استراتيجيات رمضانية(5)

سالم بن سعيد البوسعيدي

شاب لم يبلغ السابعة عشرة من عمره … كان همُّ الدعوة يجري في قلبه..

وحين يقدم شهر رمضان يتهيَّأ له بالصالحات والبر والطاعات، فكأنَّ لسان حاله يقول عن شهر رمضان:

لي فيك حين بدا سناك وأشرقا.............. أمل سألت الله أن يتحقَّقا

فمنذ أن يقدم شهر رمضان يتهيَّأ له ذلك الشاب بالأعمال الجليلة، ومن ذلك أنَّه كان يقوم كل يوم قبل غروب الشمس بدقائق، فيذهب هذا الشاب إلى مكان اصطفاف السيارات عند الإشارات الضوئيَّة بابتسامة مشرقة، ووجه مضيء بالإيمان ـ نحسبه كذلك ـ يقوم بتوزيع الإفطار لأولئك الصائمين في سياراتهم مما تيسر من الماء والرطب والكعك....

وكان يرفق ذلك بمطويات دعويَّة تحث على نشر الدين والفضيلة ومكارم الأخلاق، وقد بقي على ذلك عدَّة سنوات يقوم بهذا العمل الفضيل.

وأثناء قيامه بهذا العمل كعادته، جاءت سيَّارة مسرعة عند إحدى الإشارات التي كان واقفاً بجانبها فاصطدمت به فأرْدَتْه قتيلاً مضرَّجاً بدمائه، وهو صائم لله عزَّ وجلّ، يقوم بتفطير الصائمين، وإدخال السرور عليهم وعلى أولادهم، ويدعوهم إلى الله تعالى فهنيئاً له عمله ذلك، وتقبَّله الله تعالى في جنانه.

رحلة رمضان فرصة، فرصة لا تفوّت أبدا،أتذكر هنا ذلك الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك مرفوعاً إلى رسول الله أنَّه قال : " إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله "

فقيل : كيف يستعمله يا رسول الله؟

قال: "يوفقه لعمل صالح قبل الموت"

لو قابلنا ذلك الشاب الداعية وهو يقوم بأعمال خير عديدة؛ من تفطير الصوَّام، وإلقاء السرور عليهم، والدعوة إلى الله، والعمل المنتج تحت شعاع الشمس، صائماً نهاراً طويلاً؛ بحال كثير من المسلمين في شتَّى البقاع الذين يمر عليهم رمضان تلو رمضان، دون أن يغتنموا فيه تلك الفرص الجليلة التي قلَّ أن تجتمع في شهر كما اجتمعت في هذا الشهر، لوجدنا بينه وبينهم بوناً شاسعاً وفرقاً هائلاً، فشتَّان بين من يغتنم وقته بالطاعات ومن يغتنمه بالموبقات!

ففي هذا الشهر نستطيع أن نفعِّل الكثير من المشاريع الدعوية والأفكار الإصلاحيَّة، ونبذر الأعمال الصالحة، وننتهج سبل أهل الخير والسبق في استغلال الأوقات الفضيلة بما يفيد أمَّتنا ومجتمعنا.

إنَّ من أعظم الفرص، فرصة العبوديَّة لله والقيام بحقِّه، والتوجه إليه والاستعانة به والانطراح بين يديه، فهي الحقيقة الكبرى في الكون والحياة، وجميع الفرص الأخرى متفرِّعة عن هذا الأصل العظيم الذي تندرج فيه وتنتهي إليه كل أعمالنا وعباداتنا ومعاملاتنا.

ويكفي في ذلك ذكر حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يقول:" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنَّة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين "

وقوله عليه الصلاة والسلام: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه"

ومعنى إيماناً: إيماناً بوجوبه، ومعنى احتساباً: استشعاراً بالأجر عند ربِّه، كما قاله العز بن عبد السلام

ومن الأمور المهمة استشعار أجر كل عبادة

____

استراتيجية الحماس لرمضان (2)

@خذ ورقة الآن واكتب

Pكيف تجد شوقك لرمضان؟ كبير/ متوسط/ قليل/ أجده ثقيلا

Pكيف تجد حماسك للصيام والعبادة؟ كبير/ متوسط/ قليل/ ليس عندي حماس

Pخذ نفسا عميقا تصوّر نفسك مكان أحد الموتى في شعبان أو قبله، صديق لك، أب .. تذكر أنّك منحت فرصة ذهبية للتعويض عما فاتك وحرم هو منها

Pحاول أن تتهيأ من شعبان أو رجب بصيام بعض الأيام وكثرة الصلاة وتلاوة القرآن؟

Pعد لبرنامج زيادة الحماسة السابق وحاول تطبيقه

salem2226@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة