أهلا رمضان

فايزة سويلم الكلبانية

faiza@alroya.info

همسة أولى

أخطُ سطور مقالي هذا ويعتريني شوقٌ شديد للأجواء الرمضانية، وأشكر الله بأن أنعم علينا وعلى سائر المُسلمين بأن نعيش روحانيات شهر الصوم، الشهر الذي تُغفر فيه السيئات وتُرفع فيه الدرجات وتتنزل فيه الرحمات، فسبحان الله.. بمجرد اقتراب دخول الشهر الفضيل سادت مشاعر روحانية وإيمانية صاحبها السكون والهدوء خلجات ومشاعر كل مسلم بشكل تلقائي، أجواء يومياتنا العادية والمزدحمة نوعاً ما بما تحمله من مشاغل، ومشاوير، وأعمال، واجتماعات وواجبات والتزامات، كل هذا وبالرغم من حرارة الجو وطول فترة النهار إلا أنه ومنذ الوهلة الأولى والتي تعلن فيها اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك، عن دخول شهر "رمضان" المبارك، تتوهج المشاعر الإيمانية دون شعور في نفوسنا، وتزداد الروحانيات وتسود الأخلاق الرمضانية تعاملاتنا وجداول أعمالنا اليومية وحياتنا بما تشمله من صلة للأرحام وتجمعات الأهل والأصدقاء، والالتزامات الثقيلة المرمية على عاتق كل فرد منّا يشعر بأنها صارت مسؤوليات أخف وتقل أعباؤها، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : "إذا دخَل رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ ، وسُلسِلَتِ الشياطينُ"، وفي رواية: "فتحت أبواب الرحمة".

همسة ثانية

من أروع فضائل شهر رمضان التي أحرص وأدعو رب العالمين أن يشملني برحمته فيها كلما أتذكر بأن الله عزوجل في ليالي هذا الشهر الفضيل يمن على من تعرض لنفحات ربه وجوده وإحسانه بــ "العتق من نار جهنم"، فأسعى جاهدة بالدعاء في كل ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل بأن يعتق الله رقابنا ووالدينا ومن نحب وسائر المسلمين من النار، لنسعد سعادة لا نشقى بعدها أبداً، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ". رواه الترمذي.

همسة ثالثة

للأسف.. قد لا أتذوق طعم أيام رمضان كسابقه وأنا أجلس في سفرة الإفطار بصحبة أمي وأبي وأخواني وجدتي مثلما تعودت، حيث يقبل علينا الشهر الفضيل بعيداً عن الأهل، بما فرضته علينا ظروف العمل والذي يمتد حتى الفترة المسائية أحياناً، مفتقدين للجو الأسري، ولا نشعر بلذة الإفطار أو صلاة التراويح..وصدى مآذن حارة " الربيع" الهادئة.. وكثيرًا ما يؤذن الفجر ولم يخطر على بالنا أن نتسحر لأنّ " أمي" لم توقظنا تكرارًا لنشرب جرعة ماء، تعيننا على صيام الغد.. وغالباً ما نفتقد لأحباب غادروا الحياة عنّا إلى خالقهم ولن تمتد أيديهم معنا إلى سفرة الإفطار هذا العام. اليوم نفتقد للكثير من أساسيات الحياة الرمضانية.. حيث ينتابنا الحنين للطقوس والجماليات الرمضانية واللقاءات الأسرية إلى جانب الزيارات المتبادلة التي كنّا نعيشها سابقاً في قريتنا وسط التجمعات الأهلية والتي لا نجدها في مسقط، وافتقادنا الأكبر يكمن في بعض العادات القروية المتمثلة في مساهمة الجيران ومبادلتهم لبعضهم البعض أطباق الطعام فتتنوع مائدة الفطور بمختلف أصناف الأطعمة، حيث أصبحت عادة نادرة جدًا.

همسة رمضانية..

لرمضان طابعه الخاص في قريتي..

ولرمضان ظروفه الخاصة في مسقط..

والأهم من هذا وذاك أن نستمتع بروحانياته..

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا..

تعليق عبر الفيس بوك