يوسف زيدان: السياسة الخارجية المحايدة تميز عمان وتفرض على العالم احترامها

مسقط - خاص الرؤية

استضاف النادي الثقافي الروائي المصري د. يوسف زيدان، في أول زيارة له إلى السلطنة قادما من الكويت، في أمسية بعنوان "دور التراث في صياغة الوعي المعاصر"، بحضور جمهور متنوّع الثقافات والتوجهات الفكرية والتخصصية، من بينهم معالي محمد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والمتابعين.

وقال زيدان: قبل مجيئي إلى مسقط تلقيت اتصالا من صديق حدّثني عن مقطع فيديو يجري تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يستهدف الإساءة إلى السلطنة ولابد من التوضيح؛ فهذا المقطع مجتزأ من حلقة لي في أحد البرامج التليفزيونية وكنت أتحدث فيها عن رفضي لتجربة (الإخوان المسلمين) في الحكم وعرّجت على جماعات الإسلام السياسي ومنها الإباضية، ومن يريد الوصول إلى الحقيقة عليه أن يذهب إلى مشاهدة الحلقة كاملة على موقع القناة التليفزيونية التي بثت البرنامج.

وقال صاحب "عزازيل" وهي من أهم الروايات العربية في تاريخ اللاهوت المسيحي، وله روايات أخرى من أهمها "ظل الأفعى" و"النبطي" و"جونتنامو" عن سلطنة عمان "أفتخر، لوجود كيان سياسي يعرف أهمية التراث الذي هو منظومة متكاملة، ولكي تواصل عليك أن تعي، وهذا الوعي موجود هنا، لذا أنشأت عمان وزارة للتراث، وهو ما لم تفعله الدول العربيّة الأخرى".

وفتح الدكتور زكريا المحرمي مدير الجلسة باب الحوار والمداخلات النقاشية مع الجمهور، وبدأ سيل المداخلات يشق نهر الفكر من خلال الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير وخبير التخطيط الاقتصادي د. صلاح حزام، والناقدة الشاعرة د. فاطمة الشيدي، والمثقف يحيى الإلزامي ورئيس القسم الثقافي بجريدة عمان عاصم الشيدي، وغيرهم.

وأثار الدكتور زيدان تحت عنوان محاضرته العديد من المحاور والأفكار التي أثارت جدلا واسعا عمانيا وعربيا حاملا على (البنويين العرب) ومخطئا فهمهم للتراث وللنظرية البنيوية ذاتها التي يتشدقون بها ومتنصلا من مطالبتهم بالقطيعة مع التراث تحت مسمى (نظرية قتل الأب) اعتقادا منهم أن التخلص من التراث العربي سيكون خطوة عملانية على طريق التحضّر والتقدّم، مؤكدا أن هذا التوجه في حقيقته انتحار بالمعنى المجازي للحضارة العربية، فاللغة العربية هي الأداة التي تم تدوين التراث بها فإذا ما تخلينا عن لغتنا وتراثنا فقدنا هويتنا. وكانت القضية الثانية التي أثارها زيدان هي تعمّد العرب التعامل مع التراث بانتقائية مما كان له أثر سيء وتخريبي جعل التركيز على مؤلفات بعينها للعلامة ابن تيمية واستبعاد الآخر سببا في اتهام الرجل بالأصولية.

أما القضية الحيوية وهي في القلب من كل القضايا بتعبير الدكتور يوسف زيدان تتعلّق بفهمنا الخاطئ لمعنى التراث فالتراث من وجهة نظره هو "نحن في (الأمس) وهو (أداة) بناء المستقبل، ولن نفهم الواقع ونخطط للمستقبل إلا بفهم التراث " مؤكّدا على أننا "لن نفهم الواقع ونخطط للمستقبل إلا بفهم التراث"ز

وأكد زيدان، أن الإمام البخاري لا يستحق أن يأتي أحد من بعده ويصفه بالجاهل فالإمام البخاري جاء لكي يحل مشكلة حدثت في وقته فهو اعتماد على السند فكان يتتبع السند وليس المتن، وهذا علم وهذا علم أخر. وأوضح، أن جملة واحدة من تيمية بناء عليها كتاب ''اللاهوت العربي''، وأن الديانات الثلاثة هي دين واحد، وهو أول من قدم نقد صريح لأرسطو مشيرا إلى ان من التخلف أن يقال قد أفتي الشافعي في المسألة كذا لأنه كان ينتصر للواقع، وليس للنص.

وأوضح في رد على سؤال من الجمهور «إن المستشرقين سواء المجامع العلمية الأوروبية أو الأفراد سبقوا إلى نشر التراث العربى «من قبلنا (العرب) بمئات السنين ولا يزال المجهول من التراث العربي أكثر من المنشور»، حيث ترجمت النصوص العربية إلى اللاتينية قبل ظهور المطبعة بعدة قرون».

يذكر أن زيدان، له نحو 60 كتابًا، ما بين الروائي والبحثي، كما حصد عددًا من الجوائز منها، جائزة أنوبي الدولية عن روايته ''عزازيل''، كأفضل رواية عالمية مترجمة إلى الإنجليزية، والجائزة العالمية للرواية العربية العام 2009.

تعليق عبر الفيس بوك