مجلس البحث العلمي يمول دراسة حول استخدام الطاقة الشمسية في التبريد

مسقط - الرؤية

مول مجلس البحث العلمي دراسة بحثية حول استخدامات الطاقة الشمسية للتبريد وإنتاج الطاقة يقوم بها فريق بحثي يرأسه الدكتور ناصر بن أحمد بن زهران العزري الأستاذ المساعد بجامعة السلطان قابوس.

هدفت الدراسة إلى توفير مصدر للتبريد باستخدام الطاقة الشمسية بالإضافة إلى تحسين هذه العملية عن طريق تكاملها الذاتي باستخدام مبدأ (Pinch Analysis) كما سيتم إنتاج الطّاقة باستخدام توربينات عضوية والتي تتميّز بقدرتها على توليد الطاقة بالعمل على مدى محدود نسبياً من درجات الحرارة على النقيض من التوربينات البخارية. ومن أجل استخدام أمثل للحرارة المفقودة من التوربينات فإن هذه الحرارة سيتم استخدامها من قبل نظام التبريد بالامتصاص والذي سيعمل بصورة متكاملة مع دائرة الطاقة. وعند استخدام الطاقة المتولدة في تشغيل مكيفات التبريد بالضاغط فإن كلا النظامين (دورة الامتصاص والمكيف العادي) ستنتج حوالي ثلاثة وتسعين كيلو واط من التبريد أي ما يعادل ستة وعشرين طنا من التبريد.

وحول الفكرة العامة للدراسة البحثية قال الدكتور ناصر العزري الباحث الرئيس بالمشروع إن فكرة البحث تقوم على دراسة استخدام الطاقة الشمسية في بناء محطة هجينة تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية والتبريد في آن واحد. وأوضح الدكتور ناصر أن بعض اللبس الذي ربما قد يساور المطّلعين من أنه كيف للحرارة أن تستخدم في التبريد، مشيرا إلى أنها ليست كما تبدو بهذا الشكل المباشر وإنما تستخدم الحرارة في عملية فصل غاز التبريد بالامتصاص، ففي المكيفات الاعتيادية تُستنزف الطاقة عن طريق الضاغط الهوائي أما في مبردات الامتصاص فإن الضاغط يستبدل بمضخة صغيرة تستخدم شيئا يسيرا من الطاقة لا يذكر مع استنزاف الضاغط في أجهزة التكييف المعروفة حيث يتم خلط غاز التبريد مع عنصر آخر ليضخ المخلوط كسائل ومن ثم يُعاود فصله في نقطة الضغط المرتفع باستخدام الطاقة الشمسية مثلاً قبل دخوله للمكثف وإتمام دورة التبريد إذن فالحرارة تستخدم لعملية الفصل تلك وليس كوسيلة مباشرة للتبريد.

وفيما يتعلق بأهمية البحث قال الدكتور ناصر إنّها تكمن في كون البحث ذو علاقة بقضية معاصرة وهي استغلال الطاقات البديلة ولا سيما الطاقة الشمسية في بلد كسلطنة عمان. كما تحدث الدكتور ناصر حول آلية عمل الدراسة والخطوات التي مرت بها بداية بدراسة الجدوى للمشروع ومن ثم تحديد مكان إقامة المحطة والآن في طور بناء المحطة ومن المؤمل أن يكتمل إن شاء الله في تركيب المعدات في النصف الثاني من هذا العام.

وحول النتائج والتوصيات التي من المؤمل أن تخرج بها الدراسة قال الباحث الرئيس بالمشروع نأمل أن يمثل هذا البحث نقطة البداية في مجال استغلال الطاقة الشمسية باستخدام اللاقطات الحرارية حيث إنّ معظم الدراسات والتطبيقات السابقة محلياً كانت باستخدام الألواح الضوئية والتي تنتج طاقة كهربائية مباشرة. كما أنّ كون التبريد والتكييف من أهم عناصر استنزاف الطاقة بالسلطنة فإنّ فريق البحث يأمل أن يُسهم هذا البحث في تطوير مجال التبريد باستخدام الحرارة المستمدة من الشمس.

وأضاف الدكتور ناصر العزري أنّ هناك قناعة كامنة لدى فريق البحث بأن الثمرة الحقيقية للدراسة هي انتفاع المجتمع بنتائجها ودفعها لرفع سقف المعرفة في هذا المجال داخل السلطنة. فبعد إتمام المشروع وبداية تشغيله ننوي استخدامه كحقل تعليمي وبحثي للمهتمين بالسلطنة كما سيتم نشر نتائج البحث ونعرضها على الجهات المعنية وصناع القرار والمهتمين بهذا المجال.

وحول خطة الفريق القادمة يقول العزري بأنّ المشروع سيشكل النواة التي سنبدأ منها بالتوسع في هذا المجال وبحث الوسيلة الأمثل لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة وبأقل تكلفة ممكنة، كما ننوي الاستمرار في تشغيل المحطة كمحطة تجارب بالإضافة لكونها وسيلة تعليمية لطلبة كلية الهندسة وكذلك كتطبيق عملي للاطلاع عليها من قبل المهتمين من باحثين وهواة وأصحاب أعمال ونحوهم.

أما فيما يتعلق بمستقبل هذه الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع، قال الباحث الرئيس للمشروع إنّه كفريق عمل فإننا نتوقع نجاح الفكرة والتوسع في تطبيقها إن شاء الله وكما ذكرت سلفاً فإن الفكرة تقوم على مبدأ هجين بشكل يتيح إنتاج الطاقة أو التبريد أو كليهما وبهذا فإن إمكانية التطبيق ستكون على أكثر من صعيد وفي عدة مجالات.

تعليق عبر الفيس بوك