الرحلات السياحية إلى مسندم تستكشف الكنوز البحرية قرب مضيق هرمز وتسلط الضوء على جمالية الموقع

الرؤية- يوسف علي البلوشي

لا يكف شبابنا عن الترحال في بقاع السلطنة كافة؛ حيث يسعى للاستمتاع بالمقومات السياحية التي تزخر بها البلاد شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.. ومن المواقع التي تستهوي محبي السياحة البحرية محافظة مسندم، بكل ما تحتويه من معالم طبيعة تمزج الجبل مع البحر، في مشهد سيريالي فريد.

ويهدف الشباب في رحلاتهم إلى استكشاف الكنوز البحرية القابعة في أعماق وسواحل هذه المنطقة المتميزة قرب مضيق هرمز، علاوة على تسليط الضوء على جمالية الموقع.

والتقت "الرؤية" بعدد من الشباب الذين خاضوا هذه التجربة مؤخرا، ويقول سعيد بن رجب البلوشي: "خرجنا قرابة 26 سائحا إلى مسندم على أن تكون نقطة الالتقاء في خصب يوم الجمعة 17 أبريل 2015". ويضيف: "خرجت مجموعة من الشباب عبر المركبات من مسقط وآخرون من ولاية صور توجهوا إلى ميناء السلطان قابوس لتقلهم العبارة "شناص" التي تجوب بحر عمان متجهة إلى مسندم؛ حيث كانت المشاهد والمناظر رائعة". ويزيد: "ومع انطلاقتها وهي ترحل عن ميناء السلطان قابوس لتمخر عباب البحر في مشهد جميل وآخاذ، خرجت الرحلة ظهر الخميس ووصلت إلى ميناء خصب في 5 عصرا، وكانت ملامح مسندم الشاهقة بجبالها تعانق هامات السحاب في منظر بديع".

وتابع: "أخذت العبارة شناص في وضع الالتفاف على مضيق هرمز حتى تصل إلى ميناء خصب وترى البواخر الضخمة الشاهقة التي تتوزع وتخرج عبر المضيق واخرى تدخل إليه في شموخ فريد". ويزيد: "بعد وصولنا إلى خصب أخذنا جولة في أحياء خصب مرورا بولاية بخاء الجميلة ايضا؛ حيث يمكن للزائر أن يرى امتداد سلسلة جبال الحجر البالغ طولها حوالى 640 كم من رأس الحد فى الجنوب إلى مسندم فى الشمال، لتنتهي هذه السلسلة عند رؤوس الجبال الجبال والتى تتداخل مع البحر، وتشكل الجبال الجزء الأكبر من محافظة مسندم فيما تعتبر قمة جبل حارم التى يبلغ ارتفاعها 2087 متراً تقريباً أعلى قمة فى محافظة مسندم. ويوجد عبر هذه السلسلة الجبلية طريق منحدر يمتد بشكل متعرج بين الجبال الشاهقة ويصل الأودية".

وخلال الجولة البرية عبر السيارة استمتع المشاركون في الرحلة بالمناظر الطبيعية من حولهم، واخذ كل من في الرحلة يمارس هوايته المفضلة، فمنهم من عزف على العود، وهناك من غنى على هذه الألحان، والاخر شرع في التقاط الصور.

أما خميس بن محمد البلوشي وهو واحد من المشاركين في الرحلة، فقد قال: "بعد قضاء الليل في خصب، توجهنا صباح اليوم التالي إلى ميناء خصب وركبنا السفينة التي أقلتنا بعد ذلك إلى نواحي خصب المختلفة". وجاب الفريق في رحلة بحرية أنحاء الولاية، وذهب إلى جزيرة أم الغنم وجزيرة تلغراف التي تعرف في خصب بأنها أقدم جزيرة استخدمها الإنجليز للاتصال وإرسال البرقيات، وكان المبيت في خور شم الذي يتميز بالهدوء والتألق حيث تجد الجبال التي تحوم على الأخوار وترى الطبيعة القاسية والحياة الجبلية في خصب جعلت من سكانها أناساً ذوى درجة عالية من البراعة فى العيش رغم قسوة الطبيعة.

ويقول عبد الله عبد الرحيم (أحد سياح الرحلة): "أنصح بالسياحة الداخلية فمثل المواقع الفريدة في خصب لن يجدها الزائر في أي دولة أخرى، حيث تزخر بالعديد من المقومات السياحية وخاصة لمحبي المغامرة والتخييم فى العديد من المواقع الجبلية والشواطئ الخلابة، وكذلك ممارسة رياضة الغوص".

وتابع: "يضيف ركوب القوارب والسفن التقليدية متعة لا توصف، فيما يمكن لهواة الغوص فى الشواطئ المرجانية الجميلة الاستمتاع بهواياتهم، وعلاوة على ذلك هناك العديد من الآثار القديمة والمواقع الأثرية للحضارات القديمة التي قامت في المنطقة وتتمثل هذه الآثار في المقابر والرسوم البدائية على الصخور".

ويشاطره أحمد طالب الحديث قائلا: "أثناء التجوال في المركب السياحي تبرز الطبيعة الجميلة؛ حيث إن خصب تقع وسط مناطق وعرة لكن تتجسد فيها آيات الجمال الطبيعى فى تلالها الشاهقة التى تتمركز بعضها وسط ممرات بحرية ضيقة، كما تتباهى ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال، وترسم وعورة البرارى على ساحل محافظة مسندم والتلال المتمركزة وسط الممرات البحرية صورة طبيعية خلابة غاية فى الجمال، وتعتبر من المعالم التى تنفرد بها السلطنة".

ويقول صلاح بن مراد البلوشي إن شواطئ خصب بيئة ملائمة للعديد من الطيور البحرية والسلاحف والدلافين، وهو ما يجعلها نقطة مهمة فى قطاع سياحة الحياة البرية حيث شاهدنا الدلافين وهي تقفز في ثنايا بحر عمان الذي يشكل جمال وصور بديعه ورائعة.

ويقول عبدالله صالح (من زوار المحافظة) إن خصب تعد مكاناً مدهشاً لعشاق مشاهدة الطيور؛ حيث تعيش هنا أعداد كبيرة من الطيور مثل خطاف البحر والفاقة التى تهاجر من سوقطرة وتزور المنطقة خلال أشهر الصيف، وتختار منحدرات معينة تجثم عليها على طول الساحل. واضاف: "شاهدنا خلال الرحلة كيف ان الصقور تجوب سماء خصب بين الحين والآخر رغم أعدادها القليلة، بالإضافة إلى الإقبال عليها لمناظرها الخلابة، فإن السياح المغادرين لمدينة خصب يروجون لها على أنها موقع مثالي لعشاق رياضة الغطس، كما توفر شركات السياحة رحلات إلى الجبال ورحلات بحرية على قوارب البُوم ورحلات داخل المدينة.

تعليق عبر الفيس بوك