المشمش والبوت والرطب .. الأكثر إقبالا في سوق الفواكه المحلية

نزوى - العمانية

يعتبر المشمش والبوت أبرز خيرات الجبل الأخضر في مثل هذا الموسم يهبط به الفلاحون من تلك المرتفعات العالية المعممة بالسحب والغمام ليكون في الصباح الباكر في ساحة المناداة داخل الأسواق المحلية تتجانس مع فواكه أخرى يأتي بها المزارعون من القرى والمدن الزراعية القريبة منها، مثل الرطب بنوعيه الأصفر "النغال، و"القدمي"، و"قش قنطرة"، والأحمر وأشهره هذه الأيام "قش بطاش"، ومعها يباع البطيخ العماني، والأمبا الأخضر، والثوم، والعسل بأنواعه، وغيرها الكثير من منتجات الفواكه، تلتقي جميعا في ساحة المناداة، التي تبدأ منذ الصباح الباكر، فيتحلق المشترون من تجار السوق، أو المواطنون القادمون من خارج السوق، لمتابعة المناداة.

ويبدأ في هذه الأيام موسم نضج ثمار فاكهة المشمش العماني، الذي ينمو وبكثافة في سفوح قرى الجبل الأخضر، وكذلك في السفوح المطلة على وادي مستل بولاية نخل، حيث قرى "وكان" و"القورة" و"حدش" الجميلة والشهيرة بزارعة المشمش الذي ينمو في السفوح الباردة والعالية، والشهير بمذاقه اللذيذ وطعمه الرائق، مبشرا بمحصول جيد، بسبب هطول الأمطار خلال الشهور الماضية، يصل سعر الكيلو جرام من المشمش إلى ريالين ونصف الريال، أما سعر الرطب الذي بدأ في النضج هذه الأيام فسعره يزيد بالضعف، حيث يصل سعر الكيلو جرام من الرطب الأحمر خمسة ريالات، والأصفر أغلى بقليل، وقد يمزج البائع بين أصناف الرطب، فيبيعها جميعا بسعر واحد، وما يزال سعر الكيلو جرام من الرطب بخمسة ريالات، وكثيرون يقبلون على شراء خيرات الأرض العمانية.ويقول سعيد بن سالم العنبري، دلال في سوق نزوى، أن المشمش والرطب هما أكثر المنتجات في سوق الفواكه، وما يزال المنتج يأتي به المزارعون في صناديق خاصة، والبعض يضعه في أكياس سعفية "قفير"، فيباع في سوق المناداة، وتتفاوت قيمته بحسب القوة الشرائية، حيث يزداد الإقبال عليها في يوم الجمعة، بسبب كثرة الناس التي تأتي إلى السوق، ورغم أن يوم الجمعة إجازة، إلا أنه أنشط يوم تجاري خلال الأسبوع، ويشبه سوق العيد، إذ كل أجنحة السوق مليئة بالمنتجات والمشترين .
ويرى جمعة بن ناصر الراشدي أن سعر المشمش لا ينقص عن سعره الحالي، لأن المنتج قليل، وما يزال المشمش المستورد من خارج السلطنة هو الأكثر رواجا بسبب وفرته، أما الرطب فينقص سعره بتقادم الأيام، وكلما جاءت يوم تبدأ أسعار بعض أنواع الرطب تقل، واليوم يباع القفير من الرطب بـ 30 ريالا، ولكنها بعد بضعة أيام سيقل سعرها، حتى يصل القفير الواحد إلى ريال فقط، فيما ترتفع أسعار أخرى من الرطب بحسب موسم القيض، وفي الأوقات التي يبدأ فيها قيض نخلتي الخنيزي والخلاص فإن الأنواع الأخرى من الرطب تتراجع ويقل سعرها بصورة ملحوظة، حيث يقبل الناس على شراء هذه الأنواع الفاخرة والحلوة، متباهين بها في مجالسهم، ومبشرين بها أبناءهم.
ويتحدث البائع سعيد بن زاهر من سوق نزوى أن المشمش العماني يختلف عن المستورد في طعمه ولونه، ولا يمكن لمن تذوق طعم المشمش العماني أن يخفى عليه في المرات القادمة.
ويضيف أيضا: بلا شك إن المشمش أنواع، وسبب الاختلاف في الطعم بين العماني والمستورد راجع إلى نوع الثمر، ويتأثر المشمش كذلك بمكوثه مدة طويلة في أجهزة التبريد، لذلك يظل
المحلي أجود عن المستورد. ويتحدث البائع عيسى بن حمود بن عيسى عن البوت اللذيذ، وهو ثمر يشبه التوت، تنمو أشجاره
في السفوح، ويسقى بماء الغيوم والرذاذ والأمطار، يصل سعر الكيلو جرام منه هذه الأيام إلى أربعة ريالات، ولكنه حتما سيقل سعره خلال الأيام القادمة، إذ كلما كثر العرض قل الطلب. وما يميز سوق نزوى عن غيره من الأسواق المحلية في محافظة الداخلية هو أن الناس قد اعتادوا على التردد إليه، الباعة والمشترون يلتقون جميعا في الصباحات الباكرة، حيث تبدأ المناداة، وهي طريقة ارتضاها الناس من قديم الزمان.

تعليق عبر الفيس بوك