اتفاق "اللحظات الأخيرة" يبعد شبح الإفلاس عن اليونان.. وغضب عارم داخل برلمان أثينا

رئيس الوزراء: الكرة الآن في ملعب الدائنين لإتمام الصفقة-

عواصم - الوكالات-

تراجعت اليونان خطوة عن حافة الهاوية عندما قدمت مقترحات جديدة بشأن الإصلاح رحب بها وزراء مالية منطقة اليورو بحذر باعتبارها أساسا محتملا لاتفاق في الأيام القادمة لتفادي عجز أثينا عن سداد التزاماتها.

واجتمع زعماء منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي ومجموعة اليورو والمفوضية الأوروبية في بروكسل لعقد محادثات طارئة للتوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة لإبعاد شبح الإفلاس عن أثينا. وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، مقترحات خطة الإصلاحات اليونانية، بـ"الخطوة الإيجابية إلى الأمام"، إلا أنه أشار إلى "أن المقترحات تحتاج إلى مزيد من التقييم من قبل المؤسسات الدائنة". وأشار تاسك في المؤتمر الصحفي الختامي، لقمة دول منطقة اليورو الطارئة، التي عقدت بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن زعماء دول منطقة اليورو (19 دولة)، تناولوا الأوضاع اليونانية وتوضيح المواقف والتطورات الأخيرة في المحادثات الجارية بين السلطات اليونانية ومؤسسات الترويكا المانحة لليونان (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). وأوضح تاسك أن على مجموعة اليورو، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تشيبراس، والمؤسسات الأوروبية والدائنين، العمل بأقصى سرعة من أجل تحقيق نتيجة مساء اليوم الأربعاء، لعرضها صباح الخميس على الزعماء الأوروبيين لإقرارها بشكل نهائي خلال القمة الأوروبية.

ومن جانبها قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، "أن الترويكا تلقّت برنامج إصلاح يوناني مفصلًا ودقيقًا، فيه الكثير من النقاط العملية والإيجابية"، مضيفة "أن الطريق لا تزال طويلة أمامنا وعلينا جميعًا العمل لاعتماده خلال الـ48 ساعة المقبلة".

أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا أكبر دائني اليونان، كانت أكثر حذرًا، وبدت أقل تفاؤلًا، وقالت في المؤتمر الصحفي "لا يمكن أن أعطي أية ضمانات بالتوصل الى اتفاق نهائي، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به". وكان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تشيبراس الذي انتخب في يناير الماضي، قد عرض أمام قادة دول منطقة اليورو خطة إصلاحات شاملة للحصول على القسط الثالث والأخير من المساعدات المالية المقدرة بـ 7.2 مليار يورو، وفقًا لاتفاق 20 فبراير الماضي. وتتضمن الخطة اليونانية الجديدة مقترحات حول الميزانية الجديدة، كأساس لاتفاق محتمل في الأيام القادمة لفتح المساعدات المجمدة وتجنب العجز الذي تلوح في الأفق، كما تتضمن مقترحات بشأن زيادة الضرائب ورسوم الرعاية وخطوات إجرائية للحد من التقاعد المبكر، دون أن تشمل هذه الإجراءات المعاشات التقاعدية والأجور.

إلى ذلك، أثارت التنازلات التي قدمتها أثينا في المحادثات الخاصة بديونها ردود فعل غاضبة داخل البرلمان اليوناني، وحذر نائب رئيس البرلمان من صعوبة الموافقة على المقترحات المقدمة مما يلقى بظلال قاتمة على أجواء التفاؤل باحتمال التوصل سريعا لاتفاق ينتشل اليونان من أزمتها. ورحب الزعماء الأوروبيون بمقترحات الموازنة الجديدة التي قدمتها أثينا كأساس لاتفاق محتمل للإفراج عن المساعدات المجمدة وتفادي شبح التعثر الذي قد يؤدي إلى خروج اليونان من منطقة اليورو. كما رحبت البورصات بالخطة التي تقدمت بها أثينا حيث واصلت الأسهم الأوروبية موجة الارتفاعات الكبيرة التي حققتها في الجلسة الماضية وصعدت إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع مع تنامي التوقعات باقتراب اليونان من التوصل لاتفاق. إلا أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الذي انتخب في يناير بعدما تعهد بإنهاء سنوات التقشف في البلد الذي يعاني من الكساد يتعين عليه الحفاظ على مساندة حزبه اليساري سيريزا وأيضا دائنيه من أجل التوصل للاتفاق المنشود. وفي تصريحات لبرنامج صباحي على قناة (جريك ميجا)، قال ألكسيس متروبولوس نائب رئيس البرلمان اليوناني والعضو في حزب سيريزا إنه حال فشل البرلمان في مساندة العرض الأخير، والذي تضمن ضرائب أعلى وتغييرات في الرعاية الاجتماعية وإجراءات لخفض سن التقاعد المبكر، فقد يضطر تسيبراس إلى إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء وهو أمر من شأنه زيادة حالة الضبابية. وتحتاج أثينا إلى أموال كي تتجنب التخلف عن سداد قرض بقيمة 1.6 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل. من جهة أخرى، فإن القلق بشأن القطاع البنكي دفع المدخرين إلى سحب المليارات من اليورو من حساباتهم. ورفع البنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء سقف السيولة الطارئة التي يمكن للبنوك اليونانية أن تقترضها من البنك المركزي اليوناني للمرة الثانية خلال يومين وفق ما صرح به مصدر بنكي لرويترز. إلا أن المصدر رفض الإفصاح عن السقف الجديد الذي حدده البنك. ومع اقتراب اليونان بشكل خطير من هاوية الإفلاس يبقى من غير الواضح ما إذا كان نواب البرلمان سيسحبون دعمهم لتسيبراس إذا توصل لاتفاق.

وأكد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أن حكومته تسعى إلي اتفاق مع الدائنين يلبي حاجات البلاد للتمويل قائلا إن الكرة الآن في ملعب القادة الأوروبيين لإتمام اتفاق.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "إنني مقتنع بأننا سنتوصل إلى اتفاق لأننا يجب أن نتوصل إلى اتفاق. كما يقولون في مجال كرة القدم .. لا يمكن أن نلعب وقتا إضافيا". وردا على سؤال بشأن تخفيف محتمل لديون اليونان قال يونكر "الوقت ليس مناسبا لمناقشة هذا". ومن جانبه قال رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم "هناك عمل شاق للساعات القليلة القادمة".

تعليق عبر الفيس بوك