مواطنون: العمال يساهمون في إسعادنا ويستحقون مراعاة حقوقهم والتخفيف من معاناتهم

◄ الفزارية: نثمِّن المبادرات التطوعية لتوزيع قوارير المياه على العاملين في الطرق ظهرا

◄ الكعبية: كثير من المواطنين يرفضون العمل في مواقع مكشوفة ظهرا ويدفعون بالوافدين إليها

أكَّد عددٌ من المواطنين على ضرورة مراعاة حقوق العمال الوافدين الذين يعملون في مواقع مكشوفة ظهرا -خلال شهور الصيف، على وجه خاص- وقالوا إنَّ على الجهات المعنية مراقبة الشركات التي تجبر العمال على تنفيذ المشروعات بلا توقف حتى في ساعات الظهيرة.. وأشاروا إلى أنَّ العامل البسيط يكفيه الشعور بغربته بعيدا عن أسرته، ويجب ألا نزيد ألمه النفسي ألما جسمانيا بدفعه للعمل ظهرا في أجواء مناخية لا يتحملها أي مواطن أو مقيم، وثمَّنوا المبادرات التطوعية الداعية إلى التخفيف عن العمال بتوزيع قوارير المياه الباردة عليهم ظهرا.

وتقول مريم الفزارية: إنَّ شهور الصيف في دول الخليج تعني الكثير بالنسبة للعمال في مختلف ميادين العمل بالمناطق المكشوفة؛ فهي موسم لارتفاع الرطوبة والحرارة العالية، وهو ما يزيد من معاناة العمال خصوصا في الطرق وأعمال البناء والنظافة؛ حيث إنهم يقضون يومهم في مواقع عمل غير مكيفة على عكس الحال في باقي التخصصات المكتبية؛ لذلك لابد أن تتحرك ضمائر الجميع لمراعاة عمال البناء والنظافة وشق ورصف الطرق الذين يقضون ساعات النهار تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل لقمة العيش.

وتساءلت الفزارية: أين منظمات حقوق الإنسان من هؤلاء العمال الذين يقضون أوقات راحتهم في مواقع العمل، وهل كونهم وافدين لا يسمح لهم بالمناداة بحقوقهم ومناشدة الجهات المعنية العمل على ضمان حقوق العمَّال الوافدين الذين تضطرهم ظروف العمل إلى قضاء نهار الصيف شديد الحرارة في مواقع العمل دون راحة تناسب احتياجاته الجسمانية والنفسية؟!

للمواطن دور

وتؤكِّد أنَّ على كل مواطن وجهة مسؤولة أن تدرك أن كل وافد يعمل في تلك المهن البسيطة هو إنسان بالدرجة الأولى، وله من الحقوق والقدرة على التحمل كما لكل إنسان، وإذا كنا نعترف بأننا لا نتحمل السير على أقدامنا في الشوارع ظهرا من شدة الحرارة وارتفاع الرطوبة، فما بالنا بمن تضطره ظروفه للعمل الشاق في تلك الأجواء؟ هل نتوقع أن تكون حواسه أكثر قدرة على التحمل من حواس كل منا؟!

وتضيف الفرازية: هذه قضية حقوقية لا نسأل عنها الحكومة الرشيدة وحدها وجهات الاختصاص، وإنما جزء كبير من الحل في يد كل مواطن ومقيم، بأن نراعي حقوق هؤلاء العمال بالتخفيف عنهم من خلال عدم إلقاء القمامة بعشوائية في الشوارع والطرقات والشواطئ، وليتذكر كل منا أن كل ورقة ترمى في الشارع سيضطر عامل بسيط لأن يحني ظهره لالتقاطها في أجواء حارة لا نتحملها ولا يتحملها هو، فليس ذنبه أن يتحمل عدم إحساس من يرمى القمامة بالمسؤولية تجاه نظافة الشوارع.

وتختتم بقولها: نتابع مؤخرا العديد من المبادرات لتوزع قوارير المياه على العاملين في الطرق ظهرا، وكذلك العديد من المبادرات الشبابية للمساهمة في حملات تنظيف الشواطئ والشوارع تسهيلا على العمال البسطاء، وهو ما يصب في صالحهم ويقلل من المشقة نسبيا.

تكفيهم الغربة ألما

ويقول عاصم السليمي: إنَّ هؤلاء العمال البسطاء يساهمون في إسعادنا وتقديم الخدمات لنا في مختلف المجالات ويستحقون في سبيل ذلك مزيدًا من التقدير والمراعاة لحقوقهم واحتياجاتهم وقدرتهم على التحمل، خصوصا من يعملون في وقت الظهيرة خلال أيام الصيف الحارة. ونحن كمجتمع عماني مسلم لزامٌ علينا أن نحيطهم برحمتنا وتعاطفنا معهم، وعلينا أن نسعى للتخفيف عنهم وألا نرهقهم بعشوائية التخلص من مخلفاتنا وتجنب أي شبهة "استعباد" لهم في أوقات العمل غير المناسبة خاصة في العمل الميداني. وعلى أصحاب العمل أن يتعاملوا معهم مثلما يحبون أن يعامل الناس أبناءهم، كما أنه من الجانب الإنتاجي، كلما شعر العامل بأن هناك من يراعي حقوقه واحتياجاته اجتهد في سبيل تقديم المزيد من الإنتاجية التي تعود بالفائدة على مختلف فئات المجتمع من خلال إنجاز مشاريع مهمة للوطن والمواطن، ويكفيهم ألم الشعور بالغربة بعيدا عن أسرهم.

العمل بمواقع مكشوفة

وتقول آمنة الكعبية: يجب أن نتعامل مع الوافدين على اختلاف فئاتهم ومجالات عملهم بسلوك قويم أساسه الاحترام والتقدير ومراعاة الحقوق، وليس معنى أنهم يسعون للعثور على ما يكفي أسرهم من رواتب لضمان حياة كريمة أن نسيء معاملتهم ونهمل حقوقهم ونبالغ في تكليفهم بالمهام الصعبة في وقت الظهيرة على وجه خاص.

وتضيف الكعبية بأنَّ كلَّ مواطن عليه دور للمساهمة في التخفيف عن العمال البسطاء من جانبه، ولو بتوزيع زجاجات المياه الصغيرة التي تخفف عنهم الشعور بالحرارة الشديدة وقت الظهيرة، كما علينا الانتباه إلى رمي المخلفات في السلال المخصصة؛ لذلك فمن الواجب على كل مواطن ومقيم تجنب إهانة عامل النظافة بأي حال من الأحوال.

وتشير الكعبية إلى أنَّ الكثير من المواطنين يرفضون العمل في مواقع مكشوفة للشمس بحثا عن الراحة والرفاهية، بينما يكلفون العمال الوافدين بتنفيذ ما لا يطيقونه هم، دون أن يراعوا أن العامل يقدم لهم خدمة قد لا يقدرون على تنفيذها أو تحمل المشاق في سبيلها، ويظنون أنهم طالما يدفعون المقابل القليل يحق لهم التنكيل بالعامل وإجباره على العمل وقت الظهيرة في شهور الصيف.

تعليق عبر الفيس بوك