اختلاف الأهالي حول موقع مستشفى صحم الجديد يؤخر إنشاء المشروع.. والمواطنون يطالبون بسرعة التنفيذ

 

عضو المجلس البلدي: صحم تستحق إنشاء مستشفى مرجعي لمواكبة النمو السكاني الكبير

البلوشي: أقترح إنشاء المستشفى بين صحم وصحار لمساعدة سكان الولايتين

المعمرية: معاناة لا تنتهي للمرضى في المستشفى الحالي

الفزاري: توفير الاختصاصات الطبية كافة يحد من معاناة المرضى للذهاب إلى صحار

السعيدي: المستشفى الجديد يسهم في إنقاذ أرواح المرضى وتوفير الرعاية الصحية للسكان

المزيني: نأمل خدمات طبية متكاملة في المستشفى الجديد

 

الرؤية- خالد الخوالدي

 

 

 

ناشد أهالي ولاية صحم الجهات المعنية وفي مقدمتهم وزارة الصحة، بسرعة تنفيذ مشروع مستشفى صحم الجديد، نظرًا لزيادة أعداد المرضى المحتاجين إلى الرعاية الصحية المتكاملة، وهو ما لا يوفره المستشفى القائم الذي يعود تأسيسه إلى ثمانينات القرن الماضي، وصغر حجمه.

غير أنهم قالوا إن اختلاف السكان على موقع إنشاء المستشفى هو السبب الرئيسي وراء تأخر تنفيذ المشروع، حيث يرغب البعض في إنشاء المستشفى الجديد في موقع يتوسط الولاية، فيما يرى فريق آخر إنشاء المستشفى بين ولايتي صحم والخابورة.

وينتظر الأهالي بفارغ الصبر منذ أكثر من خمس سنوات افتتاح المستشفى- الذي طال انتظاره- بعدما أعلنت الجهات المعنية عنه وطرحت مناقصة تقديم الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف عليه في عام 2010؛ حيث حددت مساحته بحوالي (25) ألف متر مربع، وبسعة (133) سريراً، وفق أحدث الأسس المعمول بها في بناء المستشفيات. وقالت الجهات المعنية آنذاك إنه سيراعى في تصميم المستشفى الشكل المعماري والثقافي العماني بشكل خاص والطراز الإسلامي في فن العمارة بشكل عام، وسيضم المستشفى الجديد عيادات خارجية، وقسم للحوادث والطوارئ، وغرفة العمليات، وغرفة الولادة، ومختبرات طبية وقسم للأشعة، بالإضافة إلى الأجنحة الداخلية ووحدة العناية المركزة ووحدة رعاية الأطفال ناقصي النمو، ومبنى للخدمات والأقسام الأخرى.

وكان معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة قال في تصريحات سابقة إن مناقصة إنشاء مستشفى صحم سترى النور قبل شهر يوليو المقبل، مضيفًا أن التصاميم الهندسية في مراحلها الأخيرة، وأن السبب الرئيسي وراء التأخير، الشركات التي أسند إليها مشروع التصميم.

 

 

وقال أحمد بن راشد الفزازي عضو المجلس البلدي لمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحم إن وزارة الصحة وضعت رؤية استراتيجية لتطوير القطاع، لكننا نناشد الوزارة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع الحيوي، مطالباً بإيضاح أسباب تأخير إنشاء مستشفى مرجعي بولاية صحم حتى الآن. وأضاف أنّ مستشفى صحم الحالي أنشأ في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبح لا يفي بتقديم الخدمات الصحية الرئيسية نظرًا لصغر المبنى وعدم قدرته على استيعاب أعداد المرضى في الوقت الحالي أو المستقبل، كما أنّه يفتقد إلى العديد من العيادات التخصصية، لافتاً إلى أن ولاية صحم من أكثر ولايات محافظة شمال الباطنة اكتظاظا بالسكان؛ حيث يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، وحسب قواعد الوزارة فإنّ هذا العدد يتطلب وجود مستشفى مرجعي بغض النظر عن موقعه.

وتابع الفزاري أن معاناة المرضى "قصة لا تنتهي"؛ حيث يُعاني الأهالي من افتقار العيادات الخارجية علاوة على بُعد المسافة بين مستشفى صحم ومستشفى صحار المرجعي، كما أن المستشفى الحالي غير صالح كمبنى ويفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية التي تقدم إلى المواطن. وأعرب الفزاري عن أمله في أن يتم توفير الرعاية الرئيسية للمرضى من أبناء الولاية مع توفير أسرّة كافية تواكب التطور السكاني الحالي والمستقبلي، وعدم الحاجة للذهاب إلى مستشفى صحار المرجعي، وذلك من خلال افتتاح عيادات خارجية وأجنحة داخلية تغطي وحدة العظام والحروق والطوارئ والأمراض الباطنية والنساء والولادة وغسيل الكلى وفحص العمالة الوافدة مع وجود استشاريين في مختلف التخصصات.

طرح المناقصة

وقال حميد البلوشي إنّ وزارة الصحة تدرك جيدًا الأسباب المباشرة لتأخر طرح مناقصة المستشفى، لكنه أوضح أن مثل هذه الأسباب لا يعلمها المواطن، كما أن الوزارة لم تكشف عنها حتى الآن، على الرغم من طرح تصميم المستشفى والخطة المزمع تنفيذها؛ لافتاً إلى أن الأهالي يأملون خيرا بعد ذلك. وأضاف البلوشي أن المستشفى الحالي لصحم لا يتمتع بالمواصفات المنشودة، وهو يعد مركزا صحيا متوسطا؛ لذلك فإنه غير قادرعلى خدمة سكان الولاية الذين يتعدى تعدادهم الـ100 ألف نسمة، فضلا عن تردد العمالة الوافدة وغيرهم من الولايات القريبة من صحم لا سيما الجبلية. ويقترح البلوشي أن يكون موقع المستشفى الجديد في منطقة وسط بين صحم والخابورة، بما يضمن سهولة وصول أهالي الولايتين والقرى المجاورة إلى المستشفى، وتقليل الضغط على المستشفيات القريبة، علاوة على اختصار الوقت والجهد وتقليل الازدحام على الطرق.

ومضى قائلاً إن الكثير من المواطنين يعانون من تأخر مواعيد الكشف في المستشفيات وتكدس المراجعين، مما يؤدي إلى تأخر العلاج وعدم اكتشاف بعض الأمراض التي تحتاج سرعة تدخل، لافتاً إلى أن المستشفى الحالي لا يفي بهذا الغرض.

ويأمل البلوشي إعادة طرح تصميم المستشفى الجديد، كي يحتوي على عيادات تخصصية لبعض الأمراض، مثل الروماتزيم والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، بجانب قاعات للمحاضرات؛ بالإضافة إلى صالات متخصصة للرياضيين.

أقدم المستشفيات

فيما قالت فاطمة المعمري إن مستشفى صحم الجديد لم يرَ النور حتى الآن، وترى أن السبب في ذلك وجود بعض الفجوات غير المفهومة بين القائمين على العمل والموكلين بالمهمة، مشيرة إلى أن صحم ولاية كبيرة والمستشفى الحالي يعد من أقدم المستشفيات في السلطنة والمبنى قديم جدا، لا يتماشى مع مواصفات المباني الصحية التي يجد فيها المريض سبل السلامة والوقاية. وأكدت أن إنشاء مستشفى جديد بمواصفات صحية وطبية وأمنية عالية سيحدث فارقا جوهريا بدعم توافر المعدات والكادر المؤهل للعمل به، معربة عن أملها في أن يخدم المستشفى الجديد ولايتي صحم والخابورة.

وأضافت المعمرية أن العديد من الشكاوى تأتي من السكان نتيجة لعدم قدرة المستشفى الحالي على استقبال المرضى كافة، بينما يضطر البعض إلى تحمل عناء الذهاب إلى صحار لتلقي العلاج هناك، لكن الكثير من السكان لا تتوفر لديهم وسيلة للانتقال إلى صحار. وتابعت أن من بين المشاق التي يتعرض لها المريض تأخر مواعيد مراجعة الطبيب، فيما يأمل الأهالي سرعة بناء المستشفى الجديد بمواصفات متقدمة وكودار طبية متميزة، ووجود أطقم طبية مؤهلة للتعامل مع المريض وأجهزة حديثة. وتدعو المعمرية إلى رفع مستوى الحوار بين العاملين والمراجعين، حيث تقول إنه يتعين على الجميع أن يتكاتف من أجل نشر ثقافة حسن التعامل والرقي بالأسلوب والحوار البناء فيما بين المريض والأطقم الطبية.

مستشفى حديث

وقال عادل بن إبراهيم الفزاري إن ولاية صحم من الولايات ذات التعداد السكاني الكبير، ما يستلزم إنشاء مستشفى حديث ومتطور يواكب الطفرة التنموية في الولاية، وزيادة عدد السكان، مستنكرًا تأخر الجهات المعنية في تنفيذ المستشفى الجديد، رغم الإعلان عن إنشائه منذ فترة طويلة. وأضاف أن الخلاف الرئيسي يكمن في موقع إنشاء المستشفى، فكل مواطن يريد المستشفى بالقرب منه، متناسيا ضرورة التعجيل بإنشاء المستشفى في مكان بعيد عن الضوضاء وكذلك يتوسط الولاية.

وتابع الفزاري أن الولاية تضم مستشفى صغيرا يعادل إمكانيات مجمع صحي متوسط ويصلح للرعاية الطبية الأولية فقط، كما أن الاختصاصات المتضمنة فيه قليلة نسبيا، ما يجبر المواطنين والمقيمين على الذهاب إلى ولاية صحار لتلقي العلاج الطبي، لا سيما حالات الولادة المتعسرة والطوارئ والجراحات التخصصية، ونظرا لتطور الطب وزيادة عدد السكان فإن من الضروري إقامة المستشفى بالولاية وفي أقرب وقت ممكن.

وحول وجود خطة لإنشاء المستشفى الجديد في منطقة تتوسط الخابورة وصحم لخدمة الولايتين، قال الفزاري إن هذه الخطة لا بأس بها ما دامت تلبي الحد الأدنى المطلوب لإقامة المستشفى وتخدم سكان الولايتين، لكن من الضروري أن يكون المستشفى في ولاية صحم ولا يمتد إلى ولاية الخابورة، لأن المستشفى مخصص لولاية صحم، وحسب ما يتداول من أخبار فإنه سيتم الإعلان عن إنشاء مستشفى في ولاية الخابورة قريبا، وسيتم بناؤه وفق إمكانيات متطورة.

ووصف الفزاري المعاناة التي يعيشها المرضى بشكل يومي بأنها "مسلسل درامي بلا نهاية"، وستزيد هذه المعاناة يوما بعد يوم لجميع سكان الولاية بلا استثناء، فضلاً عن طول فترات انتظار المريض الذي من المفترض أن يُمنح العناية الطبية الكاملة فور وصوله، خاصة مرضى القلب والربو والولادة والطوارئ والضغط والسكر.

ومضى الفزاري قائلا إنّ المستشفى الجديد يخدم رؤية وزارة الصحة في توفير الرعاية الطبية الكاملة لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض العزيزة الطيبة، ونأمل من وزارة الصحة أن تقوم بتوفير كافة الاختصاصات الطبية في المستشفى الجديد، مع تعيين الأخصائيين والدكاترة المؤهلين في مجالاتهم مع إيلاء جانب الرعاية الطبية النوعية الاهتمام الكبير مع التوعية بالأمراض السارية غير المعدية لجميع المواطنين. وحث الفزاري على الارتقاء بنوعية الرعاية الطبية الصحية الأولية والثانوية والرئيسية، حيث إنه كلما ارتقت نوعية الرعاية الطبية كلما تحسنت المؤشرات الصحية، وارتقى الوطن بأفراده للعيش في رخاء في ظل العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم.

وقال مرهون بن خلفان بن سعيد السعيدي إن تأخر إنشاء مستشفى صحم الجديد يعود لعدة أسباب؛ منها عدم توفر المكان المناسب لإنشائه، علاوة على مطالبات أهالي ولاية الخابورة بإنشاء المستشفى بالقرب من ولايتهم ليسهل عليهم الوصول إليه، رغم وجود مستشفى في ولاية صحم لكنه لا يوفر كافة التخصصات، ويضم عيادات خارجية صغيرة وعددا محدودا من الأسرّة، لكن في المقابل فإن تعداد السكان في ولاية صحم يزيد عن 100 ألف نسمة وهو ما يعني الحاجة الماسة لإنشاء المستشفى.

وأضاف السعيدي أن وجود مستشفى وسط ولاية صحم والخابورة شيء جيد لأن الولايتين صحم والخابورة متداخلتين جغرافيا واجتماعيا وهذا سيسهل على أهالينا في ولاية الخابورة الوصول إلى المستشفى بدلاً من الذهاب إلى ولاية صحار وتكبد عناء السفر وخطر الطريق. وتابع أن معاناة الأهالي في ولاية صحم وولاية الخابورة لا تنتهي؛ حيث يوجد مستشفى مرجعي واحد في المحافظة وهو مستشفى صحار، وهذا المستشفى أصبح لا يستوعب الولايات التي يخدمها. ولفت إلى أن من أوجه المعاناة أن المستفيدين من خدمات مستشفى صحار ينتظرون ساعات دون توفير سرير للمريض إذا ما كانت الحالة غير طارئة، وغالبا ما يتعذر استقبال المريض بحجة أنه حالة عادية، وهو في الحقيقة يتجرع مرارة الألم دون الالتفات من الجهات المختصة إلى حالة المريض. وزاد أن جناح النساء والولادة في مستشفى صحم الحالي يحتوي على أدوات ومعدات طبية قديمة ومبنى عتيق عفى عليه الزمن، حيث يتم إرسال معظم حالات الولادة إلى مستشفى صحار، وبعض الحالات تؤدي إلى فقدان الأم الحامل لجنينها، وفي حالات أخرى تموت الأم والجنين فضلا عن كثرة الأخطاء الطبية. ويأمل السعيدي أن يضم مستشفى صحم الجديد عيادات تخصصية متكاملة، وأن يوفر المستشفى العلاج المناسب بالكامل. ويقترح السعيدي أن يقام بجانب المستشفى كلية للطب ومعهد للتمريض، بما يضمن توفير الكادر الطبي للعمل في المستشفى.

لا أسباب مالية

فيما يرى يوسف بن محمد بن سالم المزيني أنه لا أسباب مالية وراء تأخر تنفيذ المشروع، قائلا إن السبب الأبرز وراء تأخر إنشاء المستشفى هو تنازع السكان على موقع إنشائه، لكنه دعا الجهات المعنية إلى اتخاذ قرار عاجل بموقع المستشفى وتوضيح أي ملابسات خفية عن الرأي العام.

ورفض المزيني القول بأن هناك ولايات أخرى تستحق توجيه تكلفة المستشفى المرتقب إليها، على اعتبار أن صحم تحتوي على مستشفى قائم بالفعل، قائلا: إن الجميع يدركون حالة المستشفى الحالي المتراجعة وعدم توفر كافة التخصصات فيه، وقدم المعدات الطبية وتهالكها، فضلا عن طوابير الانتظار الطويلة.

واعترض المزيني على المقترح الداعي لإقامة المستشفى الجديد في منطقة مخيليف والتي تقع بين ولايتي صحم والخابورة، داعيًا إلى ضرورة أن يكون المستشفى الجديد مستقلا بذاته ومخصصاً بالكامل لصالح ولاية صحم، نتيجة للتعداد السكاني الكبير. وأضاف أن ولاية السويق تضم مستشفى مرجعيا كبيرا وقريبا من ولاية الخابورة، مطالبا بإنشاء المستشفى في مركز الولاية، لخدمة جميع أهالي الولاية والولايات الأخرى المجاورة.

وأضاف المزيني: لا استطيع أن أصف حجم المعاناة التي يعاني منها أهالي ولاية صحم بسبب تأخر إنشاء المستشفى، وهو ما دعا الكثير من أبناء الولاية إلى التوجه إلى المستشفيات الخاصة والحكومية البعيدة عن الولاية، في معاناة يتكبدها الأهالي يومياً ذهابا وإيابا، حيث إن الكثير منهم يتوجه إلى مستشفى صحار لعدم وجود بدائل أخرى، فضلاً عن أن البعض يتوجه إلى العلاج خارج السلطنة.

ويأمل المزيني أن يكون المستشفى الجديد على قدر واسع من الخدمات المتكاملة، وأن يضم كوادر طبية متخصصة ومؤهلة لخدمة المرضى، وأن يتوفر به جميع المرافق الخدمية وأن يراعى فيه مواقف السيارات الكافية لاستيعاب السيارات بدلا من الوقوف على الأرصفة وفي مواقع تزيد من الازدحام المروري.

وناشد المزيني المسؤولين والقائمين على مشروع إنشاء مستشفى صحم الجديد بضرورة الإسراع في تنفيذه، للتجاوب مع الطفرة السكانية التي تشهدها الولاية، وزيادة أعداد المرضى.

تعليق عبر الفيس بوك