خطوة إلى مركز القيادات الوطنية

يوسف علي البلوشي

yousuf@alroya.info

لم يكن برنامج الرؤساء التنفيذيين الذي نفذه ديوان البلاط السلطاني مؤخرًا لعدد من الرؤساء التنفيذيين إلا بشرى طيبة نحو فكرة إنشاء مركز القيادات الوطنية في وقت أصبح لا يعترف إلا بالدولة القوية التي تجابه أعتى الأزمات وتعمل على مواجهة عوامل التنافسية في مجال الأعمال، والتي تعتمد في نهضتها على ما تمتلكه من ثروة بشرية.

إن بناء القيادات لمواجهة التحديات المستقبلية، أمر تهتم به الدول وتسعى له المؤسسات والحكومات ، وعمدت كثير من الدول بناءً على إدراكها لأهمية تطوير القدرات وإعداد قادة المستقبل في مختلف القطاعات لأنّهم الركيزة الأساسية في تطوير المؤسسات وإحلالها بديلاً للكوادر الأجنبية.

في إحدى الدول التقيت إحدى المواطنات وقد تخرجت حديثا في الجامعة بتخصص يعتمد عليه التعامل مع الجمهور، قامت المؤسسة التي تعمل بها هذه المواطنة بإلحاقها ببرنامج دراسي مكثف خارج الدولة وكان بإحدى مراكز تنمية وتطوير القيادات وتنمية الكوادر البشرية.

وعادت هذه المواطنة إلى بلادها بعد أن تعلمت عدة برامج في أصول الخطابة والتحدث والبروتوكول والقيادة والإدارة الحديثة وبناء الذات وغيرها من البرامج التي تدخل في بناء القيادات المؤسسية.

وأصبحت هذه الفتاة تدير الآن إحدى أكبر المؤسسات في بلادها وتدير الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات والندوات التي تعكس دورها كمواطنة قيادية في مدة لا تتجاوز سنتين إلى أربع سنوات.

تعمد مؤسسات بناء القيادات المحلية على عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وتبادل أحدث المعلومات والأفكار والرؤى حول آخر ما توصل إليه عالم الأعمال من ممارسات واتجاهات للإدارة.

حيث تستعين مثل هذه المراكز بذوي الخبرة في كافة المستويات التنظيمية والإدارية وتستهدف كبار المسؤولين التنفيذيين والمهنيين والإداريين بمنظمات الأعمال.

ويجب أن تركز السلطنة في الوقت الحاضر على بناء القيادات وأصبحت الحاجة ملحة إلى إنشاء مركز القيادات المحلية في ظل ما تمر به المنطقة من حاجة ملحة لبناء الكوادر البشرية وأيضاً يجب دراسة المؤثرات التي تنعكس على أداء القادة.

وأصبح من الضروري للسلطنة أن تختزل جهودها في مركز قوي وفعال يحوي بين طياته كافة الخبرات ويعمل المركز على دمج كل المراكز الإدارية في مركز قومي موحد يدرس كل الأزمات الحالية والإشكاليات والظواهر بل والنتائج المفيدة ويضعها في مختبر الدراسات ويبني عليها القيادات الوطنية المحلية.

وكانت البادرة الطيبة التي قرأنا عنها خلال الأيام الماضية هي برنامج الرؤساء التنفيذيين الذي نظمه معهد الكفاءات التابع لديوان البلاط السلطاني ولم تكن هذه الخطوة إلا لاهتمام جلالته البالغ بهذه الكوادر الوطنية التي تعتبر ركيزة المستقبل للوطن.

ولكن يتبقى علينا أيضا التركيز على مراكز القيادات التي تبني الكوادر القيادية من الصفر وتؤهلها لتكون فاعلة في سوق العمل والأوساط العالمية.

تعليق عبر الفيس بوك