفاع قيمته بهذا المؤشر، لكن القضيّة في رؤيته وهل بالفعل حققت أهدافها؟ وكيف نحكم عليها بشكل مهني خلال الفترة السابقة؟ ثم إنّها إن لم تجد بيئة تحتضنها وتدفع بها للواقع، فإنّ الأجدى "مد لحافك على قد رجولك"، "وإن أردتَ أن تطاع فاطلب المستطاع" (بس أقول).

تعليق عبر الفيس بوك