السيب.. لحظة فارقة لصناعة الإنجاز

حسين الغافري

لا يحدث دائماً بأن تجد نفسك أمام لحظة فارقة لكتابة التاريخ، وأمام خطوة مصيريّة أخيرة قد تصنع فيها الحلم المرتقب والأمل المنشود. وبطبيعة الحال فإنّ التاريخ لا يكتبه إلا أولئك الذين أعطوا طاقاتهم وإمكانياتهم حقها، وطوّعوها بعقلانية واقتدار، وبتخطيط مُتقن مدروس في سبيل شق طريق المجد والعُلا. وهو حق مشروع بشكل عام لا يندرج فقط على كرة القدم ومسائل الفوز والخسارة وإنما هو في داخل كُل من سعى أن يُحوّل الأحلام إلى واقع ملموس. يقول الكاتب والمؤلف البرازيلي المعروف باولو كويلو: "عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه، فإنّ العالم بأسره سيكون في صفك".

هكذا هي فعلاً اللحظات المُرتقبة والمؤملة لنا جميعاً في أن يبصر حلم التتويج باللقب الخليجي ناظرنا جميعاً. هي لحظات أبت إلا أن تختلط فيها مشاعر الحزن والفرح داخل كُل محبي الأصفر السيباوي؛ حزن مضى في الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وفرح مُنتظر لمشهد إنجاز الفريق قبل لقائه في استاد السيب نادي الشباب الإماراتي ضمن بطولة أندية الخليج الـ30، مباراة فاصلة قد تصنع التاريخ الذي عاندنا في أن نُشاهد نادي صحم يحققه العام الماضي بعد مطب الهزيمة في لقاء الختام أمام النصر الإماراتي.. وأنا على عِلم بأننا لا نحتاج في أن نوجّه الدعوة لبعضنا بعضاً في الحضور والمؤازرة، فهو أمر واجب وطني يحتم علينا أن نلبيه جموعاً مجتمعة لكي تضج كُل جنبات الملعب وكُل المدرجات عن بكرة أبيها في الوقوف بصوت واحد، ونداء واحد خلف ممثل الوطن في اللقاء النهائي باستاد السيب، نهتف ونشجع وندعم الأصفر؛ كي يبقى اللقب الثاني للسلطنة في خزانة السيباوية، بعد أن حققه فنجاء منذ ما يزيد عن ثلاث عقود مضت وتحديداً في عام 1989م، وعاند الزعيم الظفاري عام 1996م، وكاد أن يظفر به الأزرق الصحماوي العام المنصرم - كما أسلفنا- إلا إنه عانده هو الآخر.

نحتاج أن تتكاتف الجهود المحبة للوطن سوية في هذا الحدث، من أجل دعم نادي السيب، وأن تكون هُناك جهود سباقة من الإعلام المرئي والمسموع والصحافة أجمعها في الترويج والتحفيز لحضور الجماهير وتسليط الضوء بشكل أكبر على الحدث، وإعطائه الأهميّة المناسبة، ووقوف المؤسسات الدولية الرياضية مع الفريق ومساندة اللاعبين وتحفيزهم حتى نظفر باللقب الثاني، ويكون في خزائن نادي محبي نادي السيب في بطولة لا تشهد لنا بالنتائج الكبيرة على مستوى دول المنطقة منذ أن تمّ إنشاؤها.

ختاماً، يقول الكاتب الأمريكي أنتوني روبنز: "ليس هُناك خطوة واحدة عملاقة حققت الإنجاز، إنما الإنجاز مجموعة من الخطوات الصغيرة".

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك