إعلاميون: "الإذاعة والتليفزيون" أحدثت نقلة نوعية في مستوى وعي المراسلين ومحتوى التقارير الإعلامية

 

◄ البادي: يُمكن للمراسل التغلُّب على الصعوبات التي تعرقل عمله بالخبرة والمهارة

◄ الهادي: الموضوعية وإدراك أمانة الكلمة.. أهم عوامل نجاح أي مراسل تليفزيوني

◄ الشماخي: نشرات الأخبار تعتمد بالدرجة الأولى على جُهود مُنفذي التقارير الميدانية

 

 

أكَّد عددٌ من المراسلين والإعلاميين أهمية التقارير الإخبارية في رَفْد نشرات الأخبار ومُختلف البرامج الحوارية، بمتابعات الأحداث، ونقل مظاهر الحياة اليومية للمواطن في مختلف ربوع السلطنة، وكذلك إبراز الجهود التي تبذلها الدولة للتنمية والاستثمار.. وأشاروا إلى أنَّ إنشاء الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون حقَّق نقلة نوعية في مستوى وعى المراسل التليفزيوني، وكذلك عمل على تطوير مُستوى التقارير المنشورة على مستوى المضمون والصورة. وقال عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم أنَّ المراسل يُواجه العديدَ من الصعوبات والتحديات في مجال عمله، مثله في ذلك مثل أي عمل ميداني مُتجدد؛ حيث إنَّ طبيعة العمل تفرض عليه متابعة الأحداث في أي وقت دون التزام بمواعيد عمل محددة.. وأكدوا على حاجة المراسلين إلى مزيدٍ من الدورات التدريبية لصقل مهاراتهم وزيادة الحوافز المادية لتشجيع المراسل على التفرغ لعمله الإعلامي.

الرُّؤية - خالد الخوالدي

 

 

ويقول الدكتور علي بن سالم البادي: إنَّ التقرير التليفزيوني من أهم ما يُقَدَّم للمشاهد؛ حيث إنه ينقل الحدث أو الموضوع للمشاهد بالصوت والصورة باختصار، ورغم أن التقرير التليفزيوني الذي قد لا تتجاوز مدة عرضه ثلاث دقائق إلا أنه يتطلب جهداً مضاعفاً لضمان اكتمال أركانه، وهناك جوانب فنية يجب أن يتضمنها التقرير التليفزيوني؛ أهمها: الزاوية التي تلتقط منها الصورة، وتناغم الكلمة مع الصورة؛ ليشعر المشاهد وكأنه حاضرا في موقع الحدث خلال فترة إعداد التقرير.

وحَوْل دور الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون في السلطنة في إتاحة الفرصة لشباب المراسلين لتقديم إبداعاتهم، قال البادي: إنَّ الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون أحدثتْ نقلة نوعية وتحولًا كبيرًا في مستوى التقارير التي تستعرض قضايا من مختلف محافظات السلطنة، وهو ما جعل تلك المناطق أكثر قربًا للمشاهد، وقد ساهمت الهيئة بما وفرته من إمكانيات متطورة في تسهيل مهمة المراسل التليفزيوني لتساعده على تنويع تقاريره وتطوير مظهرها ومضمونها، فضلا عن المساحة التي خصَّصها التليفزيون للتقارير المحلية في النشرات، خاصة نشرة العاشرة.

 

صُعوبات وتحدِّيات

وعن الصُّعوبات والمعوِّقات التي تُواجه عمل المراسلين، قال الدكتور علي البادي: إنَّ لكل عمل ميداني معوِّقات، لكن مع الخبرة والمهارة يتمكن المراسل من التغلب على تلك المعوقات وتجنب تأثيرها على إنتاجيته.. مشيرا إلى أنَّ العاملين في المجال الصحفي بمختلف فنونه مُعرَّضون لمواجهة الكثير من التحديات للحصول على المعلومة من مصادرها الموثوقة، أو تمكينه من أداء مهمته بمهنية وموضوعية، ويبقى في العُرف الصحفي أنه كلما زادت المشقة في الحصول على المعلومة يتحقق التميُّز.

وقال عبدالعزيز بن حمد بن نجف العجمي: إنَّ الرسالة التليفزيونية فن يُعوَّل عليه في قطاعات الأخبار؛ كونه يرفد نشرات الأخبار بالمواضيع المتنوعة التي تلامس الحياة اليومية للمواطن وتنقل مقترحات المجتمع للمعنيين، كما تفتح مجالا للمناقشة أو تغلق الباب على الشائعات التي تنتشر عبر الوسائط الاجتماعية، ويتميَّز التقرير بأنَّه يختزل موضوعا متكاملا بالصورة والصوت، وينقل تفاصيل الحدث وتعليقات المعنيين في مدة لا تزيد على 3 دقائق؛ ليصل صَدَاه إلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد بثِّه تليفزيونيا. وأشار إلى أنَّ قوة التقرير التليفزيوني تكمن في الثراء البصري الذي يُمثل الجزء الأهم في المادة الإعلامية حاليا؛ حيث إنَّ تأثير الصورة في الإعلام أكثر قوة من الكلمات مهما كانت قوتها.

 

تأهيل الكوادر

وأضاف العجمي بأنَّه في ظلِّ توافر الإمكانيات الفنية والتكنولوجية المتطورة من خلال الهيئة التي تحرص على مواكبة التطور وتأهيل الكوادر البشرية زادت أهمية المراسل التليفزيوني بالنسبة للبرامج والنشرات الإخبارية، خصوصا وأن عجلة التنمية تتسارع في كل المجالات وفي مختلف المحافظات؛ مما جعل من الأهمية بمكان وجود المراسل التليفزيوني المؤهل لرصد الحراك اليومي بدعم وتحفيز من المعنيين في قطاع الأخبار والبرامج التليفزيونية المختلفة.

وقال العجمي إنَّ المراسلين هم النافذة على الحياة اليومية للمواطن، ومظاهر النهضة في كل ولايات السلطنة؛ لذلك لابد أن يتميَّز المراسل بالتجرد من تبني المواقف وانحياز المشاعر لصالح طرف على حساب آخر.. مشيرا إلى وجود العديد من الصعوبات التي تعرقل عمل المراسل ومنها عدم استمرار البرامج التدريبية وورش التأهيل لصقل مهارات المراسلين، فضلا عن عدم تفرغ عدد كبير من المراسلين لهذا المجال، وقلة الانسجام بين المصور وفني المونتاج وعدم الإحساس بقيمة العمل الجماعي إلى جانب بطء استجابة بعض الجهات للرد على الملاحظات المثارة في حقها، وهو ما يُمكن علاجه بالعمل على رفع كفاءة مكاتب المحافظات، والاهتمام بحقوق المراسل لكونه الرافد الحقيقي للمادة الإخبارية.

 

فن مخاطبة الجمهور

وقال المراسل التليفزيوني إبراهيم الهادي: إنَّ التقرير التليفزيوني فنٌ لا يجيده الكثيرون؛ لأنه يحتاج إلى القدرة على مخاطبة الجمهور واختيار الكلمات المناسبة والإحساس بقوة الكلمات والعبارات ومدى تأثيرها على المشاهد.. مشيرا إلى حساسية مهنة المراسل التليفزيوني؛ لأن ما ينقله من أخبار قد تسبِّب ارتباكًا بين المواطنين في حال عدم دقتها وموضوعيتها.

وأضاف الهادي بأنَّه مع إنشاء الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون لاحظ تطورا كبيرا في تقديم التقارير التليفزيونية؛ حيث طوَّرت الهيئة من الأداء للتغلب على الروتين، وساهمت في تأهيل المراسلين من خلال دورات تدريبية مكثفة. وعن تجربته مع التقارير، قال الهادي إنه يميل إلى التقرير الذي يبعث برسائل هادفة للجمهور ليشعر بأنه ساهم في خدمة المجتمع. وعن الصعوبات التي تُواجه المراسل التليفزيوني في عمله، قال: إنَّ أهمها عدم القدرة على التفرغ لتنفيذ التقارير بحُكم العمل الأساسي الذي يُلزمه بساعات محددة؛ حيث إنَّ الحوافز لا تكفي احتياجات المراسلين.

 

أساس نشرات الأخبار

وقال خليفة الشماخي: إنَّ نشرات الأخبار تعتمد بالدرجة الأولى على التقارير الإخبارية الميدانية على المستوى المحلي أو الدولي؛ لما لها من أهمية كبيرة في تغذية نشرات الأخبار بالأحداث والوقائع بشكل مفصل في دقائق معدودة بحسب أهمية الحدث. وأكد أنَّ ممارسة العمل الصحفي والإعلامي تساهم في صقل شخصية الشباب وتنمية الجانب الثقافي لديهم من خلال الممارسة اليومية والمساهمة في إبراز الجهود التي تبذل في مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والعلمية، وتعريف المجتمع بما يجري حولهم من أحداث.

وعن تجربته مع التقارير، قال الشماخي: أميل للتقارير التراثية والتنموية، وأرى أنَّني قطعت شوطا كبيرا فيها منذ التحاقي بالعمل الإعلامي في التليفزيون كمراسل للأخبار منذ العام 1995م؛ بفضل الجهود التي بذلها القائمون على قطاع الأخبار لتنظيم الدورات التدريبية وورش التأهيل للارتقاء بصناعة الرسالة الإخبارية بأسلوب يُرضي ذوق المشاهد والمتابع على المستويين المحلي والخارجي.

وأشار خليفة الشماخي إلى أنَّ أيَّ عمل ميداني لابد أنْ يشهد صعوبات ومتاعب؛ لأنه مُتجدِّد ويحتاج لصبر ومثابرة من المراسل؛ لذلك لابد للمراسل أن يتحلى بالصبر والصدق والأمانة والإخلاص وحسن المعاملة مع الآخرين حتى يتمكن من الاستمرار في تطوير مهاراته والتغلب على التحديات التي يلاقيها في سبيل إنجاز عمله.

تعليق عبر الفيس بوك