حيرة الفتيات بين أولوية الزواج واستكمال الدراسة مرهونة بمدى نضج وتفهم شريك الحياة

السيابي: احترام الزوج لطموح زوجته يسهل عليها التوفيق بين احتياجات الأسرة والدراسة

الغيثية: انشغال الزوجة بالدراسة يفرض عليها ضغوطا إلى جانب الواجبات المنزلية

الجهورية: الدراسة تحقق للفتاة طموحها وتضمن لها الاستقلال المادي في حال الانفصال

الرؤية - عهود المقبالية

أجمع عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم حول أولوية الدراسة أو الزواج لدى الفتيات، على أهمية الدراسة لزيادة المستوى التعليمي والثقافي لأيّ فتاة، وكونها خطوة مهمة لتوفير فرصة وظيفية مناسبة فيما بعد تساهم من خلالها في توفير متطلبات أسرتها، إلى جانب التأكيد على أهمية الزواج باعتباره أساس الاستقرار النفسي لدى الفتاة خصوصاً بعد الإنجاب، وقالوا إنّه لا تعارض بين الأولويات في حال اختارت الفتاة من يحبها ويقدرها ويحترم رغبتها فيساعدها على استكمال الدراسة والتنسيق بين متطلبات الأسرة والتزامات الدراسة، لكنهم حذروا في الوقت نفسه من خطورة مبالغة الفتاة فى الانشغال بالدراسة باعتبارها الضمانة الوحيدة لمستقبلها، لأن ذلك من شأنه أن يكون سببا مباشرا في خسارة زواجها وأسرتها، وهو ما لا يقل أهمية عن الحصول على شهاداتها العليا.

وقال محمد بن سعود بن سالم السيابي إن إكمال الفتاة لدراستها الجامعية بات ضرورة ملحة ليس لأسرتها فقط بل للمجتمع أيضًا وهذا الأمر لا أتصور أنه مثار نقاش أو محل خلاف، أما ما يتعلق بمسألة هل يكون الزواج عائقا للدراسة أم لا، فأتصور أن يكون الزواج عائقا للدراسة إذا صادفت الفتاة زوجا غير متفهم وغير مدرك لأهمية الدراسة بالنسبة للأسرة والمجتمع، فضلاً عن صعوبة بعض الأعباء التي قد تترتب على الزواج كالمسؤوليات الأسرية والاجتماعية وتربية الأبناء، وقد يكون العكس صحيحا حيث يصبح الزواج عاملا إيجابيا ومحفزا للفتاة لمواصلة دراستها.

شرط نضج الزوجين


وأضاف السيابي: إذا وجدت الفتاة في نفسها الرغبة في الإقدام على الزواج خلال فترة دراستها يجب أن تنتبه أولاً إلى ضرورة أن يكون زوجها من النوع المحب والواعي والمتفهم الذي يعينها على جميع المشاكل التي قد تواجهها في مشوارها لا قدر الله، لافتا إلى أن الاحتمالات تبقى متساوية اعتمادا على نضوج عقل الزوجين وتفهمها للظروف المعيشية، ومقدار التعاون في حل المشاكل الأسرية. ولا يمكن أن نضع مستقبل الفتاة بين اختيار الزواج أو الشهادة الجامعية كما لا يمكن الجزم بأنّ الشهادة الجامعية أكثر ضمانا لمستقبل الفتاة من الزواج، وأصحاب تلك النظرة يرون فقط الجانب المادي والوضع الوظيفي والاجتماعي الذي قد تحصل عليه الفتاه دون مرعاة للجانب العاطفي وغريزة الأمومة وأهمية الاستقرار النفسي لدى المرأة. ومن الجانب اﻵخر لا يمكن القول أن مستقبل الفتاة يتعارض مع شهادتها الدراسية وتظل هذه المسائل مبنية على التفاهمات بين الزوجين، غير أنّه ما من شك أن المرأة مستعدة لأن تلقي جميع شهاداتها في البحر مقابل أن تسمع صغيرها وهو يناديها "ماما". وقد يكون الزواج في سن مبكرة من أسباب عدم استمرار الزواج نظرًا لعدم قدرة الطرفين على تفهم الخلافات وكيفية إيجاد حلول لما يحدث بينهم من مشاكل نظرًا لحداثة السن وقلة الخبرة.

وقال السيابي إنّ انشغال الزوجة بالدراسة، وعدم قدرتها على الموازنة بقدر المستطاع بين التزامات الزوج والدراسة، قد يضر بالجانبين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن تفهم الزوج وتقديره لوضع الزوجة، وتقبله لأن يرتبط بفتاة قد تنشغل في دراستها جبراً لفترة زمنية محدودة من عمر زواجهما، مع النظرة المستقبلية في حال الإنجاب خلال فترة الدراسة والتي قد تزيد من تعقيد الأمر حيث ستظهر عوائق أخرى في تقسيم الوقت بين الزوج أو تربية طفلها أو دراستها، والحل يكمن في كيفية ترتيب الأولويات بصورة صحيحة تجنباً للانفصال لا قدر الله.

الزواج أكثر ضمانة

ومن جانبها، قالت مزنة البريكية: لا يمكن اختبار أيهما أفضل للفتاه الزواج أم الدراسة حيث إن الزواج نصف الدين والدراسة مهمة للفتاة لتثبت نفسها على صعيد العمل والمستقبل الوظيفي، لكن بإمكان الفتاة إكمال الدراسة بعد الزواج لأن الزواج نصيب وموعده في علم الله. وفيما يتعلق باعتبار الدراسة عائقا أمام الزواج، فأعتقد أنها لا تمثل عائقا للزواج، فالزواج يحتاج إلى مسؤولية لكن بالدراسة تحقق الفتاة أحلامها، وأما الأكثر ضمانا لمستقبل الفتاة فأعتقد أنّه الزواج لأن الشهادة يمكن تأجيل الحصول عليها أما الزواج فقسمة ونصيب وباستطاعتها أن تكمل دراستها بعد الزواج مع اتفاق الطرفين.

وقالت أمينة الغيثية إن لكل فتاة الحق في استكمال دراستها والوصول للمستوى التعليمي المرضي وتحقيق ما تطمح إليه من خلال الدراسة، ولا ننكر أن طول فترة الدراسة قد يكون عائقا أمام زواجها فهناك الكثير من الفتيات يمتنعن عن الزواج ويتخذن إكمال الدراسة عذرًا لرفض المتقدمين لهن، وربما يمكن رفضهن للزواج لاعتقادهن صعوبة التوفيق بين الزواج والدراسة وربما الخوف من إجبارها من جانب الزوج على ترك الدراسة، وعلى الرغم من ذلك تنجح بعض الفتيات في التوفيق بين الدراسة والزواج بفضل تشجيع الزوج لها ومساندتها في إكمال دراستها .

وأضافت الغيثية أن الزواج في سن مبكرة له عدة جوانب تحدد مدى نجاح هذا الزواج أو فشله، ومنها مدى التقارب بين الزوجين في التفكير ومدى إدراكهما لأهمية الزواج، والملاحظ مؤخرا انتشار الطلاق بين حديثي الزواج نظرا للاختلاف في العمر والتفكير ومدى التكافؤ التعليمي بينهما. وقد تكون دراسة الفتاة أو عملها عبئا آخر مقابل واجباتها المنزلية والزوجية، خصوصا في حال عدم إلمام الزوجين بمسؤوليات الزواج وعدم تحملهما وتفهمهما مشاكل الزواج فيكون الطلاق الخيار الأول لديهما.

وقال بدر المقبالي إن الزواج لم ولن يكون يوما عائقا أمام استكمال الفتاة دراستها لأن الفتاة بزواجها تكمل نصف دينها ودين زوجها، وهناك الكثير من الأزواج الذين سمحوا لزوجاتهم باستكمال دراستهن. وربما تعتقد الفتاة أن الزوج لن يسمح لها بالدراسة أو العمل فتجعل الحل الأمثل هو رفض كل من يتقدم لها بعذر الدراسة، على الرغم من أن الخيارين مهمين سواء كانت الشهادة الدراسية أو الزواج لأن كليهما مكمل للآخر، فالفتاة تهتم بالشهادة لأنها الطريقة الوحيدة لتحقيق أحلامها الوظيفية كما أن الزواج هو الستر والعفة لكل فتاة.

تأمين المستقبل الوظيفي

وقالت ذكريات خميس السلطية إن الدراسة أهم بكثير من الزواج فهي تأمين للمستقبل فمن يعلم كيف ستكون الحياة في المستقبل خاصة مع المستوى المعيشي المتدني عند البعض مع وجود الديون التي يتورط فيها الشاب في حال رغبته في الزواج وعدم قدرته على تلبية متطلبات الزواج وبالتالي يلجأ الى البنك، وهنا تساعد شهادة الفتاة في ضمان فرصة عمل ودخل إضافي للعائلة. وأشارت إلى أن الزوجة قد تنفصل عن زوجها وليس لديها ما يعيلها لذلك فإن الشهادة تساعدها على البحث عن عمل وتلبية متطلباتها وحاجيتها اليومية.

وأضافت أن الزواج قد يمثل عائقاً في سبيل استكمال دراستها حيث إن الدراسة تحتاج وقتا وجهدا، فإذا تزوجت الفتاة أثناء دراستها تكون مشتتة بين واجباتها كزوجة وواجباتها كطالبة ويجب عليها أن تحقق طموحها وتكون صاحبة عقل متفتح كما أن الفتاة في هذا السن تكون غير مهيئة نفسيا لتحمل مسؤولية كبيرة كالزواج.

وقالت أمل الجهورية إن الزواج والدراسة في صالح الفتاة حيث إنها بالزواج تكمل نصف دينها وتكون أسرة، أما الدراسة فتحقق طموح الفتاة وذاتها وتؤمن لها حياة كريمة. ولا تمثل الدراسة عائقاً لزواج الفتاة لأن الدراسة ثقافة تحتاج إليها المرأة كي تنشئ أسرة صالحة. ولا اعتبر الشهادة الدراسية وحدها ضماناً لمستقبل الفتاة فزواج المرأة هو ما يؤمن لها الاستقرار النفسي حيث إنّ الأطفال يكونون عوناً للأم فيما بعد.

وتابعت: الزواج في سن مبكرة لا يؤدي إلى الطلاق بالضرورة لكن قلة الوعي وعدم تحمل المسؤولية والخلافات الزوجين كلها أسباب أغلب حالات الطلاق وليست الدراسة وكثير من الأزواج لديهم شهادات عليا وحياتهم الأسرية ناجحة، مشيرة إلى تعدد أسباب الانفصال ومنها عدم القدرة على تحمل المسؤولية، لكن في الوقت نفسه فإن انشغال الفتاة بالدراسة قد يلهيها عن واجباتها تجاه زوجها فيحدث الانفصال من أول خلاف، أما الفتاة الواعية العاقلة المدركة لمعنى الأسرة والزواج فهي التي تجاهد من أجل التوفيق بين واجباتها الأسرية وواجباتها المهنية لعدم خسارة أي من الخيارين.

تعليق عبر الفيس بوك