"واحة المعرفة" تستعرض دور التكنولوجيا في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن ندوات العصر الرقمي

الرؤية- أسماء البجالية

نظمت واحة المعرفة مسقط، الذراع التقني للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، أمس ندوة بعنوان "التكنولوجيا المُساعِدة لذوي الاحتياجات الخاصة"؛ ضمن سلسلة ندوات العصر الرقمي 2015، وذلك بفندق كراون بلازا مسقط.

وبدأت الندوة بكلمة للمهندس باسم بن علي الناصري مدير عام التسويق والإعلام بالمؤسسة، قال فيها إن اختيار واحة المعرفة مسقط لموضوع "التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة" أتى ليكون محوراً للحديث والنقاش في هذه الندوة، استناداً على الأهمية الكبيرة لهذه التكنولوجيا والتطبيقات المتعلقة بها في المرحلة الراهنة، وذلك من خلال تسليط الضوء على التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة في هذا المجال، وإبراز الدور المهم الذي تلعبه هذه الفئة في المجتمع، ومدى توافر التكنولوجيا محليا ودوليا وكيفية الاستفادة منها في المستقبل. وأضاف أن التطور المتسارع في المجال التكنولوجي لخدمة هذه الفئة يبدو جليا من خلال الأجهزة والآلات التي تساعدهم على القيام بأعمالهم اليومية بشكل طبيعي يخدم المجتمع بشكل عام، مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا تعمل على تعزيز الأداء والإنتاجية لهذه الفئة من المجتمع وتساعدهم على تجويد مهاراتهم وتطويرها بصورة تجعلهم يتعاملون مع محيطهم العلمي والعملي بكل سهولة ويسر.

وأضاف الناصري أن واحة المعرفة مسقط تقوم من خلال تنظيمها الدوري لسلسلة ندوات العصر الرقمي، بدعوة مختلف الشرائح من الأفراد والمؤسسات العاملة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في القطاعين العام والخاص، وبالأخص أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعاملين في القطاع الرقمي، وذلك للاحتفاء بهم وتقديم المساندة اللازمة. وتابع الناصري أن مثل هذه الملتقيات تعطي فرصا مهمة لجمعهم تحت سقف واحد في بيئة تتسم بالثراء المطلوب للنهوض بالابتكارات والحصول على الجودة العالية في المراحل الأولية والمتقدمة من المشاريع من خلال طرح هذه الندوات لموضوعات ذات جوانب متصلة تم اختيارها بعناية ودقة فائقتين بعد الاطلاع على تجارب ناجحة على المستويين المحلي والعالمي، بهدف التعرف على ماهيتها، وجدوى تفعيلها تقنيا واقتصادياً وممارستها في الواقع العملي المحلي.

إلى ذلك، قدم المتحدثون مجموعة من أوراق العمل والتجارب، حيث أوضح بانتيليمون ماكريس الخبير التكنولوجي في برنامج الأمم المتحدة الانمائي، ومقيّم مشاريع التكنولوجيا بالاتحاد الأوروبي، أن مستقبل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمد على استخدام التقنيات المساعدة، وفي كثير من الحالات تعد هذه التقنيات هي الحلول الوحيدة التي تعطي أمل لنجاحهم، فبإمكان هذه التقنيات أن توفر الدعم في التعليم (التقييم، والتشخيص، والتدخل، وبناء المهارات)، الاتصال (الأساسي والمتقدم)، التنقل وسهولة الوصول إلى الهدف (الوصول إلى المعرفة والبيئة)، التدريب المهني، إعادة التأهيل (المهارات، العلاج، التدخل)، التكامل الاجتماعي (الدعم للمشاركة في المجتمع)، تنمية الشخصية (الترفيه، الاستقلال، التعلم الذاتي، العمل الحر).

فيما تحدثت شيخة الجساسي أخصائية محتوى إلكتروني بهيئة تقنية المعلومات، خلال الندوة عن تجربتها الشخصية، مشيرة الى انه مع وجود التكنولوجيا المساعدة، أصبح بإمكان فاقدي البصر والآخرين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ممارسة وأداء أعمالهم بشكل مستقل وفعال، ومع التقدم السريع في عالم التكنولوجيا وخاصة تلك المتاحة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فأنا أرى أن المستقبل بالنسبة لنا واعد".

وأوضحت صباح البهلانية المدير التنفيذي لجمعية التدخل المبكر أن الجمعية تتعامل مع الأطفال الصغار منذ الولادة حتى سن 9 سنوات؛ حيث تستخدم الجمعية بعض التقنيات عند التعامل مع الأطفال مثل الآيباد ولوحات التواصل و الجداول البصرية ومسجلات الصوت والحروف الهجائية الإلكترونية والكتب الرقمية وزراعة القوقعة ومساعدات السمع.

وقالت نجاح آل عبدالسلام أخصائية علاج النطق واللغة في مركز تواصل: "لا يوجد وعي كاف في السلطنة عن التقنيات، ليست فقط تلك التي تستخدم لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن أيضاً لكبار السن الذين يعانون من السكتات الدماغية وضحايا الحوادث أيضاً، ولايدرك العديد من الناس ماهية التقنيات المتوفرة والوعي هنا يلعب دوراً مهما .

وقال مبارك القاسمي من دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية، إن الوزارة تقوم بجهود مستمرة لدعم هذه الفئة من المجتمع وتأهيلهم وتدريبهم على استخدام التقنيات الحديثة التي تساعدهم على التعامل مع عناصر المجتمع، وأن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في السلطنة تكون متواجدة في كل موقع، ولها حضورها وعضويتها في اللجان الخاصة بها في السلطنة وتساهم في إعداد التقارير التي ترفع عنها بصورة دورية مستمرة.

وتساءلت إحدى الحاضرات بالندوة عن الدعم الحكومي المادي والخاص إذا يشمل ذوي الاحتياجات الخاصة أم لا، موضحة أن الضمان الاجتماعي لا يشمل الأدوات التي يحتاجها المعاق. وقال مبارك القاسمي من دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية معقبا: يتم صرف ضمان إجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة سواء كان غذائيا أم صحيا، وهناك دعم أسري لذوي الاحتياجات ويقدم لهم الأجهزة والأدوات التي يحتاجونها.

وسُئل كل من مبارك القاسمي وبانتيليمون ماكريس حول مدى إلمام ويقين الأفراد بالتقنيات الحديثة المتوفرة حاليا لذوي الاحتياجات الخاصة، وأوضح ماكريس أنهم بالرغم من مواجهتم لمشكلة التوعية، إلا أن يوجد في السلطنة أشخاص يعرضون التقنيات المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: وعلى الوزارة أن تعمل على توعية ذوي الاحتياجات الخاصة بأحدث التقنيات.

بينما قال القاسمي ردا على ذلك: هناك توصيات وبحسب التوصية يتم تحديد الجهاز وتزويده لذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك الكثير من الأجهزة ونحن نقوم فقط باختيار الأجهزة الأكثر احتياجا واستخداما.

تعليق عبر الفيس بوك