"الزراعة" تواصل تنفيذ حلقة تدريبية تخصصية حول "المد الأحمر"

مسقط - الرُّؤية

تواصلتْ، أمس، بمركز العلوم البحرية والسمكية -التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية- ولليوم الخامس على التوالي، فعاليات الدورة التدريبية التخصصية في مجال استخدام تقنية المستقبلات المشعة لرصد وقياس مستوى سميات ظاهرة المد الأحمر في عينات الأسماك والمحَّاريات، والتي تنظِّمها وزارة الزراعة والثروة السمكية، بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية، وتعقد خلال الفترة من 19-30 من شهر أبريل الجاري.

وألقيتْ، أمس، عدد من المحاضرات العلمية عن رصد وقياس ومتابعة السميات المختلفة المرتبطة بظاهرة المد الأحمر، تبعها تدريبات عملية في المختبرات والمعامل بمركز العلوم البحرية والسمكية تم فيها تصنيف السميات وترتيبها علميا بواسطة تقنية المستقبلات المشعة، وسوف تستمر أعمال الحلقة التدريبية التخصصية خلال الأسبوع المقبل بدراسة عدد من المحاور العلمية، وتستكمل الجانب العملي فيها أيضا على أن تختتم فعاليات الحلقة يوم الخميس المقبل.

وتأتي هذه الدورة ضمن مشروع تأسيس مُختبر مرجعي يختص بإجراء التحاليل المختبرية المرتبطة بدراسة ظاهرة المد الأحمر وتأثيراتها على الكائنات البحرية؛ حيث يُعدُّ هذا المختبر الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وتهدف الدورة إلى تدريب الباحثين على الطرق والتقنيات الحديثة في دراسة تأثيرات العوالق البحرية، ورصد مستوى السميات الناتجة عن الازدهار الطحلبي؛ وذلك بالاستعانة بخبرات دولية في تنفيذ أنشطة الدورة.

والجدير بالذكر أنَّ وزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم برصد ومتابعة ظاهرة المد الأحمر بشكل مستمر؛ وذلك منذ تسجيلها لأول مرة في المياه العمانية عام 1976م في محافظة ظفار، وعام 1978م في محافظة مسقط، وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الطبيعية التي تحدث في معظم بحار ومحيطات العالم في أوقات معينة من السنة؛ وذلك متى ما توافرت الظروف البيئية المناسبة لحدوثها وانتشارها، ويمكن تفسير كيفية حدوث هذه الظاهرة من خلال فهم السلسلة الغذائية للكائنات البحرية خاصة العوالق البحرية التي تعتبر من أهم التغيرات لحدوثها؛ فالعوالق البحرية من خلال تكاثرها ذو الانقسام اللاجنسي إذ تنمو خلية واحدة حتى تصل لمرحلة البلوغ، ومن ثم تبدأ بالانقسام إلى خليتين، وهذه بدورها تنقسم إلى أربع خلايا وهكذا حتى يتضاعف العدد، وفي حالة توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها والتي تكمن في درجة حرارة وملوحة وضوء الشمس ومغذيات بتركيزات عالية خاصة في مناطق التيارات الصاعدة، فإنَّ هذه الخلايا تنتشر وتتكاثر بسرعة وتكون ما يعرف بالازدهار الطحلبي الذي يستهلك معه كميات هائلة من الأكسجين الذائب، ويؤدي ذلك إلى نفوق الأسماك نظرا لنقص مستويات الأكسجين المذاب وانسداد خياشيمها بالعوالق البحرية.

أما في حالة عدم توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها؛ فإنَّ بعض أنواع العوالق البحرية تكون حويصلات وهي بدورها تترسب في قاع البحر إلى أن تصل لمرحلة التكيس، والتي تبقى في قاع البحر لفترات زمنية طويلة قد تصل لسنوات إلى أن تتوافر لها الظروف المناسبة فتبدأ مرة أخرى بالتكاثر.

تعليق عبر الفيس بوك