محطات رمضانية

خالد بن علي الخوالدي

المحطة الأولى

ننتظر شهر رمضان المبارك بشغف وشوق ولهفة ونتحمس ونخطط ونرسم الكثير من الخطط ونضع العديد من الأهداف التي تجعلنا قريبين من تحقيق الغاية من الصوم ومضاعفة الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل الذي تكون الأجور فيه مضاعفة، ويبدأ الكثيرون حريصين على أداء الفرائض والنوافل والطاعات بالتزام خاصة في الأيام والليالي الأولى حتى إن المساجد تغص بالمصلين وتكتظ الصفوف ويصلي البعض خارج حرم المساجد والجوامع، وما أن تمر ليالي رمضان الأولى حتى نرى أنّ أعداد المصلين في تناقص والصفوف تقتصر على أعداد بسيطة تحسب باليد الواحدة ويظهر هذا الأمر جليا وواضحا في صلاة التراويح التي يلتزم الكثيرون بالمحافظة عليها في بداية الشهر ويقل العدد تدريجياً مع مضي ليالي رمضان رغم أن الأجر والثواب والمكافأة مستمرة في هذا الشهر الفضيل على طول الشهر ولم تختص ليلة عن غيرها ففي كل ليلة من ليالي رمضان المبارك عتقاء من النار كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة).

المحطة الثانية

في كل رمضان دائماً ما نسمع أن أيام رمضان الماضية أجمل وأحلى من أيام رمضان الحالية وأن النفوس أنقى وأكرم وأكثر عطاء ومع هذا المدح والثناء على الماضي والحلة الجميلة التي صنعت إلا أننا وبأمانة نفتخر نحن أبناء الجيل الحالي بأننا لنا طقوس وممارسات رمضانية تميزنا وتجعلنا أكثر استغلالاً لبركات هذا الشهر وما علينا إلا تعزيزها والأخذ بيد المبادرين منا الذين يحملون في قلوبهم الخير والعطاء ومن أمثلة هذا المبادرات انتشار الخيام الرمضانية الخاصة بإفطار الصائمين حيث نجدها تنتشر على الشوارع العامة وعند الجوامع والمساجد وهذه الممارسة الإيجابية لم تكن منتشرة وموجودة سابقا إلا باستثناء بعض الجوامع والمساجد في حين لا يجد المار في الطريق العام حتى كأس ماء، أما اليوم ولله الحمد فتنتشر هذه الممارسة الطيبة وتتعزز في كل سنة وأتمنى أن تستمر ويعمل على تطويرها من خلال وجود خيام رمضانية مكيفة ومجهزة بكل الخدمات التي يحتاجها الصائم إلى جانب ضرورة أن يتكاتف الجميع في توفير المأكولات والمشروبات للصائمين وأن يبادر أصحاب الأموال الطائلة لدعم مثل هذه الأعمال الطيبة حتى يتم تقديم خدمات متطورة وراقية تليق بما وصل إليه العمل الخيري في السلطنة.

المحطة الثالثة

نشكر الجهود الخيرية التطوعية التي تقوم بها فئات من المجتمع، فئات نذرت نفسها لتقديم العطاء والخير بدون مقابل إلا الأجر والثواب من الله وندعو الله أن يرزقهم على حسب نياتهم ويبارك في جهودهم فمنذ الأيام الأخيرة من شهر شعبان وهم يجتهدون في تعقب الأسر المحتاجة والمعسرة لتقديم يد العون لهم وجعلهم يستقبلون شهر الخير وهم بعيدون عن سؤال الناس، وفي هذا الخصوص نجد أن أغلب ولايات السلطنة توجد بها جمعية خيرية أو فريق خيري وبعض الولايات أكثر من جمعية، واستطاعت هذه الجمعيات إلى جانب جهود المؤسسات الحكومية وجهود الهيئة العمانية للأعمال الخيرية من تشكيل قاعدة بيانات لأسر الضمان الاجتماعي والأسر المحتاجة والمعسرة مما يسهل الوصول إليهم في أي وقت فشكرًا لهم وكلل الله مسعاهم بالخير والنجاح والفلاح وندعو الله أن يبارك في أموال كل من يتبرع لهذه الجمعيات والفرق الخيرية وصدق رسولنا الكريم الذي يقول (ثَلاَثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا»، وقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: «إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ).

المحطة الرابعة

سنحاول أن نقف في الأسبوع القادم إن شاء الله مع محطات أخرى نتحدث فيها عن بعض العادات والممارسات والتصرفات والسلوكيات الرمضانية التي تنتشر في المجتمع، وإلى ذلك الحين نقول لكم دمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك