دراسة: الاختلاف بين أسلوب الأبوين في التعامل مع الأبناء يضر بمستقبلهم

مسقط - خاص

أكدت دراسة حول دور الأسرة في تربية الأبناء في مراحل العمر المختلفة أن طفل اليوم لم يعد كطفل الأمس، حيث أصبحت تربية الأطفال تمثل تحديا كبيرا لأي أسرة، ومسألة صعبة خصوصا من ناحية فهم الطفل في مراحل تكوينه المختلفة، خاصة في فترة المراهقة، حيث يحتاج الأهل لأن يكونوا ملمين دائما بكيفية التعامل معهم بذكاء في المواقف المختلفة. وحتى لا تترك المعاملة السيئة آثارا نفسية سلبية على حياة الأبناء في المستقبل .

وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة حياتك المتخصصة مؤخرا إلى ضرورة التعرف على مجموعة من الأخطاء التي ترتكب في حق الأبناء وكيفية التعامل معهما إذ إن عدم تحديد نظام للتعامل مع الطفل، وعدم استقرار الأهل على رأي واحد في أي مشكلة طارئة أو عارضة أو في نظام الحياة اليومي للطفل، يسبب بلبلة وفقدان ثقة في نفس الطفل، كما أن تغيير الرأي وعدم الثبات على مبدأ واحد وبطريقة واحدة، مثل موعد استحمامه، موعد نومه، موعد ذهابه للنادي، نوع العقاب الذي ينتظره لو أخطأ، تغيير الرأي والاختلاف بين الأبوين أمام الطفل، تجعله لا يعيش بطريقة مستقرة، أما كلما شعر الطفل أن أهله يتعاملون معه بطريقة واحدة ومنظمة ومستقرة، فبالتالي سيحسن التصرف عليكِ أن تحاولي قدر الإمكان أن تضعي روتينا محددا لطفلك في التعامل معه وتربيته. ويجب أن يكون الأب والأم دائما متفقين على الطريقة التى سيتعاملان بها مع الطفل، أو الطريقة التي سيعاقبانه بها ولا يختلفان أمامه. فمثلا يجب على الأب والأم أن يتفقا على رد فعل مناسب في حالة قيام الطفل مثلا بإلقاء الطعام على الأرض أو تجاهل موعد نومه.

ودعت الدراسة إلى ضرورة تخصيص وقت لقضائه مع العائلة خاصة وان كثرة المشاكل وتراكم المسئوليات وسرعة إيقاع الحياة، قد يمنعنا في كثير من الأحيان أن نقضى وقتا كافيا في محيط العائلة، نقترب من بعضنا البعض، نخصص وقتا للاستمتاع والتنزه على الشواطئ أو الحدائق، قد نتجاهل حقيقة أن الأبناء يريدون أن يستمتعوا مع آبائهم وأمهاتهم وتمضية الوقت معهم بكل بساطة، لأن هذا التصرف يشرح صدر الطفل ويجعله يخرج من الروتين اليومى الصارم، ويجعله يتعلم التعاون أيضا والعمل بروح الفريق.

وأشارت الدراسة إلى أنه عادة ما يريد الأهل مساعدة طفلهم إذا تعثر أثناء أداء أو إنجاز شيء معين دون انتظار محاولته، ولكن قبل أن يقبل الأهل على مثل تلك الخطوة، يجب أن يفهموا أنهم بذلك يرسلون رسالة للطفل مفادها أنه لا يستطيع فعل أي شيء، حتى لو كان مجرد ارتداء ملابسه بمفرده وأنه غير ذكي أو كفء. فإذا استمر الأهل دائما في تقديم المساعدة لأبنائهم في كل شيء فإنهم بذلك يفقدون طفلهم قدرته على الاعتماد على نفسه في المستقبل ضع في اعتبارك أنه يجب عليك دائما تعليم طفلك الاعتماد على نفسه، والمثابرة حتى يصل لتحقيق ما يريده مع تقديم النصح والإرشاد والدعم له.

أما المواقف التي تتطلب من الأم الحزم فيجب عليها أن تكون فيها كذلك، عكس الأوقات التي نمضيها مع أبنائنا بحرية أكثر، فمثلا قد يأتي الطفل ويطلب من والدته أن يأكل البسكويت ولكنها ترفض بسبب أن موعد العشاء قد حل، فيبدأ الطفل في التذمر ويأخذ البسكويت بالرغم من رفض أمه، وبالتالي ترفض الأم ويصرخ الطفل ثم توافق الأم رغما عنها، هذا التردد من الأم وعدم الحزم يزيد الطفل عنادًا.

وأكدت الدراسة أنه يجب إقناع الطفل بالتدريج بأهمية الغذاء الصحي حيث إنه إذا استمر الطفل في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، والسكاكر والحلويات، والبوظة والبسكويت والمعجنات، ثم فجأة أرادت الأم أن ترشده لأهمية الغذاء الصحي المتوازن الذي يقيه شر السمنة المفرطة والأمراض، وليشب صحيحا معافى، وهنا يجب على الأبوين أن يكونا قدوة لأبنائهم، مع الوقت إذا رأى أن والده ووالدته يتناولان الطعام الصحي المتوازن سيكون مثلهما ويحاول أن يقلدهما. وعلى سبيل المثال، إذا قدمت لطفلك طعاما جديدا عليه، ورفضه في البداية فعليك أن تهتمي بتقديمه له أكثر من مرة حتى يتعود عليه وعلى طعمه ومذاقه. وكوني صبورة معه حتى بلوغ الهدف .

تعليق عبر الفيس بوك