الحكمة العمانية ..!

كانت كلمات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم قبل عدة عقود بأننا لا نتدخل في شؤون الغير، نبراسًا يهتدي به الجميع ويؤتي ثماره إلى الآن ولازالت أصداؤه تقرع في ربوع الجزيرة العربية.

ومنذ أن مدت يدها السلطنة منذ الأزل للجميع بدءًا من حروب الخليج وحروب المنطقة الإقليمية لازالت تواصل تمهيد أرض السلام لتكون خالية من شوائب وبراثن الحروب والنزاعات.

تحدثت وسائل الإعلام المختلفة حول توجه السلطنة في عدم الخوض بعاصفة الحزم الأخيرة.

نحن كعمانيين لم نر استغرابًا ودهشة في هذا التوجه ثقة بحكمة السلطنة في مثل هذه المواقف التي تنأى بنا نحن كمواطنين عن توجهات الحرب التي لا تحمد عقباها. ومرت المنطقة خلال السنوات الماضية بمجموعة من الأزمات السياسية والحروب التي لم تخلف سوى آثارًا شوائبها مترسبة إلى وقتنا الحاضر بل وخلفت بعضها نشأة ميليشيات وحركات وأقليات عدوانية تسعى إلى إيجاد ذاتها بالعنف والإرهاب.

الحكمة العمانية تجلت في جعل المنطقة العربية والخليجية منطقة آمنة خالية من الإرهاصات والمشاكل تصنع السلام والوئام وتجعل من دول الخليج منصة التقاء السلام بعيدًا عن ما يحوم حول المنطقة من مناوشات.

إنّ الحروب لم تخلف للأمم سوى الخراب والدمار والشتات وتفرق شعوبها وتوهانها بين دول العالم الآخر، ومما يحسب للحكمة العمانية في النأي عن أي تحالفات إيمانا منها بأهمية القيمة للإنسان كونه محرك التنمية وأساس تطور الدول .

إن الحملة التي شنتها بعض وسائل الإعلام حول عدم انضمام السلطنة لتحالفات المنطقة ضد الحرب في اليمن لها عدة أبعاد إيجابية وتتبين يومًا بعد يوم نتاجات الحملة،، عندما فتحت أبوابها لتكون محطة للجميع أياً كان سواء جرحى من الطرفين أو أطراف النزاع من الجهتين، وهو ما يرجح أن تكون السلطنة وجهة المفاوضات والسلام والهدنة في حال الارتضاء إلى حلول سلمية للم شمل اليمن والنأي بأهلها عن حرب طويلة لا تعلم نتائجها.

برهنت لقاءات السلام الدولية التي احتضنتها السلطنة العام الفائت بين الدول الكبرى وإيران أن السياسة العمانية والحكمة الدولية في سياساتها تجعل منها نموذجا للحب والسلام ولم شمل الجميع في أسوأ الظروف فإنّها تفتح أبوابها للجميع وبعد أن هدأت عاصفة الحزم،وانقشعت الرياح وانكشفت حلول السلام من أجل منطقة آمنة وسلمية.

يوسف بن علي البلوشي

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك