عٌمان.. مكارم وأخلاق

علي بن بدر البوسعيدي

تستوقف الناظر والمتتبع للأخبار اليومية والشأن العام عدد من السلوكيات الشبابية الطائشة التي لا تمت للقيم العمانية بصلة، وفوق ذلك أنّها منافية للخلق الإنساني السوي والنهج الحميد.. وقد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق ويهذب النفوس ليجلوها بالحسن وجمال السمت والقيم الرفيعة.

وعلى سبيل المثال للحصر هناك التسابق بين الشباب على مواقف السيارات، وانعدام الأثرة وتفضيل الآخر التي سرعان ما ينزغ فيها الشيطان بين الطرفين فتفضي إلى المشاجرة أو التهديد باللجوء إلى الادعاء العام وساحات القضاء؛ دون أن يكون بين الأطراف مساحة تسامح يلتقيان حولها، وهذا بالطبع خروج عن السلوكيات العمانية المألوفة التي نشأنا عليها والتي توارثناها أبًا عن جد، فنحن شعب متسامح متآخ، ينأى بنفسه دوما عن الفتن والتناحر.. يساند بعضنا بعضًا في المكاره والمسرات.. وقد أرسى صاحب الجلالة لبنة مجتمعية عظيمة ترتكز على سبل العيش المشترك واللحمة الواحدة التي لا تفرقها صغائر الأمور وتوافهها.

وبشيء من المرونة والاحترام المتبادل بيننا يمكن أن نفعل الكثير وأن نحل كثيرًا من المواقف والإشكاليات الثانوية والتي تعد صغيرة بمقياس همّة النفوس وعظم الشخصية العمانية، ولكن نظرًا لتراجع المنظومة الأخلاقيّة وعدم احترام الصغير للكبير نجد أنّها تتطور وتصل للجهات القضائية مما يسبب كثيرًا من هدر الطاقات والوقت فيما لا طائل منه وما لا يستحق..

يجب ألا نحيد عن منظومة القيم العمانية وأن نكون يدًا واحدة وحزمة واحدة وأن نتسامى عن هكذا سلوكيات، وأن يكون للمدرسة والبيت دورًا ملموسًا في غرس روح التسامح بين الجميع، والارتقاء بأخلاقيات أبنائنا، وأن ننشئهم على حب الخير للناس كما لأنفسنا، وألا تغفل الأسرة في سباقها المحموم نحو تأمين سبل المعيشة عن تربية الأبناء تربية سليمة؛ وفق النهج الحميد والقيم والشمائل الإسلامية والعمانية، والتي تمثل مكونًا ثقافيا ضخما في سجل حضارتنا الاسلامية والعمانية.

ولابد للدولة والمجتمع بجميع فئاته ومكوناته من التركيز على منظومة القيم والأخلاق العامة لتكون هي الركيزة القيمية التي يبنى عليها المجتمع حتى يحقق ما هو مأمول منه من تقدم ورفعة، فالقيم هي الحكم والمعيار الإنساني الأعظم حين تتغيب سلطة القانون.

تعليق عبر الفيس بوك