مستهلكون: معظم العروض الرمضانية "فقاعة دعائية".. والانسياق وراءها يوقع في فخ التبذير

 

الشريقي: رمضان شهر إحسان لا موسمًا ينتهي فيه مصير الموائد إلى سلّة القمامة

 

الشماخي: هناك عروض تهدف للتخلص من سلع تنتهي صلاحيتها أثناء رمضان

 

البلوشي: بعض التخفيضات لا تتعدى الخمس بيسات.. وملصق العرض طُعم لجر الزبون إلى الشراء

 

الغافري: المستهلك الخاسر الأكبر.. والتاجر يعوض هامشيّة الربح بواسطة ارتفاع نسبة المبيعات

 

البدوي: الشراء عند الحوجة يضمن فترة صلاحية المنتج.. والنساء الأكثر إقبالا على العروض

 

المقرشي: شراء مستلزمات رمضان يحتاج إلى تخطيط مسبق

 

الصمصامي: ثقافة الشراء رهينة بدرجة وعي المجتمع بأسس التسوّق المبني على الاحتياج

 

 

أجمع عدد من المواطنين على أنّ شهر رمضان يعد موسمًا للتنافس بين مختلف المولات والمحال التجارية من حيث العروض والأسعار، والتي تهدف لاستقطاب أكبر كم ممكن من المستهلكين، وتحقيق نسبة مبيعات عالية من خلال تسويق منتجاتها التي تشمل عروضًا على الأصناف الأكثر استهلاكاً خلال الشهر الفضيل.

وأشاروا إلى أنّ هناك مستهلكين يقومون بشراء كميّات كبيرة من المواد الغذائية ذات العروض بطريقة تفوق حاجة استهلاكهم خلال شهر رمضان، وبعدها يكتشف الشخص أنّه لم يخطط جيداً لشراء احتياجاته وأنه تسرّع وأهدر أمواله في غير مكانها.

ولفتوا إلى أنّ المستهلك يعتقد أنّه الرابح الوحيد في هذه المنافسة لكن للأسف هو الخاسر الأكبر، خاصة وأنّ المنافسة والعروض تستهلك الراتب بأكمله، وسيعوض التاجر نسبة الربح القليلة في عروض التخفيضات من خلال حجم المبيعات الكبير.

وأبانوا أنّ أكثر السلع التي تُجرى عليها المعروضات هي التي تدخل في مكوّنات وجبة الإفطار اليوميّة للصائم مما يدفع بالمستهلك إلى المسارعة واغتنام فرصة العروض، والإقبال على شراء تلك السلع.

 

الرؤية - محمد قنات

 

وقال نبهان بن سهيل المقرشي رئيس فريق عمان أمانة إن العروض الترويجية والتسويقية التي تقدمها المحال التجارية أو الغذائية تعتبر مقبولة في عُرف القانون الاقتصادي طالما أنّها تتمتع بالمصداقيّة سواء كان ذلك بالنسبة للسعر المعروض ونسب التخفيض على السلعة بعيدًا عن تضليل المستهلك أو خداعه واستشهد بقوله تعالى: (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).

وتابع أنّ الجميع يعرفون مذمّة الإسراف والتبذير بالفطرة الإلهية، حيث الهم سبحانه وتعالى الإنسان خاصية التمييز بين الصواب والخطأ، وعندما إقدام شخص ما على الإسراف أو التبذير فإنه يشعر بنوع من الضيق والندم؛ لأنّه يعلم في قرارة نفسه أن ما قام به خطأ؛ لذا الأمر يحتاج إلى وقفة مع النفس وإرادة مستمدة من توفيق الله أولا، والسير قدمًا في طاعته بأدق الأشياء، وأضاف أنه يجب على رب الأسرة تحديد مشتريات الأسرة واحتياجاتها طوال الشهر وكتابتها فى بنود مع مراعاة التركيز على الاولويات ثم الأقل أهميّة، كما إن هناك طريقتين تمكنان رب الأسرة من التخطيط المتوازن لميزانية الأسرة وهي إمّا أن يقوم بشراء احتياجات ومتطلبات الأسرة دفعة واحدة أو كل أسبوع بشرط تقسيم المصروف الشهري على الأربع أسابيع وعدم إضافة إي مبالغ إضافية للتعرف على مدى نجاح التجربة في التخطيط الجيد لميزانية الأسرة، ومحاولة تقييم التجربة لتلافي أية أخطاء واردة يكون من خلال تحديد المصاريف مع بداية كل شهر وخصوصا المصاريف المتكررة مثل بنزين السيارة أو مستحقات أخرى على الأسرة ثمّ القيام بتخصيص جزء من الراتب للتسوق الشهري أو الأسبوعي وأرى أنه من الأفضل البدء به لتحديد نظام أسبوعي للإنفاق على الأسرة ومتطلبات البيت.

وزاد: يجب على ربّ الأسرة أن يحدد مشتريات الأسرة وكتابتها في ورقة مع مراعاة عدم تجاوزها ومراعاة أن تكون مستوفية لكل الاحتياجات، وأن يحرص على اصطحاب أحد الأبناء معه في كل مرة يقوم فيها بالتسوّق من أجل شراء بعض احتياجات الأبناء الأسبوعيّة، لافتا إلى أن هذه الطريقة في التخطيط لميزانية الأسرة بها العديد من الفوائد لكل أفراد الأسرة، حيث توفّر مبالغ باهظة كانت تذهب دون فائدة حسب الطريقة القديمة في الإنفاق التي كانت تعتمد على الشراء فى أي وقت بدون تحديد الأولويات التي يجب مراعاتها، وبذلك نستطيع أن نقول إنّ الأسرة قد تخلصت أخيرًا من الكماليات الزائدة التي كانت تستهلك جزءا كبير من أموال الأسرة دون فائدة، أمّا بالنسبة للأبناء فنجد أنّ هذه الطريقة الجديدة في التخطيط لميزانية الأسرة تعد بمثابة درس للأبناء في كيفية التوفير والادخار وتحديد الأولويات والتعرف على قيمة الإدخار. كما يجب على رب الأسرة مراعاة تخصيص مبلغ شهري للفسح الأسبوعية الخاصة بالأبناء عند تقسيم ميزانية الأسرة الشهرية مع مراعاة عدم المبالغة في تقدير المبلغ، فالهدف هنا هو تعويد الأبناء على مفهوم الادخار وتحديد الأولويات، لذا من الأفضل مشاركة الأبناء عند القيام بتقسيم ميزانية الأسرة وتحديد بنود الصرف ليخوض الأبناء التجربة بأنفسهم ونخص بوعد الأبناء بشيء محبب وثمين فى الإجازة الصيفية مثلا ليشعر الأبناء بفائدة الادخار وبذلك يكون هناك تحفيز للأبناء على الادخار.

ومن جانبه قال سالم البدوي، إن العروض التجارية الرمضانية هي ما تجذب المستهلك في هذه الفترة للأسف، مع إنّه لا يوجد هناك ما يستدعي ذلك؛ لأنّ البضاعة موجودة ولم تنفذ من السوق والأفضل أن نشتريها عند الحاجة فقط لكي نضمن تاريخها الجديد على أقل تقدير، وأضاف لا أرى أنّ هناك تنافسا ينصب لصالح المستهلك وإنما تجبرك المحلات على شراء ثلاث علب محزومة بطريقة تجعلك تفتكر بأنّها عرض وأقل عن السعر الأصلي ولكن لو رجعت إلى سعر العلبة الواحدة ستجد أنّ الفارق غير موجود في بعض السلع ولكن المستهلك لا يتأكد من ذلك طبعًا، كما أنّ هذه العروض تستهوي النساء مما يجعل المستهلك يشتري أضعاف حاجته.

ويقول خليفة بن محمد الشماخي: ما إن يطل شهر رمضان الفضيل إلا وتتسابق المحلات والمراكز التجارية على تقديم شتى أنواع وأصناف السلع والبضائع وتقديمها في قالب ترويجي من خلال العروض والتنزيلات المغرية. وفي حقيقة الأمر نجد الكثير من الأسر تتسابق وتتهافت على هذه العروض وربما لا يدركون أسبابها الحقيقية. يجب على المستهلكين التأكد من تواريخ عروض الأسعار لأنّها العروض أحيانا تكون ترويجا للتخلص من الكميّات التي سوف تنتهي صلاحيتها في رمضان أو بعد رمضان مباشرة.

وأشار حافظ بن حمد العبري إلى أنّ بعض المراكز التجارية والشركات تستغل شهر رمضان المبارك لتسويق منتجاتها وبيع أكبر كمية من بضاعتها عبر ما يسمى بالعروض الرمضانية وهي فرصة بالنسبة لها، كما أنّ هذا الترويج يمكن تسميته بالشراء الإجباري حيث تجبر هذه الشركات المستهلك على شراء السلع بكميات كبيرة للحصول على خصم زهيد حتى ما يسمى بالسلة الرمضانية لم تسلم من جشع التجار فقاموا بدس أشياء ﻻ تحتاجها الأسرة في رمضان.

ويقول يوسف بن عوض بن سالم البلوشي، مع إطلالة شهر رمضان المبارك تتنافس المحال التجارية وخاصة المحلات الكبيرة الكبرى على نشر إعلانات تحتوي تخفيضات على البضائع المعروضة لديها وخاصة التي تحتاجها الأسر عادة في شهر رمضان، ولو أجرينا نظرة على كثير من المعروض سنجد أن ما يقوم به هولاء التجار هو البيع بسعر الجملة فبدلا من بيع علبة واحدة من منتج معين يقوم التاجر بتجميع ما يقرب عن ست علب ويضع عليها علامة التنزيلات فينجذب الزبون للشراء بناءً على ذلك وقد يشتري بسبب هذا العرض أكثر من حاجته أصلا، كما يقوم بعض التجار بتقديم إيحاء للزبون بوجود تخفيض على سعر المنتج والحقيقة أنّه قام بتخفيض مبلغ لا يذكر على ذلك المنتج قد يصل لخمس بيسات فهدفه هنا وضع ملصق التخفيض الذي يستعمله كطعم لجر الزبون إلى الشراء، كما تقوم بعض المحال التجارية بعمليّة تخفيض حقيقية في بعض البضائع الأساسيّة ورفع السعر في بضائع تكميليّة أخرى التي قد يغفل الزبون سعرها الحقيقي حيث إنّه لا يشتريها عادة إلا في رمضان. وتابع من الملفت للانتباه قيام بعض الأسر بشراء مستلزمات لشهر رمضان تفوق حاجتها وتكبدها الكثير من المصاريف التي تثقل كاهلها، ودعا الأسر إلى ضرورة التخطيط الجيد قبل شراء مستلزماتها، وتحديد أولويات شراء تلك المستلزمات على حسب الحاجة الأساسية لها وعلى حسب قدراتها المادية.

ومن جانبه رأي راشد بن سليمان الصمصامي أنّ العروض الرمضانيّة جيدة للمستهلك الذي يحسن الشراء بقدر حاجته ويكون على درجة من الوعي بما يدور حوله إلا أنّ هذه العروض في حد ذاتها كثيرًا ما تغري المشترين وتجعلهم يتسوّقون بكميّات كبيرة تزيد عن حاجتهم مما يؤدي إلى صرف مبالغ طائلة يجب توفيرها لشراء مستلزمات العيد.
وأضاف أنّ الشراء يتوقف على درجة وعي المجتمع وانتشار ثقافة التسوّق المبني على الاحتياج، وغرس قيمة عدم الإسراف في نفوس النّاس الذي ينبع من صميم الدين الإسلامي الحنيف قال تعالي (كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين) وكذلك من جانب آخر هذه العروض تخلق منافسة بين المحلات التجارية في القيم الشرائية وهذا جيد للمستهلك فكلما زادت المنافسة في السلع المعروضة قلّ السعر مما يوفر المال لدى المستهلك.

وقال عويد الشريقي إنّ شهر رمضان المبارك شهر للعبادة والتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بشتى أنواع العبادات وهو فرصة كبيرة وقيمة وثمينة يجب على المؤمن استغلالها الاستغلال الأمثل للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتكفير عما سبق من ذنوب ومعاص ومحاسبة نفسه لما سبق من حياته ولما هو متبق له من أجل لا يعلمه إلا الله، لأنه لا يعلم سيدرك رمضان القادم أم ستوافيه المنية قبل ذلك؛ لذا يجب استغلال الفرصة المتاحة له وهي شهر رمضان الذي أدركه.
وتابع من الملاحظ أنّ هنالك محال تجاريّة تتسابق على تقديم عروضها الترويجية خلال الشهر الفضيل وذلك بهدف استقطاب أكبر عدد من الزبائن والمشترين بحجة ما يسمونها بالتخفيضات والعروض الرمضانية، فمن رأيي أن هذه العروض ما هي إلا استغلال للمشتري وإيهامه بتخفيضات بمناسبة شهر رمضان المبارك، ولكن المتفحص الفطن يدرك أنّها عبارة عن فقاعة دعائية ليس لها أساس من الصحة ويتم من خلالها التلاعب بالأسعار ورفعها وعمل نسبة تخفيض تجعل البضاعة تباع بالسعر الأصلي المحدد لها أصلاً من قبل المؤسسة التجارية.
وأضاف أنّ بعض النّاس يتهافتون على مثل هذه العروض دون تحديد أولوياتهم في المستلزمات التي يرغبون في شرائها ويقدمون على اغتنام فرصة هذه العروض ويشترون ما يرغبون وما لا يرغبون، ثم يقعون في ضوائق مادية كانوا في غنى عنها، وذلك بسبب سوء التخطيط والتدبير لأولوياتهم الضرورية وغير الضرورية فينفقون مبالغ في مستلزمات لا داعي لها.
وينصح الشريقي المستهلكين والمتسوقين بعدم الانجراف وراء هذه العروض والإغراءات التجارية والتي من هدفها الرئيسي كسب نسبة زبائن ومشترين أكثر وبالتالي تحقيق أرباح خيالية تفوق المعقول، أما من ناحية الأسرة فيجب أن تنظم شراء حاجياتها حسب الحاجة الفعلية لهذه السلع وعدم التهافت وشراء وتكويم سلع ليست ضرورية؛ وإنما يترك المجال في هذا الجانب للحاجة اليوميّة الفعلية وجعل هذا الشهر الفضيل شهر عبادة وشهر تدبر وليس شهرا تكثر وتمتد فيه موائد الطعام والشراب والتي تزيد عن حاجة الأفراد وبعدها إلى سلال القمامة، واستدرك: هناك ملايين من البشر على امتداد هذه البسيطة يعيشون بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب فأين نحن من هؤلاء، أليست هذه من إحدى الحكم الربانية النبيلة التي شرع من أجلها صوم هذا الشهر الفضيل، وناشد المستهلكين بالنأي عن الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب وعدم الانجراف وبالأخص في شهر رمضان المبارك، داعيا لاتباع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف في هذا الجانب مقتدين بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم" بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

وقالت ماجدة الرياميّة هناك من يفرّط كثيراً في شراء حاجيات شهر رمضان معتقداً أنّ هذا الشهر يغلب فيه شراء الحاجيات عن غيره من الشهور ليبدأ رحلة التسوق التي دائماً ما تكون بالأساسيات لتنتهي بكل شيء أساسي وثانوي غير مستحب، والبعض الآخر يأخذ كل ما يراه صالحاً للطبخ والأكل في شهر رمضان حتى وإن لم تكن هنالك حاجة لها، وأضافت أنّ المراكز والمحلات التجارية بدأت الآن بالتخفيضات على العروض لجماهيرها حتى يقبلوا عليها، واستدركت هناكَ نسبة صغيرة تخطط لشراء أغراضها اللآزمةِ لهذا الشهر دون أن تنحدر مع الآخرين الذين يدفعون بلا تخطيط مسبق لأغراضٍ ربما ينتهي شهر رمضان وهي لم تستعمل إطلاقاً، فقط أغرتهم العروض بشراء كل ما يجدونه أمامهم ونسوا ما يسمى بالاقتصاد ونهي رب العالمين عن التبذير، ولو حكّموا عقولهم لاستطاعوا صرف تلك الأموال في جانبٍ مفيدٍ آخر غير الإسراف والتبذير.

وتابعت أنّ التخطيط المُسبق للأولويات والأساسيات من الحاجيات والأغراض نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار والسير عليها لما لها من أثر كبير على الأشخاص، فهي كفيلة بأن تختصر على الشخص وقت تسوقه دون أن يلجأ لشراء أغراضٍ أخرى قد تكون زيادةً عن حاجته.

ومن جانبه قال حسين بن علي بن ناصر الغافري إنّ التجار استغلوا ثقافة الاستهلاك الجديدة فأضحت المنافسة بينهم شديدة، والمستهلك يعتقد أنّه الرابح الوحيد في هذه المنافسة لكن للأسف هو الخاسر الأكبر، خاصة وأنّ المنافسة والعروض تستهلك الراتب بأكمله ويعوض التاجر نسبة الربح القليلة في عروض التخفيضات من خلال حجم المبيعات الكبير.

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك