جمعية الصحفيين العمانية تنظم محاضرة "هبوط أسعار النفط .. الأسباب والحلول"

العطية: وفرة المعروض وتراجع الطلب والمضاربة .. من أبرز أسباب تدهور أسعار النفط

على الدول المنتجة للخام إيجاد طرق مبتكرة لخفض الإنفاق وتنويع مصادر الدخل

مسقط - الرؤية

نظمت جمعية الصحفيين العمانية مساء أمس الأول بفندق كراون بلازا مسقط محاضرة بعنوان :" هبوط أسعار النفط ...الأسباب والحلول" ألقاها عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية لدراسات وبحوث الطاقة، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة السابق بدولة قطر الشقيقة، بحضور معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز، ومعالي المهندس محمد بن سالم التوبي، وزير البيئة والشؤون المناخية، ومعالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، وعدد من أعضاء مجلس الدولة والشورى وعدد من المسؤولين في القطاع الخاص ورئيس أعضاء جمعية الصحفيين العمانية حضور عدد كبير من رجال الصحافة والإعلام ومراسلي وسائل الإعلام المعتمدين لدى السلطنة. وأدار الحوار أحمد بن سعيد كشوب الخبير الاقتصادي.

واستهل معاليه الحديث عن حنين العودة إلى عمان والذي لم يتوقف بحكم رئاسته سابقا للجنة العمانية القطرية المشتركة، وعضويته سابقا في مجلس إدارة طيران الخليج، وقال: أنا سعيد بالعودة إلى سلطنة عمان، وأعبر عن سعادتي بالعودة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى أرض الوطن وهو مثل أعلى لنا، وهو قائد نقل البلد من حال إلى حال في أقل عدد من السنوات، حيث إن كل الدول أخذت سنوات عديدة للتطوير، وندعو لجلالته بالصحة والعافية. وأشار العطية في محاضرته إلى أن أسباب تراجع أسعار النفط تعود إلى عدد من العوامل المؤثرة التي تشكلها الأطراف الفاعلة.. متطرقا إلى تداعيات انخفاض الأسعار على الاقتصاد العالمي بشكل عام وعلى اقتصاديات دول الخليج على وجه الخصوص. مؤكدا على أهمية الدور الحيوي الذي يقوم به النفط في اقتصاديات العديد من الدول حيث أصبح من أهم السلع المتداولة وأي تغيير في الأسعار سواء بالزيادة أو النقصان يثير اهتمام وقلق دول العالم منتجين كانوا أم مستهلكين.. موضحا أن انخفاض أسعار النفط شهدت تراجعا حادا في الآونة الأخيرة فبعد أن بلغ سعر خام برنت 115 دوﻻرا في يونيو الماضي هبط إلى ما دون الخمسين دوﻻرا خلال الأشهر الستة الأخيرة.

وقال إنه ورغم التعافي الطفيف الذي طرأ على الأسعار إلا أن القلق والترقب ﻻ يزالان يخيمان على أسواق النفط العالمية .وبين العطية العوامل الرئيسية التي أسهمت في تراجع أسعار النفط والتي منها العرض والطلب الذي يعد من أكبر العوامل التي تدفع بالأسعار للصعود والهبوط ونتيجة لضعف الاقتصاد العالمي تراجع الطلب على النفط في الوقت الذي شهد زيادة في حجم المعروض بعد ارتفاع معدﻻت إنتاج النفط الصخري في الوﻻيات المتحدة الأمريكية وتزامن ذلك مع أحجام أوبك عن خفض الإنتاج.

وأوضح أن من العوامل الرئيسية التي أسهمت في تراجع أسعار النفط كذلك هو نشاط المضاربين في الأسواق.. موضحا أن المضاربات أوصلت أسعار النفط إلى أسعار خيالية في عام 2008 رغم وفرة المعروض فيما شهدت انخفاضا حادا في عام 1985.وأشار أن تأثير انخفاض النفط على دول مجلس التعاون الخليجي تفاوت من دولة إلى أخرى بسبب اختلاف السعر التوازني الذي يعتمد على تقديرات سعر البرميل المحدد في الموازنات التي تعدها الدول.

وتطرق العطية إلى دور الحكومات في تخفيف وطأة الأزمة.. مشيرا إلى أن استمرار تراجع أسعار النفط رغم التدابير التي قامت بها دول مجلس التعاون إﻻ أنها يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ اقتصادياتها .

ودعا العطية في ختام محاضرته الحكومات إلى إيجاد طرق مبتكرة لخفض الإنفاق وإقرار بعض التعديلات المالية وعليها أن تعمل على تنويع مصادر دخلها بتنويع قاعدة اقتصادها وزيادة مساهمة الصناعات غير النفطية والصناعات المساندة وتحفيز القطاع الخاص ووضع استراتيجية تؤدي في نهاية المطاف إلى التخفيف من الاعتماد على النفط .

وفيما يخص الطاقة المتجددة قال العطية: نحن مع ونؤمن بهذا التوجه وبحاجة إليها فماذا بعد النفط والغاز؟، حيث إن دول الخليج أكبر المتضررين، ويجب إيجاد الطاقة المتجددة لأن النفط والغاز مصيره الانتهاء ويجب ألا نشعر يوما من الأيام بالظلام الدامس في دولنا، فالطاقة المتجددة هي مطلب أساسي والبديل القادم عن النفط والغاز متى ما أنتهى من الأرض.

تعليق عبر الفيس بوك