وآه على "ابن دارس"!

 

 

 

 

مدرين المكتومية

 

غيَّب الموتُ الكاتبَ الإصلاحيَّ علي الزويدي المعروف بـ"ابن دارس"، عن عالمنا؛ إثر سكته دماغية.. رَحَل فجأة دون أية مقدمات وبلا ضجيج، رحل بهدوء. عرفناه مناصرا للحق دوما رافضا لأشكال الاستغلال والفساد أيا كان مَنْشؤه.

 

والزويدي هو أحد مؤسسي جمعية الكُتَّاب العمانية وعضو مجلسها، وقد عمل كاتباً في الصحافة العُمانية منذ العام 1986.. كتب وأصدر -بوصفه مشرفاً على منتدى سبلة عمان- بضع مقالاتٍ تتناول الفساد. عُرف بجرأة التحليل واعتماد الأدلة والبراهين المقنعة في تغليب وجهة النظر. كما تعرَّض لأول محاكمة في الكتابة الإلكترونية قبل عدَّة سنوات، لكن تم الحكم ببراءته؛ وذلك لقيامه بنشر مقالٍ يتعلَّق بقيود حرية التعبير.

 

اختار "ابن دارس" اسمه من فلج دارس، أهم أفلاج نزوى، وهو الفلج الذي لا يتوقف.. هكذا كان رجلًا يقدِّم الكثير للساحة الإعلامية والثقافية، ذا فكر واسع يُحارب الفساد ويبحث عن النقاء والصفاء.. الزويدي لم يكن شخصا عاديا بالنسبة لرفاقه ومن حوله، بل كان شخصا استثنائيا في كل شيء، يجدونه دائما حين يبحثون عن أنفسهم في الغياب، هو رجل مُختلف بالنسبة للجميع.. لكنه الموت؛ ذاك القدر المحتوم الذي لا يُمكن الفرار منه.

 

ابن دارس رحل بعيدًا، ولكن سيرته العطرة ستظل تلازم مخيلاتنا؛ سيبقى رجلا يحكي تفاصيل الغياب برسائل يتداولها رفاقه وزملاؤه عنه وعن رحيله.. ولكن، ما نأسف له هو الرحيل بلا وداع، فنعيش بغصه تخنق أنفاسنا بسبب انشغالنا عمَّن نحب، والذين حين يرحلون نبكي ونلوم أنفسنا، حينها نشعر بكم كنا مقصرين حين اعتقدنا أنَّ كل من هم حولنا مُخلَّدين للابد، ها هو عزيز آخر يرحل وتفقده الساحه الثقافية والإعلامية مخلِّفا وراءه ذكرى طيبة في نفس كل من عرفه.

 

madreen@alroya.info

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك