مواطنون: "نشرة المحافظات" جهد إعلامي متميز يعزِّز "مصداقية" الحدث.. و"وثوقية" الخبر تنأى بالمشاهد عن "التضليل"

◄ البادي: تخصيص نشرة إخبارية لعرض أخبار المحافظات يضع المواطن على مستوى المستجدات

◄ الهنائي: جهود الكادر الإعلامي بالنشرة مقدرة.. ونحتاج معالجات إعلامية لبعض الظواهر السلبية

◄ الحراصي: ثراء الموضوعات المقدمة يتطلب تطويرا مستمرا يتواكب وطفرة التقنية الراهنة

اتفق مواطنون على ضرورة التثبت من الأخبار التي تهم الشأن الداخلي للسلطنة، وضرورة استقاء الأخبار من مصادرها الصحيحة، مجدِّدين في الوقت ذاته ثقتهم فيما تنقله "نشرة أخبار المحافظات"، التي يبُثها تليفزيون سلطنة عُمان يوميا في تمام الخامسة مساءً؛ نظرا لما تتمتع به من وثوقية في نقل الحدث، في ظل تنامي وسائل التقنية الحديثة والتي باتت مرتعا لتداول الأخبار غير الدقيقة بل والكاذبة (في أحيان كثيرة) أسرع من أي وقت مضى.

وعبروا لـ"الرؤية" عن ضرورة رفع وعي المواطنين بتقصي الحقيقة من مصدرها، وهو ما يتحقق في "نشرة أخبار المحافظات" التي لا تكتفي فحسب بنقل التقارير الإخبارية، وإنما تتضمَّن موادَ تسلط الضوء على الأماكن السياحية والتراثية والتجارب الناجحة من المشاريع المجتمعية، وكذلك نقل الظواهر والقضايا المختلفة، بما يخدم المجتمع بشكل عام.

الرُّؤية - سيف المعمري

ويقول سلطان بن حميد البادي: أحرص على المتابعة اليومية لنشرة "أخبار المحافظات" بتليفزيون سلطنة عُمان؛ كونها تستعرض أخبارَ المحافظات في السلطنة، وتركز على مختلف الأنشطة والفعاليات التي تقوم بجميع المحافظات.. مضيفا بأن تخصيص نشرة إخبارية لعرض أخبار المحافظات يُشجِّع المشاهدين على المتابعة والاهتمام بما يعرض من أخبار ومستجدات في كل محافظة، خاصة في ظلِّ تواتر الأخبار اليومية من وسائل التواصل الاجتماعي حول مختلف الأحداث في السلطنة، والتأكد من مصداقية ما يُنقل عن محافظات السلطنة.. وتابع: أجد من الأهمية متابعة الأخبار المحلية للتثبت من دقة المعلومات وما يتناقل من أخبار يومية.

وأوضح البادي أنه يوجد توازن نسبي إلى حد كبير في نوعية الأخبار التي تبثها "نشرة أخبار المحافظات"، وتختلف التقارير التي تبث على الشاشة بحسب نوعية الحدث والاهتمامات؛ فمثلاً هناك تقارير عن المناسبات الوطنية الخاصة بالأعياد الوطنية، وهناك تقارير اقتصادية فيما هو جديد...وغيرها من التقارير. واقترح البادي أن يكون هناك توسع شامل يضم مختلف أنواع الأخبار، ولا يكون هناك تحفظ على بعضها مثلا؛ فمن الأهمية أن تكون هناك مساحة إخبارية لعرض الملاحظات أو الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين في المحافظات.. وقال: أعتقد أنه من المفيد أن نتعرف على بعض الظواهر المختلفة في المجتمع والمعاناة التي يُواجهها البعض، وتوصيل المعلومات بشكل أو بآخر إلى المسؤولين المختصين كل بعمله، ليستفيد الجميع من ملاحظاتهم القيمة والثمينة، كما أتمنى أن يتم مضاعفة التركيز على الأماكن السياحية في المحافظات وأساليب وطرق تطوير تلك الأماكن، فبلادنا -ولله الحمد- تتميز بالكثير من الآثار والأماكن السياحية، ولكن معظمها يحتاج إلى تسليط الضوء عليها والاهتمام بها لتشيط السياحة بجميع المحافظات ولا يقتصرون على منطقة بعينها.

فيما قال سالم بن علي بن حارب الهنائي: أهتم بمتابعة "أخبار المحافظات" بتليفزيون سلطنة عُمان، وأحرص كذلك على متابعة أخبار العاشرة، ومن خلال متابعتي ألاحظ في أغلب الأحيان أنَّ نشرة أخبار المحافظات تركز على المشاريع التي تقام في المحافظات؛ سواء كانت رياضية أو تربوية أو اجتماعية، وكذلك الفعاليات التي يقوم بها أهالي المحافظة لمختلف المناسبات، وغالبا التقارير التي تبث في النشرة تركز على الجوانب الإيجابية ويبتعدون عن التقارير التي تعالج القضايا والظواهر السلبية في المجتمع.. واقترح الهنائي أن تكون هناك برنامج خاص بالمحافظات؛ بحيث تكون التقارير شاملة لجميع المحافظات، وتناقش ما هو إيجابي وسلبي.

تنوع إخباري

وتحدَّث عوض بن محمد بن السبع الهنائي قائلا: أحرص على متابعة "أخبار المحافظات" التي تبث في نشرة أخبار الخامسة؛ لما لها من تغطيه خاصة للأحداث المحلية، كما أحرص كذلك على متابعة التقارير التي تعالج قضايا المجتمع وما نلاحظه فيما يُبث في النشرة هو تنوع التقارير لجميع المحافظات وما ينقص بعض التقارير الحداثة؛ حيث إنَّ بعض التقارير تكون قديمة بمعنى أن الفعالية أقيمت وتم تسجيل تقرير حولها، ولكن المؤسف أن يتم بث التقرير في نشرة أخبار الخامسة بعد عدة أيام.

ويقول محمد بن نجيم البادي: أتابع ما يبث في "أخبار المحافظات"، وتحظى النشرة باهتمام ومتابعة من قبل مختلف شرائح المجتمع؛ وذلك لتقديمها تقارير إخبارية متنوعة، والتقارير التي تُبث بالنشرة تغطي معظم ولايات ومحافظات السلطنة، وقد لاحظت وجود أفكار وتقارير مميزة مثلا في البريمي سلطت الضوء على شباب عمانيين ناجحين وعلى أمكان سياحية لم تكون معروفه للكثيرين، وتلك التقارير تلقى إشادة من المجتمع، وهناك جهد مبذول وواضح من قبل المراسلين بالمحافظات، ولعل فتح مكاتب للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون قد عزَّز الجهد الإعلامي في جميع المحافظات والتقارير التي تقدم بالنشرة تغطي جميع المجالات والاهتمامات التي تستحق التغطية والواقع نلاحظ نشاط أكبر في بعض المحافظات وتقل في محافظات أخرى. ومن المهم زيادة الكادر من العاملين على هذه التقارير من مصورين وغيرهم، وكذلك منح المزيد من الصلاحيات للمحافظات لإعداد وتغطية الفعاليات والمناشط.

أما حمد بن سالم بن محمد الحراصي، فقال: قلما أشاهد نشرة الأخبار بشكل عام، إلا في حال وجود خبر يلامس اهتمامي أو حدث معين أو قضية معينة لها صداها بين أوساط المجتمع وفيها أكثر من رأي لكون النشرة هي المصدر الموثوق، وبشكل عام نشرة الأخبار تغيَّرت كثيرا في الفترة الأخيرة وهذا ساعد على زيادة المشاهدين لها، ولأن إضافة نشرة المحافظات تمثل الإضافة الأبرز في نشرة الأخبار؛ فتأثيرها بلا شك أكبر وأكسب متابعين أكثر لكونها صَوْت المجتمع والصورة المتحركة التي تحكي تفاصيل كثيرة، والتي كنا فيما سبق نقتصر على الرسالة الكتابية في الصحف اليومية، كما أنَّ ثراء هذه النشرة بالأخبار المتنوعة ساعد على زيادة فئات المتابعين؛ وذلك كونها تقدم لكل فئة ما يناسبها.

ويضيف الحراصي: تشمل النشرة تقارير تنموية كتوقيع اتفاقيات أو افتتاح مراكز ومؤسسات خدمية أو اقتصادية، كما أنها تتناول أحداث وفعاليات المؤسسات المختلفة والزيارات الرسمية، وكثير ما تتناول قضية اجتماعية أو ظاهرة معينة في المجتمع تسعى لتسليط الضوء عليها ومعرفة آراء أفراد المجتمع وتوصيل مقترحاتهم إلى الجهات المعنية. وفي المقابل، مُشاركة أصحاب القرار في الجهات المعنية الرأي ووضعهم أمام الصورة. ومن وجهة نظري أرى أنَّها تركز على القضايا التنموية والأحداث الرسمية أكثر من غيرها من المواضيع، ومع ذلك نجد أنَّ نشرة الأخبار ثرية بتقارير وأخبار متنوعة عن السلطنة في مختلف الاهتمامات، وهذا يرجع إلى تنوع الأحداث والأخبار في المحافظات.

وحول ما إذا كانت النشرة تقدِّم أفكارًا جديدة، أوضح الحراصي: في الحقيقة نعم.. وهذا ما نجده في المواضيع الخاصة بقضايا معينة قد تكون تناولتها وسائل إعلامية أخرى كالصحف والإذاعات ومنتديات الإنترنت، ولكنَّ الزاوية التي تركز عليها نشرة الأخبار تختلف تماما في تقديم وطرح الموضوع والحرص على التواصل مع الأهالي والمسؤولين في اللحظة ذاتها يعطي الموضوع طرحا آخر أكثر حداثة.

أما عن مدى قناعة المشاهد بما تقدمه النشرة من مواضيع مجتمعية، فقال الحراصي: في الحقيقة أنَّ المشاهد لديه قناعة بما تقدمه النشرة؛ وذلك لكون هذه النشرة إضافة جديدة في اعتقادي، وقد أكسبت المشاهد قناعة بما ينبغي على الإعلام أن يقوم به من دور تجاه فعاليات وأنشطة المجتمع.

واقترح الحراصي أن يتم التنويع في طرح المواضيع وتسليط الضوء على المبادرات المجتمعية وذلك لتشجيع المجتمع، كما أنَّ تنظيم عرض هذه الأخبار يلعب دورا مهما في تقريب المشاهد منها، وتجنب الأخبار المطولة والمشاهد المكررة التي تجعل المشاهد يمل وتطفئ في نفسه دافعية المتابعة، وأيضا طول نشرة الأخبار بسبب كثرة وتزاحم الأخبار يؤدي إلى قلة المتابعين؛ لذلك يجب على القائمين على نشرة الأخبار أن يعرضوا على الشاشة ما يوجد له من شريحة كبيرة تهتم به وتشاهده.

تعليق عبر الفيس بوك